تخشى مصر تفاقم التوتر الطائفي بعد الاعتداء الذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا أمام كنيسة قبطية في الإسكندرية ليل الجمعة السبت، فيما حذرت الصحف أمس من اندلاع أعمال عنف طائفية تؤدي إلى «الغرق في مستنقع شبيه بما حدث في لبنان في نيسان 1975»، في إشارة إلى الحرب الأهلية اللبنانية.

والتفجير، الذي أعلنت القاهرة أن انتحارياً نفذه، وقع بعد نحو نصف ساعة من منتصف ليل الجمعة بينما كان المصلون بدأوا بالخروج من كنيسة القديسين في الإسكندرية بعد القداس.

وخيم الحزن على قداس الأحد الذي أقيم في كنيسة القديسين القبطية في الإسكندرية، حيث ذرف المصلون الدموع على «شهدائهم»، وصبوا جام غضبهم على «المتعصبين» من المسلمين الذين يهاجمون النصارى.

وكان سينودس قساوسة الإسكندرية انتقد أمس الأول تراخي السلطات المصرية أمام المواقف المعادية صراحة للأقباط. وقال، في بيان، إن الاعتداء على كنيسة القديسين هو نتيجة التعبئة المعادية للأقباط والأكاذيب التي اشيعت مؤخراً ضد الكنسية القبطية.

وكان خمسة آلاف شخص شاركوا أمس الأول في تشييع ضحايا كنيسة القديسين. وأقيمت مراسم التشييع في دير مارمينا في كينج مريوط على بعد نحو 30 كلم من المدينة المتوسطية. ورفعت حشود المشيعين شعارات من بينها بالروح بالدم نفديك يا صليب، ورفضت تقبل تعازي الرئيس المصري حسني مبارك.

وحضت الصحافة المصرية بكافة اتجاهاتها المسيحيين والمسلمين على الوقوف صفاً واحداً.

ورأت صحيفة «الشروق» المستقلة في افتتاحيتها أن أحدا لا يستطيع لوم الاخوة المسيحيين اذا شعروا بالغضب والقرف بعد هذا الاعتداء.

وكتبت ان «الاخطر من هذه المجزرة هو ان ينغمس الاخوة المسيحيون في مشاعر الغضب والاحباط وتزداد عزلتهم، وهنا بالضبط يكون مخططو الجريمة حققوا هدفهم الحقيقي».

وأضافت «فإذا سار المخطط كما هو مرسوم له، تزداد العمليات الاجرامية ضد اهداف ودور عبادة قبطية، ينفعل الاقباط ويبدأون في رد فعل يشتبكون مع جيرانهم المسلمين وتتطور الاحداث، ونبدأ في الغرق في مستنقع شبيه بما حدث في لبنان في نيسان 1975»، في اشارة الى الحرب الاهلية اللبنانية.

من جهتها دعت صحيفة المصري اليوم الدولة إلى ان لا تستمر في معالجة هذا الملف الحساس بالمسكنات، واعتباره ملفاً امنياً فقط من دون تنبه لأبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية.

وأدان البابا بندكت السادس عشر التفجير، واصفاً إياه «بالعمل الجبان».

وانتقد شيخ الأزهر الإمام احمد الطيب دعوة البابا الى قادة العالم لحماية الاقباط واصفاً هذه الدعوة بأنها «تدخل غير مقبول» في شؤون مصر. واستنكرت جماعة الإخوان المسلمين التفجير «الاجرامي و«الآثم».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، لكنه يأتي بعد شهرين من تهديدات أطلقتها مجموعة موالية لتنظيم القاعدة في العراق ضد الأقباط اثر تفجير كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الاول الماضي وأسفر عن مقتل 44 مصليا وكاهنين.