الكاتب : زينب الدبس

تماهى ألق المشهد على إيقاع الحدث وتوقف الزمن في لحظة، فثمة مواسم لاعلاقة لها بالفصول، وثمة عمر لابد أن ننفقه في لحظة رهان ،وثمة ملهمون يوقعون التاريخ من ساحة التحرير بحروف من دماء، أنها أبدية اللحظة بخلودها ،لحظة تعانق العشق والمواطنة ، فبلحظة تاريخية كهذه ليس ثمة فارق بين الكتابة بماء الذهب أو الكتابة بماء الروح وقلبي يغرد ليحلق بين أسلاك الشمس طائراً من نار، ودموعي ترتل ترنيمة "القاهرة"على إيقاع لحن اخترق صداه العالم لتبقى المعزوفة المصرية ملهماً لكل الإنسانية، فعذراً مبارك لم أكن أدري أن زمنك سيختزل في لحظة أعادت خلق المشهد والخارطة العربية وشرق أوسط جديد وفاجأت الترتيبات الأمريكية والإسرائيلية.

تثاءبت حروفي وذاب صوتي وأبت الأبجدية أن تكتب نفسها بين أصابعي بوركت يا مصر وبوركت ثورتك ،ثورة الأحرار في العالم ، فأنا مواطنة مطعونة بالذاكرة، مضرجة بالهزائم، مغدورة بالالتباس بين "الثورة" و"الثروة، لكن من اليوم لن أقف على عتبة القلق والمسافة بيني وبينك يا مصر تلاشت و تلألأت حروف عشقك على شفتي، فمن نيلك نمت حقول الياسمين وعلى أعتابك غمرنا بكل هذا الحب ،لأن الثلج لا يستطيع أن ينسى آثار خطاك حتى بعد ذوبانه يا حقول تستعصي على الحصاد،يا عواصف عشقية لم تترك لنا من خيار
مصر رسمت السحر على شواطئنا، مارست عشق الذات فعشقناك، أكدت أنه دائماً هنالك مستحيل ما يولد مع كل حب ، أردت الخلود فنحنا لك التاريخ بخطوات وجلة، مصر إرادة الشعوب وتحديها مصر انتصار الدم على السيف أنه التاريخ يعيد نفسه ثورة الحسين(ع) على الجبروت ،وثورتك على جلادك.

مصر حبك من أمامي ...حبك من خلفي... فأين المفر...سأظل ألاحق ظلال كلماتك وأركض بطائرة الحلم الورقية فكيف لا أتحول إلى سحابة تحلق فوق ثورتك وشهدائك دون أن أرسم التاريخ وأني أتأمل مشاهد الغد على أعتابك .