في أول موقف رسمي سوري بعد سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد و نظيره العراقي جلال الطالباني، في بيان مشترك بعد اجتماعهما في دمشق أمس، ’عن ثقتهما التامة بقدرة الشعب المصري على النهوض بواقع مصر وإعادة مصر إلى دورها الطبيعي العربي والعالمي’.

وأكد الرئيس الأسد، أمس، دعمه لعقد قمة عربية في بغداد نهاية آذار المقبل، وعودة العراق الى أداء دوره على الساحة العربية، فيما شدد الطالباني على رغبة بلاده في إقامة علاقات إستراتيجية بين البلدين.

والزيارة هي الأولى للطالباني إلى سوريا منذ الانتخابات التشريعية في آذار الماضي. ويرافقه وفد كبير يضم خصوصا وزراء الخارجية والنفط والمالية ووزير الدولة لشؤون الاعمار والإسكان.

وعقد الرئيسان جلسة مباحثـات تم خلالها ’استعراض الخطوات التي قطعتها العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث أعربا عن ارتياحهما للتطور المتنامي الذي تشهده هذه العلاقات’.

وذكر بيان رئاسي سوري أنه جرى خلال اللقاء بحث سبل تفعيل أعمال اللجنة العليا المشتركة، وإزالة كل أشكال المعوقات أمام الاستثمارات المتبادلة وتوسيع التعاون الاقتصادي، وأهمية الإسراع بتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى سوريا وزيارة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري إلى العراق.

كما بحث الرئيسان الأوضاع في العراق، والخطوات التي قطعها العراق من خلال العملية السياسية الجارية فيه، وأهمية تعزيز هذه العملية لما لها من أثر على أمن العراق واستقراره والدول المجاورة له.

وكشفت مصادر عراقية أن طالباني يزور سورية في إطار تحرك عربي وإقليمي بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وقبيل القمة العربية المقرر أن تستضيفها العراق نهاية آذار المقبل، وفضل طالباني أن يبدأ تحركه هذا من دمشق على أن يزور الكويت في العشرين من الشهر الجاري.وذكرت المصادر بحسب صحيفة الوطن السورية أن الزيارة تستمر أربعة أيام.

وتشهد العلاقات الثنائية تطوراً كبيراً على مختلف المستويات، فقد أسفرت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت في بغداد في نيسان عام 2009 عن توقيع تسع مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون ومحضر مشترك في المجالات الاقتصادية والصحية والثقافية والمالية والصناعية.