قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس الثلاثاء إنه سيفكر بجدية فيما إذا كان سيسعى للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في مصر في أيلول المقبل.

وأضاف موسى -الذي شغل سابقا منصب وزير خارجية مصر- عند سؤاله في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" عما إذا كان سيترشح لخلافة الرئيس حسني مبارك، "نعم أنا أملك هذا الحق، ولكنني سأفكر في ذلك بجدية خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

وأكد موسى أن الرئيس مبارك عرض شيئا جديدا في خطابه، وأن بعض الناس لم يصدقوا أنه قدم ما فيه الكفاية، مشيرا إلى أن النقاش في الأيام المقبلة سيحدد ما إذا كان ما قدمه كافيا أم لا.

وتابع موسى أنه يعلم أن بعض التيارات الموجودة في مصر الآن لا ترى أن هذا كاف وستحتاج المزيد، وقال إنه يرى أن هناك شيئا جديدا في خطاب مبارك، وتنبغي دراسته بتمعن، والشيء المهم هو الرسالة بأن الرئيس لن يستمر.

وكان مبارك قال في خطاب بث مساء أمس قال إنه لن يترشح مجددا للرئاسة، وسيعمل خلال الأشهر الباقية من ولايته على ضمان انتقال آمن للسلطة، كما أكد أن الأولوية الأساسية للاستقرار للسماح بنقل السلطة خلال الانتخابات الرئاسية.

ودعا موسى الاثنين إلى انتقال سلمي للسلطة في مصر. وقال -متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية- "يجب أن يكون هناك انتقال سلمي.. من عهد إلى آخر، وعلى السياسيين ومن يعملون في السياسة العمل على تحقيق ذلك".

بدوره دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس، الرئيس المصري إلى "تلبية إرادة شعبه في التغيير من دون تردد"، ونصحه بأن يفكر في الآخرة، لكنه لم يدعوه الى التنحي عن الحكم.

وفي كلمة ألقاها أمام نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان في أنقرة، خاطب اردوغان مبارك قائلا "أصغ إلى صرخات الشعب ومطالبه. يجب عليك تلبية إرادة التغيير الصادرة عن الشعب من دون تردد".

وأعرب أردوغان عن الأمل في أن تتمكن مصر بلد الحضارات من تلبية المطالب المشروعة للشعب. وقال لا يمكن رفض الحريات ولا إرجاءها، مضيفا انه يأمل أن يتم حل الأزمة في مصر "من دون معاناة كبيرة".

وحث الشعب المصري الابتعاد عن العنف. وقال "هذا حقكم الديموقراطي، لكن عليكم تحصين أنفسكم، وعدم استخدام العنف والسلاح".

وأكد أردوغان أنه أرجأ زيارته للقاهرة الرامية إلى إجراء سلسلة مباحثات تتمحور حول الترويج للعلاقات الثنائية في 8 و9 شباط الحالي، وانه يأمل في القيام بها "عندما تعود الأوضاع إلى طبيعتها" في هذا البلد.

من جهته عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأييده لمحتجين يطالبون بالديمقراطية في مصر للمرة الأولى، لكنه حث المجتمع الدولي على ضمان التزام أي نظام جديد في مصر بمعاهدة السلام التي أبرمت قبل ثلاثة عقود مع إسرائيل.

وأضاف أن "المصلحة الإسرائيلية" تكمن في الحفاظ على السلام مع مصر، وإسرائيل تؤمن بأن على المجتمع الدولي مطالبة أي حكومة مصرية بالحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل.

وكان نتنياهو عبر الاثنين عن خشيته من أن تكون مصر تتجه لتكرار ما حصل في إيران قبل عقود، وسط موافقة إسرائيلية على تحريك وحدات جديدة من الجيش المصري داخل سيناء.

وقال -في مؤتمر صحفي مشترك بالقدس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل- إن حكومته تتابع الوضع في مصر بقلق وترقب، وإنها تخشى أن يحدث فيها ما حدث في إيران، في تلميح إلى الثورة الإسلامية على الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.وأعرب نتنياهو -في هذا المؤتمر- عن أمله في ألا تترك أي تغييرات تحدث في هذا البلد العربي أثرا على معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.

ودفعت مصر بكتيبتين من جنودها إلى شبه جزيرة سيناء بموافقة "إسرائيل"، وذلك لتعزيز الإجراءات الأمنية في خطوة هي الثانية من نوعها منذ توقيع مصر وإسرائيل معاهدة كامب ديفد التي تحدد حجم وعتاد القوات المصرية في سيناء وأماكن انتشارها.

ونقلت مصادر إعلامية "إسرائيلية" عن مسؤولين عسكريين أن مصر طلبت من الحكومة الإسرائيلية رسميا إدخال القوات للسيطرة على الوضع الأمني في الوقت الراهن، حيث تشهد مصر مظاهرات متواصلة تطالب بإسقاط النظام.

وكانت الحكومة "الإسرائيلية" أعلنت مع بدء الاحتجاجات الشعبية أنها تراقب الوضع عن كثب وبقلق لكنها لن تعلق على ما يجري في مصر كما قامت بإجلاء دبلوماسييها،وطلبت من رعاياها المتواجدين على الآراضي المصرية مغادرتها فوراً