لن تكون تسيبي ليفني أول أو آخر المتحدثين، لكنها كانت غاضبة من النقطة التي تقف عليها "السياسة الإسرائيلية" تجاه ما يحدث في مصر بوجه خاص، ووصفت رئيسة حزب كاديما المعارض المرحلة الحالية بعدم الوضوح، مبينة أن الخوف ينتاب مواطني إسرائيل إزاء مستقبلهم ومستقبل الدولة، وتأتي تصريحات ليفني مع تحذيرات اخرى أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من ان حركة الاحتجاج التي تشهدها مصر منذ 25 يناير/ كانون الثاني قد تجر هذا البلد الى السير على الطريق الذي تسير عليه ايران.

وفي كلمة ألقتها في مؤتمر هرتسليا للشؤون الإستراتيجية أوضحت أن الإسرائيليين ينظرون بقلق لما يحدث بالخارج خاصة في مصر وتونس, ويرون أن إسرائيل محاطة بالأعداء ويشهدون عمليات تجريدها من شرعيتها. مضيفة أن شعور مواطني إسرائيل هذه الأيام هو "انعدام اليقين إلى درجة الخوف"، وهو أمر حسب تعبيرها "يميز دولة إسرائيل، وهو ظاهرة لا يمر بها غالبية مواطني دول العالم".

وهاجمت ليفني حكومة بنيامين نتنياهو، وقالت إنه يوجد فيها "فراغ قيادي وحكم خانع"، وحملتها مسؤولية الجمود في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. واتهمت حكومته بعدم القدرة على اتخاذ قرارات جريئة، معتبرة أنها ليست جديرة بشعب إسرائيل، وقالت إنه "إذا كانت هناك مشكلة في طاولة الحكومة فهي تكمن في الجالسين إلى الطاولة وعملية صناعة القرار في هذه الفترة مصيرية".

ودعت في كلمتها إلى سرعة إجراء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين في ضوء الأحداث التي تشهدها مصر، مؤكدة أنه لا يمكن انتظار "مرور العاصفة دون اتخاذ قرارات" وإلا فسوف تعصف بإسرائيل. وقالت إنها أدارت مفاوضات مع السلطة الفلسطينية لمدة 9 أشهر -إبان توليها منصب وزيرة الخارجية في الحكومة السابقة- وإن تلك المفاوضات "لم تصل إلى نقطة النهاية ولم تستنفذ وإنما ذابت في الانتخابات العامة التي جرت في دولة إسرائيل ومن هناك لم تستمر". ورأت أنه كان ينبغي مواصلة تلك المفاوضات، وأن بالإمكان مواصلتها وإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

من جانب آخر نقل راديو "صوت اسرائيل" عن نتنياهو قوله: "ان هناك عدة سيناريوهات للوضع المستقبلي في مصر احدها قيام نظام مصري يتوجه نحو ايران ويقوم بقمع شعبه ويشكل تهديدا للدول المجاورة ". متابعا: "انه من المحتمل ايضا ان تستغل عناصر اسلامية ما يحدث في مصر للاستيلاء عليها .اما الاحتمال الثالث فهو تطبيق اصلاحات علمانية في مصر".

وذكر نتنياهو في سياق كلمة القاها امام مجموعة من البرلمانيين الاوروبيين في مقر الكنيست بانه قبل عام ونصف عام نزلت المعارضة الايرانية الى الشارع والسلطات قمعت هذه التظاهرات. واشار الى انه "لم يحصل اي حوار والناس قتلوا في الشارع". واضاف: "لا اعرف ماذا سيجري في مصر ولكن مصلحتنا واضحة: يجب الاحتفاظ بالسلام القائم منذ ثلاثة عقود وجلب الهدوء في الجنوب والاستقرار في المنطقة".

وقال نتنياهو: "ان من مصلحة اسرائيل الحفاظ على معاهدة السلام مع مصر"، مضيفا: "انه يتوقع من المجتمع الدولي ان يطلب من أي حكومة مصرية مستقبلية حماية هذه المعاهدة".

.وكان "الرئيس الإسرائيلي" شمعون بيريز خصص معظم خطابه الافتتاحي في مؤتمر هرتسيليا يوم الأحد على الأوضاع الحالية في مصر، مؤكدا أن الاضطرابات التي تعم الشرق الأوسط حاليا تجعل من الضروري أن يعود الإسرائيليون والفلسطينيون إلى المفاوضات لصنع السلام.

وأضاف أن "الأحداث الدراماتيكية في الفترة الأخيرة في مصر تظهر الحاجة إلى تحرير الأجندة الإقليمية من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويجب القيام بذلك في أسرع وقت، لأن الصراع مستغل في غير صالح جميع الأطراف".

واعتبر بيريز أن "الرئيس مبارك قام بأمور عظيمة من أجل السلام، ولكن الشباب يريدون الديمقراطية".