دفق الشمال الأفريقي يكتب اليوم حروفا معبأة بإيقاع مختلف، فنعشق الصحراء بعد أن كانت تملك صورا نتعرف عليها للمرة الأولى
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27300&dir_id=44
دفق الشمال الأفريقي يكتب اليوم حروفا معبأة بإيقاع مختلف، فنعشق الصحراء بعد أن كانت تملك صورا نتعرف عليها للمرة الأولى
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27300&dir_id=44
الكاتب : نضال الخضري
المشهد الأول لا يحمل ذلك الدم المتناثر على صحراء كنا نحلم بها ذهبا يجعل حدقة العين تحمل بريقا مختلفا، ونراها صورا لـ"الطوارق" كحالة حالمة لا يعرفها إلا من عايشها.. حالة تجعل الشمال الأفريقي مساحة واحدة أمام رجال بقوا رغم الزمن يحملون معهم هذا النوع من التفرد والقدرة على جعل اعتزازهم رمزا لصحراء ظهر لاحقا أن خزان ثروات، لكنها عبر الزمن ستبقى ثروة من نوع آخر فيها ظاهرة إنسانية يمكن إضافتها إلى التنوع الذي تحمله الإنسانية وليس ليبيا وحدها.
أما المشهد الثاني فهو أيضا لا تلوثه الأيادي القذرة التي جعلت الدماء صورة يومية على الفضائيات، لأنه مشهد لبحر يمتد على المتوسط ليؤرخ اليوم حدثا فريدا بعد أن حمل معه مساحة النشاط البشري منذ أن قررت حضارة الشرق البحث عن أفق جديد، فعبرت البحر، وحطت على طول السواحل، فهل تعبث الأيادي القذرة بأحفاد الحضارات التي لم تكن تعترف إلا بإنسانية الحياة، وعلينا الاعتراف بأن المشهد اليوم هو إنسانية الانتماء لما هو خارج "العنف" الذي مارسه البعض ضد تلك الوجوه التي حملت أحلامها في كل لحظة قبل أن تسقط فيتسرب حلمها في اتجاهات الأرض الأربع.
وسأخفي المشهد الثالث في صدري لأنه يحمل ذلك العشق لمشاعر ترفعنا في كل لحظة نعرف فيها أننا نواجه من نحبهم، فلا نشاهد إلا أجمل المناظر ولا نتذكر سوى اللحظات الحميمة، فلماذا يصر البعض على كسر هذه الصورة؟ ولما يبتعد الكثيرون عن الحلم المحمول منذ عقود فيحولوه إلى كلمات تشبه الرصاص الذي "يلعلع" وسط صيحات الأطفال والنساء، أو في ذروة الإباء الذي تحمله عيون الشباب؟ ولماذا يريد البعض اختصار الزمن بنفسه..
في المشهد الثالث لا تبدو ليبيا سوى أفق تتجه العين نحوه، فيصبح التعقل غير ممكن، ونمحو كلمات سابقة ونستبدل الجمل الهادئة بدفق من مشاعر يصعب الحديث عنها، فنحن لا ننتظر الزمن الذي يحاول الهدوء كلما اتجهت الأمور نحو السياسة، بينما يفور الدم ونحن نحمل الوطن في عقولنا ونعيد رسمه خارطة مختلفة عن كل ما تم رسمه سابقا في دوائر القرار الغربي.
في الصورة الليبية لا يمكن أن نشاهد مواقف سياسية لأن ما حدث تجاوز التفكير الذي يمكن أن نترجمه لكلمات، ولم يعد الأمر مجرد فضائية نبحث عنها كي يصلنا خبر ما، بل هي دفق يحملنا معه عبر البحر ويضعنا على شواطئ تصدمنا بقدرة شمسها على رسم أجسادنا وحيا جديدا يحمل للعالم امتداد الرسالات من الشرق والغرب كي تبقى الصورة الليبية تحمل كل تنوعها وكل الشموخ الذي نشاهده بوجوه الرجال المتنقلين ما بين الصحراء والبحر.
دفق الشمال الأفريقي يكتب اليوم حروفا معبأة بإيقاع مختلف، فنعشق الصحراء بعد أن كانت تملك صورا نتعرف عليها للمرة الأولى.
بقلم تييري ميسان
تييري ميسان: أهمّ خبير جغرافيا سياسية على الإنترنت عالمياً
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم سيرج مارشان,تييري ميسان, شبكة فولتير
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم البابا فرنسيس, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير