الحفاظ على الثورة وعلى مكاسبها، يعني الاستمرار بها كما بدأت، ثورة كل المصريين بمختلف أطيافهم وفئاتهم وميولهم وانتماءاتهم
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27213&dir_id=42
الحفاظ على الثورة وعلى مكاسبها، يعني الاستمرار بها كما بدأت، ثورة كل المصريين بمختلف أطيافهم وفئاتهم وميولهم وانتماءاتهم
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27213&dir_id=42
الكاتب : جورج حاجوج
بعد أيام قليلة على انطلاق شرارة الثورة في مصر في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، وبعد أن بدا واضحاً أن النظام، كل النظام، آيلٌ إلى السقوط، بدأت الأصوات تتعالى من هنا وهناك ـ مصريين وغير مصريين، قياديين في الثورة وغير قياديين، مؤيدين لها ومدّعي التأييد من عشاق ركوب الموجة، محللين ومراقبين ومتابعين وسياسيين وغيرهم ـ بالتحذير من أن تؤخذ الثورة إلى غير مكانها.. فبرزت اصطلاحات مثل:
اختطاف الثورة، سرقة الثورة، ركوب موجة الثورة، تمييع الثورة، الاستيلاء على الثورة وغيرها الكثير، وكان آخرها الاستفراد بالثورة واحتكارها وجني مكتسباتها، الذي ظهر يوم الجمعة الماضي حينما بدا للعالم أن الأخوان المسلمين هم "أب وأم الثورة" من خلال الملايين التي أمّها الشيخ القرضاوي المُبعَد، والذي عاد مؤخراً إلى مصر.
والواضح أن كل الأصوات التي حذرت من اختطاف الثورة واحتكارها أو ادعاء ملكيتها الحصرية، كانت أصواتاً محقّة، وعلى أقل تقدير في مخاوفها، سواء أكان أصحاب هذه الأصوات من المؤيدين الحقيقيين أم من راكبي الأمواج.. وسائل الإعلام نقلت بالصوت والصورة ما حصل في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي، وأشارت بعض هذه الوسائل إلى أن هناك من يسعى إلى تكريس هذا الاحتكار ـ الأخوان المسلمون هنا مثال على هذا الانطباع الذي ينطبق أيضاً على غيرهم لو أن الصورة كانت مختلفة ـ حتى ولو لم يكن الأخوان المسلمون يتقصدون الظهور بهذه الصورة، فالصورة ظهرت وقضي الأمر، ذلك أن مسارعة بعض قيادات الأخوان المسلمين للتأكيد عبر شاشات التلفزة أن الثورة هي لكل المصريين، لم تبدد المخاوف عند باقي صنّاع الثورة، ولم تبدد الصورة والانطباع اللذين أظهرتهما وسائل الإعلام!.
إذاً، ما ينطبق على الأخوان المسلمين فيما لو حاولوا احتكار الثورة، ينطبق أيضاً على باقي قوى الثورة، يساريين كانوا أم متدينين، ليبراليين أم محازبين، ومهما كانت صفتهم.. يجب أن تعرف كل أطياف الثورة في مصر، والأخوان المسلمون منهم بلا شك، أن الثورة هي ثورة كل المصريين، وأن مقتلها في محاولة احتكارها، وأن لا مكان لمطالب جزئية وفئوية مقابل الحصول على أعطيات ومكاسب تخص هذه الفئة أو تلك.
الحفاظ على الثورة وعلى مكاسبها، يعني الاستمرار بها كما بدأت، ثورة كل المصريين بمختلف أطيافهم وفئاتهم وميولهم وانتماءاتهم.. لأن السعي وراء هذا المكسب الفئوي أو ذاك، يعني حكماً حدوث الانقسام وإفساح المجال للراغبين في إجهاض الثورة باللعب كما يشاؤون، وهذا ليس في صالح الثورة أبداً، وهو بشكل أو بآخر يمثل خيانة مباشرة وغير مباشرة لكل الذين مَهَروا هذه الثورة وعمّدوها بدمائهم التي لم تجف بعد، ويعرف القاصي والداني أن هذه الدماء لم تكن وكالة حصرية لهذه الفئة أو تلك.
ما تناقلته وسائل الإعلام، ونتمنى ألا يكون صحيحاً، عن منع بعض مرافقي الشيخ القرضاوي، الشاب الثائر، نعم الثائر، وائل غنيم من اعتلاء المنصة التي كان يخطب منها الشيخ القرضاوي، علامة لا تبشر بما يسرّ أو يُفرح، ومؤشر لا يمكن الاطمئنان نحوه أو الركون إليه، خصوصاً وأن وائل غنيم، وحسب ما تناقلته الأخبار، أظهر موقفاً نبيلاً وهادئاً وواعياً تجاه هذا السلوك، لكنه يحمل الكثير من الدلالات، عندما اكتفى بالانسحاب وهو يلف رأسه ووجهه بالعلم المصري!.
ربما يكون الانطباع الذي تركته تظاهرة يوم الجمعة الماضي المليونية مضافاً إليه "حادثة منع وائل غنيم"، درساً يجب الاستفادة منه في عمر مبكر للثورة التي يعرف قادتها أن أمامهم الكثير الكثير من العمل لتحقيق مطالبها.. هذه المطالب التي لا تتحقق إلا بالعمل تحت سقف مشترك واحد ضامن لجميع فئات الثورة وأطيافها: لا لاحتكار الثورة، لا لادعاء ملكيتها، لا لسرقتها، لا لخطفها، ولا للاستفراد بها!!.
بقلم تييري ميسان
تييري ميسان: أهمّ خبير جغرافيا سياسية على الإنترنت عالمياً
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم بسام صباغ, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير