أجمعت المواقف العربية والغربية على إدانة التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في الساعات الأولى من العام 2011، وخلف 21 قتيلا وإصابة 80 شخصا بجروح، بينهم ثمانية مسلمين.

فقد أدان الرئيس المصري حسني مبارك الاعتداء، وقال إنه ’عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية’، مؤكدا أن ’دماء أبنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الإرهاب المتربصة بنا’.

وأدانت سورية بقوة التفجير الإرهابي الآثم الذي وقع قرب كنيسة في مدينة الاسكندرية بمصر.

وقال مصدر رسمي في تصريح لوكالة سانا أمس إن سورية إذ ترى أن مثل هذه الجرائم الإرهابية إنما تستهدف الوحدة الوطنية والتعددية الدينية في مصر أو فى غيرها من بلداننا العربية تقف إلى جانب الشقيقة مصر في تصديها للإرهاب ومحاربتها لكل ما من شأنه الإضرار بالوحدة الوطنية المصرية.

و أعرب المصدر عن تعازي سورية لمصر ولذوي الضحايا الأبرياء والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل مؤكدا أن سورية على ثقة بأن الشقيقة مصر حريصة على وحدتها الوطنية وعلى عروبتها.

من جهته أدان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هذا ’الاعتداء الإجرامي’ واعتبر أن وراءه ’قوى لا تريد خيرا’ لمصر.

كما استنكرت جماعة الإخوان المسلمين الهجوم ’الإجرامي و’الآثم’، وأكدت في بيان لها أن الإخوان ’يرفضون كل أشكال العنف وتهديد وترويع الآمنين من المسيحيين والمسلمين’، ودعت ’أبناء الوطن إلى توحيد الجهود، من أجل النهوض بمصر، والتصدي للهجمة الغريبة الإجرامية’.

وعلى المستوى العربي، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ’العمل المجرم واللاإنساني الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مصر الشقيقة، وإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين’.

كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاعتداء الذي يهدف بحسبها إلى ’إشعال الفتنة الطائفية’.

وفي لبنان، قال حزب الله إن ’كلمات الإدانة والشجب تبقى قاصرة وعاجزة عن التعبير عن مشاعر الغضب والأسف والحزن لجريمة التفجير الإرهابي’.
وأكد أن هذا الهجوم جزء من ’أخطر المؤامرات التي باتت تستهدف التنوع الديني في أكثر من بلد عربي وإسلامي خدمة للمشروع الصهيوني التهويدي في فلسطين المحتلة والمشروع الأميركي التفتيتي لبلادنا العربية والإسلامية’.

وفي الرياض أعلنت وكالة الأنباء الرسمية أن ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز عبر في اتصال هاتفي بالرئيس المصري حسني مبارك عن ’شجب المملكة واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية، مؤكدا وقوف المملكة قلبا وقالبا مع جمهورية مصر العربية ضد الإرهاب’.

أما موقف المملكة المغربية، فقد عبر عنه الملك محمد السادس الذي أرسل برقية إلى الرئيس المصري أعرب فيها عن ’تنديد المملكة الشديد بهذا العدوان الإرهابي’.

كما أعربت البحرين عن ’استنكارها لهذه العملية الإجرامية النكراء وعدتها عملا إرهابيا ينافي كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية’.

وعلى مستوى المواقف الغربية، أعلن البيت الأبيض في بيان أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ’يدين بشدة’ هذا الاعتداء.

وقال أوباما في بيان من هاواي حيث يمضي عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة ’كان المحرضون على هذا الاعتداء يستهدفون المؤمنين المسيحيين ولا يحترمون إطلاقا الحياة البشرية’، وأكد أن بلاده ’مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة المصرية’.

كما استنكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التفجير الذي وصفه بـ’الجريمة العمياء والجبانة’.

وفي روما أصدرت وزارة الخارجية الإيطالية بيانا أدانت فيه بحزم هذا الاعتداء، وأكدت أن إيطاليا ’ستواصل إسماع صوتها لضمان حماية كاملة للحرية الدينية في كل الظروف’.

وفي طهران، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن ’إيران تدين هذا العمل الإرهابي وتقدم التعازي إلى مصر شعبا وحكومة على مقتل أبرياء’.

وفي سياق المواقف البارزة المدينة للهجوم، دعا البابا البابا بنديكت السادس عشر في قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس بطرس إلى حماية المسيحيين.

وقال ’في مواجهة التوترات التي تحمل تهديدا في الوقت الراهن وأمام أعمال التمييز والتجاوزات، وخصوصا مظاهر التعصب الديني، أوجه مرة أخرى دعوة ملحة إلى عدم الاستسلام للإحباط’.

داعياً مسؤولي الأمم إبداء المزيد من الالتزام العملي والثابت تجاه هذه المهمة الشاقة على حد تعبيره