افتتح الجيش المصري اليوم ميدان التحرير أمام حركة السير للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بمبارك.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان صباح اليوم الأحد قولهم إن أفرادا من الجيش المصري قد شكلوا سياجا حول المتظاهرين المتواجدين في ميدان التحرير في القاهرة، حيث سمحوا بذلك لحركة السير بالتدفق بشكل طبيعي عبر الميدان للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوعين.

وقد هتف بعض المتظاهرين المحتجين على الخطوة ’سلميَّة، سلميَّة’، بينما أصرَّ الجيش على إعادة حركة المواصلات في الميدان إلى ما كانت عليه قبل بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم، لترغمه على التنحي يوم الجمعة الماضي.

إلى ذلك،اعتبرت إيران أمس، أن سقوط الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ’فشل للولايات المتحدة’ واسرائيل، وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للامن القومي الإيراني سعيد جليلي ان سقوط مبارك يؤكد فشل الولايات المتحدة والصهيونية في المنطقة.

وقال جليلي في تصريح نشرته وكالة الانباء الطلابية ايسنا ان ’تزامن سقوط مبارك مع ذكرى الثورة الاسلامية في ايران يثبت أن 11 شباط هو يوم النصر لشعوب المنطقة ويوم الفشل للولايات المتحدة والصهيونية’. وأضاف إن مبارك وداعميه الأميركيين سمعوا صوت الشعب المصري متأخرين 30 عاماً.

وفي السياق،قالت مصادر استخبارية غربية إن الرئيس المصري المخلوع استغل أيام الاحتجاجات الثمانية عشر التي أسقطته لتحويل ثروته الضخمة إلى حسابات خارجية يستحيل تتبعها.

وقالت صحيفة ديلي تلغراف إن مبارك متهم بجمع ثروة تقدر بنحو 5 مليارات دولار -رغم أن البعض يرى أنها يمكن أن تبلغ أكثر من 65 مليار دولار- خلال فترة حكمه التي دامت ثلاثين سنة. وهناك زعم بأن ثروته موزعة في بنوك أجنبية واستثمارات وسبائك ذهب وممتلكات في لندن ونيويورك وباريس وبيفرلي هيلز. وعندما علم بقرب سقوطه حاول وضع ثروته بعيدا عن التحقيقات المحتملة.

وبحسب الصحيفة حاول مبارك وعائلته تحويل أرصدتهم إلى دول خليجية حيث توجد لديهم بالفعل استثمارات كبيرة هناك بالإضافة إلى العلاقات الودية. وقد ذُكر كثيرا أن السعودية ودولة الإمارات من المرجع أن تكونا المحطتين النهائيتين لمبارك وربما أسرته.

ومن جانبها قالت وزارة الخزانة البريطانية إنها سيكون لديها سلطة مصادرة أصول مبارك فيها إذا طلبت مصر ذلك رسميا، لكن لم يتم ذلك بعد.

هناك مصادر مصرية تزعم أن مبارك كان له حسابات في بنك يو بي أس السويسري وكذلك بنك أتش بي أو أس، الذي هو جزء من مجموعة لويدز المصرفية الآن.

على صعيد آخر،أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اليوم التزام مصر ’بكافة المعاهدات الإقليمية والدولية’، وهو ما يعني بقاء اتفاقية كامب ديفد مع إسرائيل على حالها. وتعهد المجلس بتسليم السلطة لحكومة مدنية ديمقراطية.

ومن المفترض أن يطمئن هذا البيان الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل التي ترتبط معها مصر باتفاقية كامب ديفد منذ عام 1978 من القرن الماضي.

وكان المجلس الأعلى قد أعلن الليلة الماضية أنه ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب المصري، وستدير الحكومة الحالية شؤون البلاد إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

يشار إلى أن جماهير ثورة 25 يناير أصدروا بيانهم الأول مساء الجمعة تلاه المستشار محمد فؤاد، نائب رئيس مجلس الدولة، اكدوا فيه على استمرار هذه الثورة السلمية حتى النصر وتحقيق مطالبها كاملة:
 إلغاء حالة الطوارئ فورا.

 الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين.

 إلغاء الدستور الحالي وتعديلاته.

 حل مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية.

 إنشاء مجلس حكم رئاسي انتقالي يضم خمسة أعضاء من بينهم شخصية عسكرية وأربعة رموز مدنية مشهود لها بالوطنية ومتفق عليها، على ألا يحق لأي عضو منهم الترشح لأول انتخابات رئاسية قادمة.

 تشكيل حكومة انتقالية تضم كفاءات وطنية مستقلة، ولا تضم تيارات سياسية أو حزبية تتولى إدارة شؤون البلاد وتهيئ لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة في نهاية هذه الفترة الانتقالية لمدة لا تزيد عن تسعة أشهر، ولا يجوز لأعضاء هذه الحكومة الانتقالية الترشح لأول انتخابات رئاسية أو برلمانية.

 تشكيل جمعية تأسيسية أصلية لوضع دستور ديمقراطي جديد يتوافق مع أعرق الدساتير الديمقراطية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، يستفتى عليه الشعب خلال ثلاثة أشهر من إعلان تشكيل الجمعية.

 إطلاق حرية تكوين الأحزاب على أسس مدنية وديمقراطية وسلمية، دون قيد أو شرط وبمجرد الإخطار.

 إطلاق حرية الإعلام وتداول المعلومات.

 إطلاق حرية التنظيم النقابي وتكوين منظمات المجتمع المدني.

 إلغاء جميع المحاكم العسكرية والاستفتائية وكل الأحكام التي صدرت عنها في حق مدنيين من خلال هذه المحاكم.

 وأخيرا نهيب نحن جماهير شعب مصر بجيش مصر الوطني البار ابن هذا الشعب العظيم الذي صان دماء الشعب وحفظ أمن الوطن في هذه الثورة العظيمة أن يعلن تبنيه الكامل لكل هذه القرارات ومطالب الثورة وانحيازه التام إلى الشعب.