يحضر ملف عملية السلام على كل مساراتها في قمة الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والأميركي باراك أوباما غداً في البيت الأبيض ضمن عدد من الملفات الدولية كساحل العاج والسودان وإيران وأفغانستان ولبنان ومحاربة الإرهاب.

وذكرت مصادر الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي يصل إلى واشنطن في زيارة قصيرة قادماً من أراضي ما وراء البحار الفرنسية ويجري جولة أولى من المباحثات مع أوباما في البيت الأبيض تتركز على أعمال مجموعتي العشرين والثمانية برئاسة فرنسا قبل أن يخصص الرئيسان القسم الثاني من المباحثات للمسائل الدولية.

وأوضحت المصادر أن ساركوزي سيطرح مع أوباما المسيرة السلمية بكل مساراتها، وأشارت إلى مبادرة باريس بتعيين السفير جان كلود كوسران مبعوثاً خاصاً للرئيس ساركوزي لهذا المسار، وذكرت أن كوسران على اتصال مع الطرفين (إسرائيل وسورية) ومع الدول المعنية. وقالت إن باريس تتابع باهتمام ما يجري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وخاصة عبر الوحدة الفرنسية في يونيفيل.

ويأمل ساركوزي، حسب ما قالت أوساطه، أن يقنع نظيره الأميركي بتغيير «منهج» إدارة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للخروج من المأزق الحالي، وذكرت أن «دور واشنطن لا بديل منه ولا أحد يعارضه لكن يجب طرح مشكلة المنهج، فهناك دول أوروبية وعربية راغبة في المساعدة، ولا تريد أوروبا أن تبقى مجرد ممول بل تريد دوراً سياسياً، والسؤال هو كيف يمكننا جمعياً المساعدة على استئناف المسيرة السلمية». واعتبرت الأوساط الرئاسية أن المشكلة تكمن في تحديد «منهج لاستئناف المفاوضات»، أكثر منها في «تراخي» واشنطن وعدم اتخاذ مواقف حازمة إزاء تعنت إسرائيل، وقالت: «لقد أعلنت واشنطن بوضوح أن مسألة تجميد الاستيطان لم تعد على الطاولة وانطلاقاً من هذا يجب أن نرى كيف يمكن استئناف محادثات مباشرة إن أمكن والفلسطينيون يفكرون بمبادرة في مجلس الأمن فهل هذه فكرة؟ والإسرائيليون لديهم أفكارهم الخاصة وكل هذا سيطرح على بساط البحث بين الرئيسين ساركوزي وأوباما وسنرى إن أمكن ولادة تقارب في منهج إدارة المفاوضات وفي مضمون مبادرة محتملة».

ويتطرق الرئيس الفرنسي مع نظيره الأميركي إلى الملف اللبناني انطلاقاً من روحية «البحث عن حل» لتهدئة التوترات الناجمة بسبب المحكمة الخاصة بلبنان. فباريس ترى، حسب مصادرها، أن «لبنان في مرحلة توتر ومن المهم الإقرار بذلك، وأن تعبر كل الدول الصديقة للبنان عن القلق والرغبة في المساعدة على التهدئة»، وأضافت: «هناك واقع أن المحكمة الخاصة أنشئت بطلب من لبنان ومباركة من مجلس الأمن وينبغي أن تواصل عملها وهي تعمل حاليا، وانطلاقا من هذا يبقى السؤال هو كيف نساعد اللبنانيين على تلمس طريق التهدئة؟.. وهذا يعود إلى اللبنانيين أنفسهم»، واعتبرت أن دور الحوار السعودي السوري مهم جداً في الإطار الإقليمي، وأن هناك دولاً بعيدة كفرنسا يمكنها المساعدة.

وفيما يتعلق بالشأن الإيراني ذكرت المصادر أن الوقت الآن للمحادثات مع إيران وليس لفرض عقوبات إضافية عليها بانتظار ما ستؤول إليه محادثات اسطنبول المقررة في العشرين من الشهر الحالي. وقالت الأوساط الفرنسية: «إن اجتماع جنيف بين طهران والدول الست الشهر الماضي كان بمنزلة «رفع الستار» لاستئناف المحادثات وكل طرف أكد موقفه في هذا الاجتماع ونأمل أن تبدأ المحادثات الحقيقية في اسطنبول أواخر الشهر».

وذكرت المصادر أن العقوبات بدأت تؤثر في الاقتصاد الإيراني وستبقى مفروضة على طهران إلى حين التوصل إلى اتفاق مع إيران، لكن من غير المطروح فرض عقوبات جديدة في الوقت الراهن.