للمرة الأولى في تاريخ جامعة الدول العربية، هدد وزراء الخارجية العرب، في قرار اعتمدوه في اجتماعهم في القاهرة أمس، الرئيس الليبي معمر القذافي بدعم ’فرض حظر جوي على ليبيا’ إذا لم يوقف المجازر التي ترتكبها قواته ضد المحتجين على نظامه، لكنهم أكدوا رفضهم ’كافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا’، مشددين على ’الالتزام بالمحافظة على الوحدة الوطنية للشعب الليبي وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه’.

وقرر مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، إرجاء موعد انعقاد القمة العربية التي كانت مقررة في بغداد في 29 آذار الحالي إلى موعد أقصاه 15 أيار المقبل.

وكان المجلس اختتم أعمال دورته برئاسة وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي والأمين العام للجامعة عمرو موسى. وغاب عن الاجتماع وزيرا خارجية لبنان علي الشامي وسوريا وليد المعلم .

وأدان وزراء الخارجية، في بيان ختامي لاجتماعهم، ’الجرائم المرتكبة ضد التظاهرات والاحتجاجات الشعبية والسلمية في العديد من المدن الليبية والعاصمة طرابلس من جانب السلطات الليبية’.

وعبر البيان عن ’استنكاره الشديد لأعمال العنف ضد المدنيين، والتي لا يمكن قبولها أو تبريرها، وبصفة خاصة تجنيد مرتزقة أجانب واستخدام الرصاص الحي والأسلحة الثقيلة وغيرها في مواجهة المتظاهرين، والتي تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي’.

ودعا ’مجددا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام إلى الحوار الوطني والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب الليبي، واحترام حقه في حرية التعبير عن الرأي، وذلك حقنا للدماء وحفاظا على وحدة الأراضي الليبية والسلم الأهلي، وبما يضمن سلامة المواطنين الليبيين وأمنهم’.

وطالب البيان ’السلطات الليبية برفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام، وكذلك فتح وسائل الاتصالات وشبكات الهاتف، وتأمين وصول المساعدات الطبية العاجلة للجرحى والمصابين’. ورفض المجلس بشكل قاطع كافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا، مؤكدا ’الالتزام الكامل بالمحافظة على الوحدة الوطنية للشعب الليبي وسيادة الأراضي الليبية ووحدتها وسلامتها’.

ووجه الوزراء ’تحية إجلال وإكبار لشهداء التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الليبية’، وجددوا تأكيدهم ’وقف مشاركة حكومة الجماهيرية الليبية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع الأجهزة التابعة لها إلى حين إقدام السلطات الليبية على الاستجابة للمطالبات، بما يضمن تحقيق أمن الشعب الليبي واستقراره’.

وكانت الخلافات حول سبل التعامل مع الأوضاع في ليبيا هيمنت على الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب الذي استمر قرابة خمس ساعات. وقال دبلوماسيون شاركوا في الاجتماعات إن المواقف العربية تباينت خلال المناقشات إذ طالبت بعض الدول العربية بتعامل حازم مع الأزمة، معتبرة أن الموقف الدولي حتى الآن أكثر حزما من الموقف العربي. وأضافوا إن اقتراحات نوقشت من بينها ضرورة فرض حصار جوي على النظام الليبي والنظر في تجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية.

وردا على سؤال حول احتمالات التدخل الأميركي في ليبيا، قال الأمين العام للجامعة عمرو موسى ’إننا لا نعتقد أنه سيكون هناك تدخل أو هجوم أميركي، وهذا يظهر من تصريحات المسؤولين الأميركيين، وقرار مجلس الجامعة العربية يرفض أي تدخل أجنبي، ولكننا نطالب السلطات الليبية بضرورة وقف هذه الهجمات’.

إلى ذلك، دعا الوزراء، في قرار حول فلسطين، الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود حزيران 1967.

وطالبوا مصر بالاستمرار في جهودها لتأمين التوصل إلى اتفاق المصالحة ليتم التوقيع عليه من قبل الأطراف الفلسطينية.