نزلت النساء الى الشارع، اسوة بالرجال وان باعداد أقل، لاثبات وجودهن في ثورات من شأنها ان تغير وجه العالم العربي، في ظاهرة يأمل مراقبون أن تكون مقدمة لمشاركتهن الفاعلة في المستقبل في القيادة السياسية للديموقراطيات الناشئة.

ويقول الباحث نديم حوري من منظمة ’هيومن رايتس ووتش’ الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان، ’تلعب النساء دورا في الانتفاضات والثورات القائمة في المنطقة. والامر الاساسي يكمن في انهن موجودات في الشارع’.

ويضيف ’هذا امر يدفع الى التفاؤل’، مضيفا ان ’عليهن ان يقمن الآن بدور محوري في الهيكليات الحكومية التي ستنشأ بعد هذه الثورات’.

وشاركت عشرات الاف النسوة، بعضهن يرتدين الجينز والتي شيرت واخريات بالعباءة التقليدية والحجاب، في التحركات الاحتجاجية التي قادها عنصر الشباب من تونس ومصر الى ليبيا والبحرين، للمطالبة بالاصلاحات في دول محافظة تحكمها الأنظمة الاوتوقراطية منذ عقود ولا تتمتع فيها النساء اجمالا بحقوق واسعة.

وتنقل شاشات التلفزة يوميا من مختلف الدول التي تشهد تظاهرات، صورا لنساء جريئات يقفن امام الكاميرا يطالبن بالتغيير وبالحريات.

وتقول الناشطة اليمنية توكل كرمان التي تحث على مشاركة النساء بقوة في احتجاجات صنعاء، ’للنساء دور حاسم في المنطقة من تونس الى مصر وليبيا. لقد كن عاملا اساسيا في انتشار الثورات في كل ميدان’.

وتضيف لوكالة فرانس برس ’الهدف الرئيسي من الثورات اسقاط الانظمة، الا انها نجحت ايضا في كسر التقاليد البالية التي تقول بوجوب بقاء النساء في منازلهن بعيدا عن الحياة العامة’.

وتؤكد كرمان ان هذه الثورات ’هي ايضا ثورات اجتماعية، ودور المرأة يكمن في المساعدة على بناء مجتمع جديد. لقد رفعت الثورة اليمنية المرأة الى مكان افضل’.

في الوقت نفسه، نشطت النساء عبر صفحات التواصل الاجتماعي الالكتروني والمدونات، في محاولة للقيام بدور فاعل في التغيير الحاصل في مجتمعاتهن.

ولمع اسم أسماء محفوظ، الشابة المصرية التي ساهمت على نطاق واسع من خلال فيديو صورته وتم تناقله عبر الانترنت، في دفع الاف المصريين الى ميدان التحرير في 25 كانون الثاني للمطالبة باسقاط نظام متسلط.

ويتضمن الفيديو دعوة مؤثرة الى الانضمام الى الثورة بعد اقدام اربعة شبان مصريين على محاولة احراق انفسهم.

ومما قالته في الشريط: ’انا أصور فيديو لانقل اليكم رسالة واحدة، نريد ان ننزل في يوم 25 يناير اذا كانت لدينا بقية من كرامة. اذا كنا نريد ان نعيش كبشر في هذا البلد، يجب ان ننزل في يوم 25’.

واضافت ’سننزل للمطالبة بحقنا، بحقنا كبشر. هذه الحكومة كلها فاسدة، الرئيس فاسد، والدنيا فاسدة، وامن الدولة فاسد..’.

وتابعت ’انا سانزل في يوم 25’ الى ميدان التحرير، ’لن اضرم النار في نفسي. واذا ارادت الحكومة ان تحرقني فلتفعل ذلك. وكل من يقول انه رجل فلينزل... وكل من يقول ان الامر لا يستحق وان العدد لن يكون كبيرا، اقول له انت السبب في ما نحن فيه’.

وارتفعت كذلك عبر موقعي ’فيسبوك’ و’تويتر’ اصوات تشير تعليقاتها واسماؤها، وهي مستعارة بمعظمها، الى انها من السعودية.

وكتبت احداهن ’أحث النساء السعوديات على التحرك الآن. ان اشقاءنا السعوديين قاموا بخيانتنا لانهم جبناء.

لنتحرك قبل ان يفوت الاوان’.

وتقول الاستاذة الجامعية منيرة فخرو، المرشحة السابقة الى الانتخابات النيابية البحرينية، ’في الوقت الحاضر، لا يمكننا الحديث عن حركة نسائية مستقلة’، مضيفة ’ليست انتفاضة من اجل تحقيق المساواة مع الرجل، انها انتفاضة مجتمع بكامله تشكل فيه المرأة عنصرا ناشطا’.

ويقول حوري ان ’اهمية انتفاضتي مصر وليبيا مثلا ليست في الاطاحة بالدكتاتور فحسب، انما في التخلص من ظواهر عدة مثل الطائفية والعنصرية وغيرها