الموقف الدولي من أحداث بدأ يأخذ مسارا جديدا وذلك بعد تصريحات فرانك ويزنر التي رأي فيها ضرورة لبقاء الرئيس حسني مبارك من أجل أن يشرف على التعديلات، حيث حاولت الخارجية الأمريكية الابتعاد عن هذا الموقف، فيما حذرت وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الشرق الأوسط يمكن ان يشهد عاصفة جبارة حسب تعبيرها.

وحسب تقارير أمريكية فإن خارطة الشرق الأوسط تخضع اليوم لدراسة من قبل الإدارة الأمريكية، وأن السيناريوهات التي تحاول الإدارة الأمريكية إعدادها لا تتعلق فقط بمصر، إنما بمجموعة من حلفائها الإقليميين، وحسب نفس التقارير فإن الاتصالات الأمريكية الحالية تسير باتجاهين: الأول تنسيق المواقف الأوروبية حيال ما يجري في مصر لتحكم بالنتائج التي يمكن أن تحدث في مرحلة ما بعد الرئيس حسني مبارك، حيث تتوقع القارير حدوث تحول سريع وتداعيات على مستوى السياسة الإقليمية بشكل يؤدي إلى تغير واضح في بنية النظام العربي.

ومن جانب آخر فإن الإدارة الأمريكية على اتصال مباشر مع أركان النظام المصري لبلورة أفضل سيناريو يمكن أن يؤدي لعدم الإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة ككل، وهو ما يفسر تصريحات ويزنر حسب نفس التقارير التي اعتبرت أنها تحاول أن ترضي أطراف النظام والمعارضة في آن، وتوحي بان سير الأمور يجري كما يريد الشارع المصري.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية اعتبرت أن تصريحات فرانز التي قال فيها أنه لا بد من بقاء مبارك على سدة الحكم خلال الفترة الانتقالية بغية ضمان إجراء التحوُّل المطلوب إلى نظام ديمقراطي في البلاد هي رأي شخصي، ونقلت بي بي سي عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بي جي كراولي قوله: "إن تصريحات ويزنر تعبِّر عن وجهة نظره الشخصية فقط".

وأضاف كراولي "إننا نبدي احتراما كبيرا لفرانك ويزنر، ونكبر فيه استعداده للسفر إلى مصر الأسبوع الماضي. بيد أنه لم يعد يواصل القيام بأي صفة رسمية بهذا الصدد بعد تلك الرحلة. كما أنه لم ينسق تصريحاته الأخيرة مع الحكومة الأمريكية".

وكان ويزنر قد قال في وقت سابق السبت "إن هنالك ثمة حاجة إلى وجود إجماع وطني في مصر على اشتراطات الخطوة القادمة للتحرك إلى الأمام". وفي كلمة له عبر الفيديو وجهها من واشنطن، خاطب ويزنر مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ السبت قائلا: "إن مخاطر اندلاع العنف لا تزال محدقة بمصر، وإن كان هنالك في الوقت نفسه ثمة إشارات إلى أن البلاد تتحرك باتجاه حل سلمي للأزمة".

أما وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فاعتبرت إن الشرق الأوسط سيكون في مهب "عاصفة جبارة" من القلاقل. وأضافت قائلة إنه من واجب قادة المنطقة العمل بسرعة على تحقيق وتفعيل إصلاحات ديمقراطية حقيقية، أو مواجهة احتمالات المزيد من عدم الاستقرار.

وقالت كلينتون، خلال المؤتمر الـ47 حول الأمن فى ميونيخ،"فى غياب تقدم نحو أنظمة مفتوحة ومسؤولة، فإن الهوة بين الشعوب وحكوماتها ستتسع وستتفاقم حالة عدم الاستقرار"، مشددة على أنه "عبر منطقة الشرق الأوسط يجب أن يكون هناك تقدم واضح وحقيقى نحو أنظمة شفافة ومسئولة ونزيهة".

وأضافت أنه "فى الوقت الحالى العملية الانتقالية فى بعض الدول تتقدم بسرعة وفى دول أخرى يحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت" فى إشارة إلى الإطار المختلف لحركة الاحتجاج فى تونس، حيث تمت الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن على ومصر، حيث يرفض الرئيس حسنى مبارك الرحيل فوراً.

وأوضحت كلينتون "قد يؤدى ذلك إلى فوضى وعدم استقرار على الأجل القصير بل أسوأ وشاهدنا ذلك فى السابق فإن العملية الانتقالية قد تفضى إلى الانزلاق إلى نظام آخر أكثر استبدادا من النظام الذى أراد الشعب إطاحته".

أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فأجرى أمس السبت اتصالات مع عدد من القادة الاجانب بشأن الاضطرابات في مصر في اطار تعزيز الجهود الدبلوماسية من اجل عملية انتقالية سريعة في السلطة، وقال البيت الابيض في بيان ان الرئيس الاميركي اكد الحاجة الى "عملية انتقالية منظمة وسلمية تبدأ الان".

واوضحت الرئاسة الاميركية ان اوباما اجرى محادثات مع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وقال البيت الابيض ان اوباما اعرب عن "قلقه العميق حيال الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون ومجموعات الدفاع عن حقوق الانسان واكد مجددا ان الحكومة المصرية تتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق شعبها والافراج فورا عن الذين اعتقلوا عن غير وجه حق". واوضح البيان ان اوباما "شدد ايضا على اهمية حصول مرحلة انتقالية منظمة وسلمية تبدأ الان، نحو حكومة تمثل تطلعات الشعب المصري مع اجراء مفاوضات ذات صدقية بين الحكومة والمعارضة".