الكاتب : حازم خضر

المفاوضات ..ملف مؤجل على المسار السوري

ثمة حدثان يفرضان حضورهما لدى الحديث عن عملية السلام رغم الجمود الطاغي الذي يكتنفها على المسار السوري.

الأول :ما سربته مصادر غربية لصحيفة ’ الرأي’ الكويتية حول زيارة لدينيس روس الى دمشق وسماعه كلاما ’ مشجعا ’ عن مواقف سورية تتعلق بعملية السلام ومن ذلك إمكانية فض تحلفها مع إيران وابتعادها عن حزب الله وحركة حماس في حال حصول تقدم في عملية السلام وهو ما نفاه مصدر رسمي سوري جملة وتفصيلا وعلى الفور.

والثاني: يتصل بإرسال السفير الأمريكي بيتر فورد إلى دمشق بعد غياب السفير الأمريكي عن دمشق لمدة خمس سنوات وتعليق جهات أمريكية عليه عدة مهام من بينها البحث في عملية السلام دون الحديث عن تفاصيل محددة.

المعطيان السابقان لا يقدمان شيئا يذكر في واقع الأمر استنادا الى أن الظروف كما تصفها دمشق غير مواتية في ظل غياب الشريك الإسرائيلي ، مستندة في ذلك إلى برنامج الحكومة الإسرائيلية الحالية والى تاريخها الطويل في العدوان والمغالاة في تبني سياسات عدوانية لا تقود بل ولا تتيح التفكير بالسلام . فضلا عن أن السياسات الإسرائيلية تجاه الجولان ، كما الأراضي الفلسطينية المحتلة، تكرس رفضها لأي منطق يقود إلى السلام.

والى جانب تلك المعطيات يبدو الإسرائيليون مشغولين بالمسار الفلسطيني الذي يواجه شللا حقيقيا بعد إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على رفض تجميد الاستيطان وهو السقف الذي حددته السلطة الفلسطينية كشرط لن تحيد عنه من أجل العودة للتفاوض ودعمتها ، ولو لفظيا الدول العربية وحتى الاتحاد الأوروبي.

والراعي الأمريكي مشغول ، بدوره، بفك تلك العقدة المتعلقة بالاستيطان بعد إخفاقه بإقناع حكومة اليمين الإسرائيلي بالتجميد . ومن غير المتوقع التوجه الى أي مسار أخر قبل إعادة السلطة والإسرائيليين الى التفاوض وفقا لصيغة ’ ملتوية’ يجري البحث فيها بما يعيد الفلسطينيين إلى المفاوضات دون المس بالموقف الإسرائيلي من تجميد الاستيطان .

كل تلك العناوين تجعل الحديث عن تحريك المفاوضات على المسار السوري لا قيمة له ومن باب التسلية الإعلامية ، ربما، خصوصا وأن قضايا إقليمية ضاغطة تتطلب العلاج وأبرزها: القرار الظني بجريمة اغتيال الحريري التي تشهد تحركا مكثفا بين سورية والسعودية وبمواكبة إقليمية ودولية عالية المستوى سعيا لحل ملف ضاغط يهدد بانفجار يطالب لبنان والمنطقة برمتها. والانشغال الأمريكي لا يبتعد عن هذا الملف ، وإن كان سلبا لجهة إجهاض أي انفراج ، كما تتضح الأمور من تصريحات جون بولتون السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة ومن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان. فأين المفاوضات من هذه التحركات ؟ !