تعقد اليوم في دمشق قمة ثلاثية تضم الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة سبل إيجاد مخرج للأزمة في لبنان بعد انهيار حكومة سعد الحريري في ظل خلافات بشأن المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والتي ستسلم قرار الاتهام الظني اليوم.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن متحدث باسم الخارجية التركية قوله للصحفيين المرافقين لوزير الخارجية أحمد داود أوغلو المتوجه إلى العراق إن أردوغان سيلتقي بالأسد والشيخ حمد، مشيرا إلى أن أوغلو سيلتحق بعد مغادرته بغداد برئيس وزراء بلاده في دمشق، وسيلتقي بمسؤولين سوريين وقطريين.

وتبدو القمة الثلاثية السورية - القطرية - التركية بمثابة حبل النجاة الوحيد والأخير للوضع اللبناني المأزوم، بعد فشل المسعى السوري - السعودي.

وفي حين وافقت سوريا على قيام تركيا بجهود لإيجاد حلول للأزمة السياسية الراهنة في لبنان، علم أن تركيا تسعى، عبر أفكار يتولى وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو ترتيبها بالتنسيق مع سوريا وإيران وقطر والسعودية ولبنان، إلى وضع تصورات للحلول الممكنة، ولكن من دون أن يكون ثمة معلومات عن الآلية التي تستهدفها الجهود التركية.

ويجري التداول حالياً بإمكانية تشكيل لجنة إقليمية اقترحتها أنقرة لبحث الشأن اللبناني واقتراح حلول، على أن تحصر باللاعبين الإقليميين. وستضم اللجنة وفق المعلومات المتوافرة ممثلين عن سوريا وتركيا ولبنان وقطر والسعودية وإيران، مع احتمال أن تتم دعوة مصر أيضاً.

وكان سعد الحريري قد زار أنقرة يوم الجمعة الماضي وطلب منها التدخل للمساعدة في حل الأزمة اللبنانية، حيث تخشى تركيا -شأنها شأن دول أخرى بالمنطقة- أن يؤدي تزعزع الاستقرار في لبنان إلى تداعيات في المنطقة بأكملها.

وكان لافتا للانتباه، اقتراح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس تشكيل مجموعة اتصال تضمّ دولاً تربطها علاقات مميزة مع لبنان والمنطقة ومستعدة لبذل جهود مشتركة بهدف مساعدة لبنان على تجاوز الصعوبات التي يواجهها حالياً، وفق بيان صادر عن الاليزيه.

وقد أثار موقف ساركوزي تساؤلات عما إذا كان يندرج في سياق محاولة تخريب الجهد السوري القطري التركي أم انه يتكامل معه.

وأشار بيان الاليزيه الى ان فرنسا ستواصل الحوار مع الدول المعنية او تلك التي اظهرت اهتماماً بالمشاركة في هذه المجموعة غير الرسمية لتحدد معها مضمون وتفاصيل عمل مشترك للمساهمة في صون استقرار لبنان ضمن احترام المؤسسات الديموقراطية وسيادته واستقلاله. وأوضح ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على علم بهذه المبادرة.

في هذا الوقت، دخلت واشنطن بقوة على خط مواكبة الاستشارات النيابية ومحاولة التحكم بنتيجتها، سواء من خلال الاتصال الهاتفي الذي أجرته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالرئيس ميشال سليمان او عبر زيارة السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي الى النائب نقولا فتوش، في تعبير فج عن المدى الذي بلغه التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية، بحيث إن الدولة العظمى في العالم باتت مهتمة بممارسة الضغط على نائب في مدينة زحلة لاستمالة صوته الى جانب خيار دون آخر.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن زيارة كونيللي الى فتوش هي فضيحة الفضائح، معتبراً ان ما فعله جون كيري في السودان وما تفعله مورا كونيللي في لبنان هو تعبير عن التدخل الاميركي المتمادي والسافر في شؤون داخلية لبلدان مستقلة.

واستهجن بري بحسب صحيفة السفير اللبنانية تدخل السفيرة الاميركية في تفاصيل الاستشارات النيابية الملزمة بهذا الشكل السافر، معتبراً أن هذا السلوك يؤكد ان المعركة التي تدور حالياً هي مع الولايات المتحدة.

وانهارت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية التي تشكلت قبل 14 شهرا بقيادة سعد الحريري يوم الأربعاء الماضي بعد استقالة 11 وزيرا بينهم عشرة للتحالف الذي يتزعمه حزب الله وواحد من حصة الرئيس اللبناني.