قالت مصادر سورية واسعة الإطلاع أن القيادة السورية كانت تضع في حساباتها احتمال فشل ما ’مساعي التهدئة والتقارب’ التي كانت تبذلها دمشق والرياض لبلورة صيغة تفاهمية تتصل بملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقرارها الاتهامي.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن هذه المصادر القول أن ’دمشق كانت تعلم جيداً بمساعي العرقلة التي بذلتها أطراف لبنانية ودولية وحتى إقليمية’ وجزمت المصادر نفسها بأن دمشق مستمرة في التشاور مع حلفائها وأصدقائها في لبنان ضمن إطار السعي لحماية لبنان واستقراره، كما انها مستمرة في التشاور مع القيادة السعودية والملك عبد الله بن عبد العزيز لذات الهدف على حد قول المصادر.

وفي سياق أزمة الحكومة اللبنانية، كثفت باريس تحركاتها في الساعات الماضية فاتصل الرئيس نيكولا ساركوزي مساء أمس بالرئيس بشار الأسد، وأكد دعمه لـ السلطات والمؤسسات اللبنانية، وتمنى أن تساهم المشاورات الدولية بمساعدة اللبنانيين على تجاوز هذه المرحلة الحرجة، حسب ما أعلن قصر الإليزيه.

وذكرت مصادر فرنسية مطلعة أن ساركوزي حاول قبل يومين إنقاذ المسعى السوري السعودي في اللحظات الأخيرة لدى لقائه العاهل السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز في نيويورك.

من جهتها نقلت صحيفة ـ الأخبار ـ اللبنانية عن مصدر فرنسي مقرب من الملف اللبنانية القول بأن الأوساط الفرنسية غيّرت في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة خطابها تجاه سوريا، فبات الحديث وراء الكواليس يعود إلى نغمة سابقة عن ’عدم تطوّر الموقف السوري’،ويقول دبلوماسي عربي، في هذا الصدد، إنه عودة إلى النقطة الصفر في العلاقات الفرنسية السورية. وقد أسرّ أحد المصادر الفرنسية، شرط كتم هويته، بأن ’تجربة انفتاح باريس على دمشق قد أثبتت فشلها’. أضاف أن الساحة اللبنانية كانت مختبر هذه النيات، إذ إن باريس ترى أن لدمشق دوراً رئيسياً في تثبيت الاستقرار في لبنان.