فيما كان العالم يحتفل بصخب ويستقبل الساعات الاولى من العام الجديد استقبلت جمهورية مصر العربية العام على وقع انفجار إرهابي هز مدينة الاسكندرية مستهدفاً مجموعة من المصلين وهم يهمون بالخروج من الكنيسة بعد الاحتفال برأس السنة الميلادية.

وقتل 21 شخصا على الاقل في انفجار قنبلة خارج الكنيسة، وقالت وزارة الداخلية ان الهجوم ربما نفذه مفجر انتحاري بدعم من عناصر خارجية.

واصيب عشرات الاشخاص في الانفجار الذي ادى الى تناثر اشلاء الجثث ودمر سيارات وحطم نوافذ زجاجية.

ودفع الهجوم مسيحيين الى الاحتجاج في الشوارع وتبادل بعض المسيحيين والمسلمين الرشق بالحجارة.

وقالت الكنيسة انه تأكد وفاة 20 شخصا وان الاشلاء الباقية تشير إلى أربعة أو خمسة قتلى اخرين في الانفجار الذي وقع بينما كان المصلون يغادرون الكنيسة بعد الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة.

وقال بيان أصدره مجلس قساوسة الاسكندرية ’اذ نستنكر هذا الحادث الذي يهدد وطننا وأمن وامان مواطنينا نرى ان ما حدث يشكل تصعيدا خطيرا للاحداث الطائفية الموجهة ضد الاقباط.’

واضاف البيان قائلا ان الحادث وقع ’نتيجة للشحن الطائفي والافتراءات الكاذبة التي كثرت ضد الكنيسة ورموزها في الفترة الماضية.’

ويشكل المسيحيون حوالي 10 بالمئة من سكان مصر البالغ عددهم 79 مليون نسمة غالبيتهم مسلمون.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة أذاعها التلفزيون وبثتها وكالة أنباء الشرق الاوسط ان الهجوم ’عملية ارهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية تريد أن تجعل من مصر ساحة لما تراه من شرور الارهاب بمنطقتنا وخارجها.’

وأضاف متوعدا مدبري الهجوم ’أمن مصر القومي هو مسؤوليتي الاولى لا أفرط فيه أبدا ولا أسمح لاحد أيا كان بالمساس به أو الاستخفاف بأرواح أو مقدرات شعبنا.’

وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الاوسط ’ملابسات الحادث في ظل الاساليب السائدة حاليا للانشطة الارهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح الى أن عناصر خارجية قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ.’

ورجح أن يكون انتحاري وراء الانفجار وأنه أحد القتلى.

وكانت مصادر أمنية قالت ان سيارة ملغومة انفجرت لكن شهود عيان لاحظوا أن مكان الانفجار خلا من حفرة يتسبب فيها عادة انفجار قريب من سطح الارض.

ونقل التلفزيون المصري عن محافظ الاسكندرية عادل لبيب اتهامه لتنظيم القاعدة بتدبير التفجير. لكن لبيب لم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقال كميل صديق من المجلس القبطي في مدينة الاسكندرية لرويترز ’الناس ذهبوا الى الكنيسة ليصلوا لله لكن انتهى بهم الامر كخراف شاردة. هذه المذبحة مكتوب عليها القاعدة في كل شيء.. نفس النمط استعمل في دول أخرى.’

واشار مراقبون الى تهديد جماعة على صلة بتنظيم القاعدة في تشرين الثاني الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قالت انهن أسيرات مسلمات في أديرة في اشارة الى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطية الارثوذكسية استردتهن بعد دخولهن الاسلام.

وكانت مصر عززت اجراءات الامن حول الكنائس ومنعت السيارات من التوقف أمامها مباشرة بعد تهديد تنظيم دولة العراق الاسلامية.

وقال شاهد لرويترز في اتصال هاتفي من الاسكندرية ’هذا مشهد من بغداد.’

وقال بيان لوزارة الداخلية ’الفحص المبدئي أسفر عن أن السيارة التي تسببت في الانفجار كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها.’

ويقول محللون ان الحكومة قلقة ازاء امكانية حدوث قلاقل في البلاد في وقت تتجه فيه الى انتخابات رئاسية مهمة أواخر العام الحالي.

وفي كانون الثاني من العام الماضي قتل ستة مسيحيين ورجل شرطة مسلم في هجوم بالرصاص خارج كنيسة في مدينة قنا بجنوب البلاد مما تسبب في اندلاع احتجاجات.

ويقول محللون ان الحكومة المصرية التي تتعرض لضغوط جماعات سياسية ومنظمات حقوقية بسبب مخالفات شابت انتخابات مجلس الشعب الاخيرة تحتاج الى تأكيد سلامة النسيج الطائفي بعد الهجوم الجديد.

وفي وقت سابق ناشد مبارك المصريين أن يتصدوا - مسلمين ومسيحيين - للارهاب.

ويقول رجال دين مسلمون ومسيحيون ان هناك وئاما طائفيا في البلاد. لكن نزاعات دامية تنشب أحيانا بسبب بناء وترميم الكنائس وتغيير الديانة وعلاقات بين رجال ونساء ليسوا من نفس الطائفة.

وتشهد مصر توترا طائفيا محدودا منذ مقتل اثنين من المسيحيين واصابة عدد اخر واصابة رجال شرطة بينهم ضابطان كبيران في اشتباك بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة من الغرب خلال احتجاج ألوف المسيحيين على قيام السلطات بوقف البناء في امتداد كنيسة قائلة ان الكنيسة خالفت الترخيص.

وشهدت مدينة الاسكندرية التي تقع على البحر المتوسط عدة حوادث طائفية خلال السنوات الماضية سقط خلالها بضع قتلى وجرحى.