قال شهود عيان إن أعمال الحرق والنهب والقتل تفشت في محافظات مصر في اليوم الخامس لاحتجاجات الغضب التي طالبت بإسقاط النظام، فيما شكل الأهالي لجان أمن أهلية للدفاع عن بيوتهم من عصابات النهب بعد أن اختفت الشرطة من الشوارع.
وجاء انسحاب الشرطة من الشوارع بعدما انتشرت قوات الجيش لتولي المسؤولية عن حفظ الأمن. ورأى شهود عيان منذ ذلك الوقت عصابات تقتحم المحال والمراكز التجارية والبنوك وممتلكات خاصة ومباني حكومية بالقاهرة ومناطق أخرى.
واستهدفت أعمال النهب والحرق مراكز الشرطة ومقار مباحث أمن الدولة ومقار الحزب الحاكم والمجالس الشعبية المحلية والمحاكم ومقار تحصيل الضرائب ومكاتب تحرير فواتير المياه حيث لاحظ مراقبون أن أعمال النهب طالت مؤسسات اشتكى مصريون لسنوات من أنهم ظلموا فيها.
وتركت الشرطة البنوك والتقاطعات والبنايات المهمة التي كانت تحرسها بلا حراسة يوم السبت فتقدم المدنيون بسرعة لملء الفراغ.
وطلت عشرات المحال التجارية في أنحاء مصر نوافذ العرض باللون الأبيض لإخفاء محتوياتها ولإثناء اللصوص. وقال شهود عيان أن ماكينة صراف آلي كسرت وسرقت محتوياتها في أحد الأحياء الراقية.
وأضرمت النيران في عدد من المباني الحكومية خلال أيام الاحتجاجات. وتركت هذه المباني في كثير من الحالات تحترق دون تدخل من السلطات لإطفائها.
وأفادت تقارير نقلاً عن شهود عيان إن محتجين أحرقوا مركز الشرطة ومقر مباحث أمن الدولة ومجلس المدينة واستراحة رئيس مجلس المدينة بمدينة رشيد إحدى مدن محافظة البحيرة في دلتا النيل.
وأفادت أن المحتجين استولوا على أسلحة وذخائر قسم الشرطة ومقر مباحث أمن الدولة. فيما أفاد شهود عيان أن خارجين على القانون اختلطوا بالمحتجين.
ودعا المصريون الجيش إلى التدخل لإقرار الأمن والنظام. وهتف كثير من المحتجين اليوم الأحد منادين بوقف أعمال النهب والتخريب.
وفي محافظة بني سويف أشعل محتجون النار في مجلس مدينة ناصر. وقال شهود عيان أن 17 محتجا قتلوا وأصيب عشرات آخرون برصاص الشرطة خلال محاولتين لاقتحام قسمي شرطة في مدينتي ببا وناصر بالمحافظة.
وتشهد مصر منذ يوم الثلاثاء احتجاجات حيث نزل عشرات الألوف إلى الشوارع مطالبين بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك.