أثارت المجازر التي ارتكبها نظام معمر القذافي بحق شعبه موجة استياء دولية، حيث دعت العديد من الحكومات الغربية السلطات الليبية إلى وقف العنف واحترام حرية التظاهر، في وقت تجنبت الإدارة الأميركية توضيح موقفها مما يجري في ليبيا، مكتفية بالقول إنها تدرس ’كل الخطوات’ المناسبة للرد على الأحداث الجارية هناك.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن الرئيس باراك أوباما يدرس «جميع كل الخطوات المناسبة» للرد على الأحداث التي تجري في ليبيا. وأوضح أن مستشار الأمن القومي الأميركي طوم دونيلون اطلع اوباما على الوضع في ليبيا، و«نحن نفكر في كل الخطوات المناسبة»، مضيفاً ’نحن نعمل على تحليل خطاب سيف الإسلام القذافي لنرى ما يحمله من احتمالات لتطبيق إصلاحات جدية’.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن ’المملكة المتحدة قلقة بشدة من تطور الأوضاع في ليبيا’، واصفاً ما يجري بأنه ’غير مقبول’.

وأضاف ’لقد استدعينا السفير الليبي لدى لندن إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه بأشد العبارات احتجاجنا الواضح’.

وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في بيان صادر عن قصر الاليزية، الاستخدام غير المقبول للقوة في ليبيا، ودعا الى ايجاد حل سياسي للاضطرابات التي تعصف في ليبيا منذ ايام، وتلبية أماني شعب ليبيا في الحرية والديموقراطية.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية دعت إلى إنهاء فوري لأعمال العنف التي تجتاح ليبيا. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو إن بالنظر إلى القمع المفرط خلال الأيام الماضية، فإن فرنسا قلقة للغاية إزاء تطور الأوضاع في ليبيا، وتدعو إلى إنهاء تام للعنف واحترام حق التظاهر السلمي وحق التعبير عن الرأي.

وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ’بأشد درجة’ التصدي الوحشي ضد المتظاهرين في ليبيا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت إن الحكومة الألمانية بأكملها، والمستشارة أيضا،’مصدومة’ إزاء ما يحدث في ليبيا، مناشداً النظام الليبي السماح بحرية التجمهر لكل من يريد التظاهر من دون عنف، ومحاولة إجراء حوار مع الشعب.

ودعت وزارة الخارجية الروسية كافة الأطراف في ليبيا إلى ايجاد حل سلمي عبر الحوار الوطني لوضع حد لأعمال العنف.

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن بالغ القلق إزاء الأحداث الجارية في ليبيا، مطالبا بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف.

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان، إنه أجرى اتصالاً بالقذافي لمطالبته بوقف العنف.

وأشار البيان إلى أن بان كي مون يجدد دعوته إلى عدم استخدام القوة، واحترام الحريات الأساسية، مشدداً على ضرورة التزام أقصى درجات ضبط النفس من قبل كل الأطراف.

وفي ردود الفعل الشعبية، تظاهر حوالى 150 شخصا أمام السفارة الليبية في عمان احتجاجا على قمع الحكومة الليبية للمتظاهرين وللتعبير عن تضامنهم مع الشعب الليبي. وهتف المتظاهرون «يا قذافي يا جبان، الشعب الليبي ما بينهان» و«يا قذافي يا خسيس الدم الليبي مش رخيص» و«يا قذافي، اسكت اسكت مسبحة وبدها تفرط» و«الشعب يريد إسقاط العقيد» و«يا مهبول يا أبو الخيمة، الشعب الليبي مش بهيمة».

وتجمع مئات المصريين أمام السفارة الليبية في القاهرة، فيما تجمع المئات أمام القنصلية الليبية في مدينة الإسكندرية. وأحرق المتظاهرون صوراً للقذافي ومزقوا نسخا من «الكتاب الأخضر» الذي يجمع تصوراته عن نظريات الحكم.

وتظاهر عشرات الليبيين أمام سفارة بلادهم في كوبنهاغن احتجاجا على أعمال العنف التي يرتكبها نظام القذافي.

ورفع المتظاهرون أعلام ليبية ولافتات كتب عليها ’القذافي: 42 سنة من الجحيم’، مرددين هتافات ضد ’ديكتاتور’ طرابلس الذي وصفوه بأنه ’هتلر الثاني’