بعد القمة الثلاثية التي عقدت أمس في دمشق، يتوجه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ووزير خارجية تركيا إلى بيروت اليوم، في إطار مسعى لتلافي تفاقم الأزمة السياسية هناك بعد انهيار حكومة سعد الحريري، وبعدما سلم المدعي العام في المحكمة الدولية -التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري- القرار الظني إلى قاضي الإجراءات التمهيدية.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ألغى زيارته إلى المجر والتي كانت مقررة الثلاثاء، ليتوجه بدلاً من ذلك إلى لبنان. وأوضحت الوكالة أن الوزير التركي سيجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين للمساعدة في إيجاد حل للأزمة السياسية في هذا البلد.

كما يأتي توجه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في نفس الإطار، وبعد قمة دمشق أمس الاثنين التي جمعت الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة سبل إيجاد مخرج للأزمة في لبنان.

وكانت القمة الثلاثية أكدت على نقطتين أساسيتين هما ضرورة العودة إلى التفاهم السوري السعودي، والتأكيد على ضرورة أن يكون الحل لبنانيا.

ورحبت بقرار لبنان تأجيل المشاورات إلى الاثنين القادم من أجل تشكيل حكومة جديدة بدل تلك التي انهارت الأربعاء الماضي بعد استقالة 11 وزيرا بينهم عشرة للتحالف الذي يقوده حزب الله والآخر من حصة الرئيس اللبناني.

وفي هذا السياق أيضا، أجرى وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر صالحي محادثات مساء الاثنين في تركيا مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو تتناول الشأن اللبناني بصفة خاصة.

وفي تطور آخر استدعى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي الشامي الاثنين السفيرة الأميركية لدى بيروت مورا كونيلّي لاستيضاحها حول زيارة قامت بها الأحد إلى مدينة زحلة بشرق لبنان ولقائها النائب المسيحي في البرلمان نقولا فتوش.

واعتبر الشامي في تصريح بعد اللقاء أن ’هذا النوع من الاتصالات يعد تدخلا في الشؤون الداخلية للبنان ومخالفة للواجبات الدبلوماسية التي تنص عليها الأعراف والقوانين الوطنية والدولية’.

ولكن متحدثا باسم السفارة قال إن كونيلي أوضحت للوزير أنها تجري محادثات مع شخصيات من كل أنحاء لبنان كجزء من مهمتها الدبلوماسية، وأنها لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني.