تظاهر آلاف الأقباط في مناطق متفرقة من مصر امس احتجاجا على التفجير الذي استهدف كنيسة في الاسكندرية بشمال مصر، قتل فيه 21 شخصا وأصيب العشرات بجروح.

وقال مسؤولون أمنيون أن حوالي أربعة آلاف قبطي تظاهروا في منشأة ناصر غرب القاهرة وقطعوا طريقا رئيسيا تنديداً بالتفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالاسكندرية ليل الجمعة السبت.

وتجمع نحو 50 مسيحيا أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون في القاهرة وحاولوا اقتحام المبنى منددين بتغطية التلفزيون للحادث. ووصف المحتجون التفجير بأنه ’فتنة طائفية’ المقصود بها ’اضطهاد’ المسيحيين في مصر.

ورفضوا ما تردده أجهزة الإعلام الرسمية من ان الحادث كان يستهدف’ استقرار وسمعة مصر الأمنية’.

وندد المتظاهرون بما سموه التعامل السطحي مع رسائل التهديدات التي أرسلت إلى مصر منذ نحو شهرين من قبل تنظيم القاعدة. وقال شهود ان القرية شهدت صدامات عنيفة بين قوات الأمن والأهالي، وأكدوا أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد منهم.

وكانت القيادات الإسلامية المتمثلة بشيخ الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف قد أعربت للبابا شنودة عن تضامنها مع الأقباط و تنديدها بالحادث.

وصدت قوة أمنية مرافقة محاولات بعض المحتجين الأقباط للاعتداء على الشخصيات الثلاثة داخل مبنى الكاتدرائية بحي العباسية بعد ان اتهموا الحكومة بعدم حماية الأقباط.

إلا ان وزير الأوقاف رفض الاتهامات وقال ’إن ما حدث ليس سببه الحكومة ولا المسلمين’ وطالب بالبحث عن المستفيد من هذا ’الخراب’ لمعرفة المتسبب في الحادث.

من جهته قال شيخ الأزهر أعلى مؤسسة دينية في العالم السني، انهم لم يأتوا للاعتذار. وأضاف الشيخ الطيب ’من ماتوا هم أهلنا وقد جئنا لنتصدى للإرهاب الذي يستهدف ضرب مصر وتحويلها إلى عراق آخر’.

من جانبه قال البابا شنودة ’لقد حرصت على الإعلان عن أداء صلاة عيد الميلاد حتى لا يحرمنا الإرهاب من الاحتفال بميلاد السيد المسيح، وحتى لا يتسبب هذا الحادث وعدم الصلاة في زيادة الأمر توترا وخطورة’.

وأضاف ’ليس معنى حزننا على أولادنا ألا نتصرف بحكمة وقد حاول الإرهابيون مرارا العبث بأمن مصر ولن نتركهم يصلون إلى هدفهم بإحداث الفرقة بين المسلمين والأقباط’.

وكانت مصادر أمنية مصرية قالت في وقت سابق امس ان أجهزة الأمن تمكنت من اعتقال سبعة أشخاص يشتبه بتورطهم في تفجير الكنيسة. وأوضح مسؤول أمني ان المشتبه بهم يخضعون للتحقيق، رافضا الكشف عن الجهة التي تجري التحقيق معهم.

وأشار المسؤول الى ان الأجهزة الأمنية كانت قد اعتقلت 17 شخصا أمس إلا انها أفرجت عن 10 أشخاص بعد احتجازهم لفترة قصيرة.

وذكر وزير الداخلية المصري حبيب العادلي، في اجتماع مصغر للحكومة، امس ان جهات أجنبية متورطة في الحادث الذي وقع ليلة رأس السنة الميلادية.

وأضاف، في تصريح نقله موقع صحيفة ’الأهرام’، أن هناك بعض المتسللين الذين تم التعرف عليهم ودخلوا مصر قبل أعياد الميلاد عبر الحدود بمساعدة مصريين. وتابع قائلا ان الأجهزة الأمنية توصلت الى ’معلومات مهمة’.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك توعد، في خطاب أمس، بمعاقبة المخططين والمتورطين في الحادث. وقال ان ’العملية الإرهابية’ التي استهدفت كنيسة القديسين ’تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية’. كما حمل رموزٌ في المعارضة المصرية النظام المسؤولية بالحادث، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية لفشله في مكافحة الإرهاب.