إنتاب القلق مسيحيي لبنان من انتقال عدوى التفجيرات الى كنائسهم وأديارهم وتجمعاتهم، وذلك بعد سماعهم خبر الانفجار في إحدى كنائس الاسكندرية في مصر، وقال راعي ابرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي ’لا يمكننا الاكتفاء بالاستنكارات الكلامية، كما قال قداسة البابا أيضاً، انما يجب العمل على الأرض، ويؤسفنا أن تكون هناك ارضية مؤاتية في مصر كما حدث’.

وطالب ’القمة الاسلامية بالانعقاد فوراً واتخاذ موقف من كل هذه الاعتداءات التي تحصل باسم الدين كما عليها أن تشجب الدول الممولة للمجرمين الأصوليين والحركات المنفذة لهذه الاعتداءات’.

كما ودعا ’جامعة الدول العربية الى الانعقاد من أجل الحفاظ على أمن المواطنين، مسيحيين ومسلمين’، مجدداً تأكيده ’ أهمية التحرك على الأرض لا التنديد بالكلام’.وأسف ’ لارتكاب أكبر جريمة بحق الانسانية والسلام في مصر في حين كان البابا والعالم بأكمله يحتفل بيوم السلام العالمي واحترام الناس على مختلف دياناتهم’، مؤكداً ’رفض هذا الاستهداف الدائم للمسيحيين وكأنهم جماعة من كوكب آخر’.

ورداً على سؤال اذا كان يرى أن لبنان محصن في وجه مثل هذه المخاطر شدّد الراعي على ’ضرورة تماسك كل اللبنانيين وخصوصاً رجال السياسة والأمن وأن تبقى عيونهم مفتوحة وساهرة في ظل دخول بعض الاصوليات الاجرامية الى لبنان’.

وأشار الى أن ’لا أرضية مؤاتية للاعتداءات في لبنان كما في مصر’، لكنه لفت في الوقت عينه الى ’ احتمال دائم لامتداد أيادي الشر’.

من ناحيته، اعتبر بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الموجود في مصر ’ان المجزرة التي تعرض لها المسيحيون في كنيسة القديسين في الاسكندرية صبيحة رأس السنة الجديدة، هي عمل اجرامي وارهابي موصوف يستهدف المسيحيين الابرياء ويوقع بهم شهداء وضحايا، وظاهرة تدعو الى القلق واليقظة من ان يكون المسيحيون هدفاً للاعمال الترهيبية التي تتنقل من منطقة الى اخرى، مستهدفة المسيحيين بحياتهم ورموزهم وشعائرهم ومقدساتهم’.ودعا البطريرك لحام في بيان المجتمع العربي والدولي الى ان ’يكون حازماً في محاربة الارهاب والمعتدين على الابرياء والمقدسات، لان الناس أوكلت امرها وشؤونها الى الدولة والمؤسسات الدستورية في البلاد، شأن الرعية والراعي والانتماء الى ارض ووطن وقضية’.

ورأى ’ان استهداف المسيحيين انما هو مخطط واضح لافراغ الشرق من مكوناته الاساسية’، داعياً ’الزعماء المسلمين روحيين وزمنيين الى استنفار جهودهم وطاقاتهم لاحلال السلام والطمأنينة بين الناس’، ومشدداً على ’ان المجتمع المسلم الذي يلاقي المسيحيين بقيمهم وتطلعاتهم يرفض هذه الجرائم التي هي بأصلها اعتداء على الاسلام وقيمه، بمثل ما هي اعتداء ترهيبي على المسيحيين’.

وكانت القيادات اللبنانية من رئاسية ووزارية ونيابية شجبت جريمة التفجير، وقال وزير الإعلام الدكتور طارق متري’ليس المصريون المسيحيون الأقباط ولا العراقيون المسيحيون، الكلدان والسريان، أقليات تبحث عن حماية، بل هم مواطنون يلحق التفريط بحقوقهم الأذى بالمجتمع كله، ذلك أنه يهدد أيضاً حقوق مواطنيهم وسلامتهم من خلال إضعاف الدولة أو تراجع إمكاناتها في توفير الأمن للجميع’.