يبدو أن الحصار المفروض على قطاع غزة وملف العملية السلمية سيبقى من الملفات الساخنة في العام القادم، ففي ظل رفض ’إسرائيل’ الاستماع لأي طرف حتى الولايات المتحدة،تبدو الأمور تسير نحو إشعال قطاع غزة. خاصة مع موجة الغارات الإسرائيلية التي يتعرض لها القطاع منذ ثلاثة أيام.

وفي هذه الغضون، دعا مبعوث الرباعية للشرق الأوسط، توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق ’إسرائيل’ لاتخاذ اجراءات تعزز الثقة لبناء دولة فلسطينية، دولة في طور التنفيذ في الوقت الذي انهارت فيه المبادرة الامريكية التي بدأتها إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في ايلول الماضي.

ووصف بلير قرار الادارة الامريكية بداية هذا الشهر التخلي عن محاولات الضغط على ’إسرائيل’ لكي توافق على تجميد مؤقت للاستيطان في الضفة الغربية بانه خطوة للوراء في المحاولات لتفعيل العملية السلمية.
وقال حيث كان يتحدث من واشنطن التي يزورها للقاء وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان ’إسرائيل’ مدعوة الآن للبحث عن طرق جديدة لتطمين الفلسطينيين من ان ’الدولة احتمال حقيقي’.

واضاف ’اعتقد، وهذا يعتمد على الهموم الامنية الإسرائيلية ان على الإسرائيليين التخفيف من حدة الاحتلال على الفلسطينيين وان تقدم لهم المساعدة الممكنة وتسمح لهم بالتطور قدر الامكان’

واثنى بلير على ما حققته السلطة الوطنية في مجال تعزيز النظام والامن في الضفة الغربية، مضيفا ان قادة كبارا في جيش الاحتلال عبروا عن اعجابهم بالاصلاحات التي قام بها رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض وعمل الاجهزة الامنية التابعة لها من اجل الحصول على ثقة الإسرائيليين.

وكرر بلير دعوته ’إسرائيل’ لرفع جزئي للحصار المفروض على غزة قائلا ان استمرار الحصار ستكون له اثار عكسية قائلا ان الحصار لم يؤد لعزلة غزة واضعافها ’هناك رأي خاطئ من ان غزة تعيش عزلة وان حماس ضعيفة’.

واعتبر الاولوية الآن هي السماح للغزيين اخراج منتجاتهم خاصة في مجال القطاع الخاص ’قطاع النسيج وصناعة الاثاث حالة فتح الباب لها فستوفر وظائف واعمالا’ للعاطلين عن العمل.

وقد لا تعني تصريحات بلير الكثير في ظل التوتر السائد على الحدود مع غزة وتهديدات القادة العسكريين الإسرائيليين بأن الوضع في غزة منذ عام 2007 لن يستمر على ما هو.

وصعدت ’إسرائيل’ من غاراتها الجوية على القطاع في الاونة الاخيرة. وقامت ’إسرائيل’ في خطوة غريبة بتوجيه نداء للامم المتحدة تشجب فيه تزايد الهجمات الصاروخية من القطاع.

ودعا سفير ’إسرائيل’ لدى الامم المتحدة ميرون روبن المؤسسة الدولية ارسال رسالة الى حماس في غزة مفادها ان استمرار الهجمات الصاروخية لن يتم التسامح معها.

وكانت ’إسرائيل’ قد اغارت على غزة يوم أمس وقتلت خمسة من المسلحين وردت الجماعات المسلحة في القطاع باطلاق صواريخ وقذائف هاون عبر الحدود ل’إسرائيل’ وردت الاخيرة بغارات جوية اخرى.

وكان غابي اشكنازي، رئيس هيئة الاركان ال’إسرائيل’ي قد قال يوم الثلاثاء ان الوضع في الجنوب هش ومتوتر وقد يتدهور حالة تسبب هجوم صاروخي في قتلى وجرحى.

ويرى محللون أن كلا الطرفين، حماس و’إسرائيل’ ليسا راغبين في الوقت الحالي بالدخول في حرب كما حدث عام 2008 ـ 2009 حيث فشلت ’إسرائيل’ في عملية الرصاص المصبوب بسحق حماس، وادت العملية الى شجب دولي للهجوم الإسرائيلي الذي خلف اكثر من 1400 شهيد فلسطيني والاف الجرحى من المدنيين