حرب سياسية يخوضها الثوار والنظام الليبي وذلك في موازة تطورات ميدانية كان أبرزها قصف مصفاة رأس لانوف من قبل كتائب القذافي، واعتبرت مصادر دبلوماسية أمريكية في واشنطن أن التردد الأمريكي نابع من تحركات القذافي قبل الثورة، بينما اعتبر ليبيون معارضون في الولايات المتحدة أن الرئيس الليبي عقد صفقات مع اللوبيات في واشنطن وهو ما يمنع الإدارة الأمريكية من اتخاذ قرار حاسم.

وكثفت كتائب معمر القذافي هجماتها للسيطرة على مدينة الزاوية غربي ليبيا، والدبابات قصفت الساحة الرئيسية بشدة. كما اشتدت المعارك في راس لانوف بالقرب من منشأة نفطية قرب ميناء سدرا، وتعرض الميناء لقصف جوي من قبل كتائب للقذافي ما أدى إلى وقوع انفجار ضخم تصاعدت منه ألسنة اللهب والدخان في هذه المنطقة التي تبعد حوالي 400 كلم غرب مدينة بنغازي. وحسب بعض المراسلين فإن حالة من الفوضى انتابت المعارضين للقذافي الذين يتمركزون على مداخل المدينة على مقربة من موقع الانفجار، وقد شوهدت سيارات الاسعاف تهرع إلى الموقع.

كما شنت 50 دبابة و120 سيارة من بيك أب على متنها جنود هجوما على مدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كم الى الغرب من العاصمة طرابلس. وحسب بعض المصادر فإن الدبابات لم تتمكن من احتلال وسط مدينة الزاوية وإنها تتقدم ببطء وتلاقي مقاومة من المسلحين المناوئين لنظام القذافي، وقد تمكنوا من تدمير 10 دبابات. وشوهدت طائرات تحلق في سماء المدينة.

أما بالنسبة للثوار الليبيين فأكدوا أنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق وسط مدينة الزاوية وقال أحد المقاتلين في المدينة لوكالة أنباء رويترز إن دبابات القوات الموالية للقذافي تقترب من الميدان الرئيسي في المدينة.

وأضاف المقاتل الذي كان يتحدث من وسط المدينة، واسمه إبراهيم، في مكالمة هاتفية للوكالة "بإمكاننا أن نرى الدبابات... الدبابات في كل مكان"، وقال إن القوات الموالية للقذافي تسيطر على الطريق الرئيسي المؤدي للمدينة وعلى ضواحيها، بينما تسيطر القوات المناوئة على الميدان.

وقال إن قناصة يحتلون أسطح معظم البنايات ويطلقون النار على من يغادر منزله. وأكد إبراهيم أن نصف المدينة دمر بفعل الغارات الجوية. وقال إن 60 مقاتلا ذهبوا لمهاجمة قاعدة تابعة للجيش النظامي، ولم يعد أي منهم، وليس من الواضح إن كانوا قتلوا أم ما زالوا على قيد الحياة.

وعرض التلفزيون الرسمي الليبي صورا لقوات موالية للقذافي في مدينة بن جواد. وظهر في الصور رجال مدججون بالسلاح، ويرتدون الزي الصحراوي ويرفعون يافطات تتوعد المعارضين بالقتل في كل مكان من ليبيا.

على صعيد التحرك السياسي أرسل القذافي موفدين الى مصر والبرتغال وبروكسل. كما أعلن التلفزيون المصري هبوط طائرة اللواء عبدالرحمن بن على صايد الزاوي، مدير الامداد والتموين بالجيش الييبي، في مطار القاهرة الدولي.

كما أعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الاربعاء ان مبعوثين ليبيين "في طريقهم الى بروكسل" فضلا عن وصول موفد للحكومة الليبية بالطائرة الى القاهرة. وقال فراتيني امام صحافيين في روما: "ما هو اكيد هو ان طائرة حطت في القاهرة. وطائرات اخرى في طريقها الى بروكسل".

وبين قصر الايليزيه الاربعاء ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيستقبل الخميس موفدين اثنين من المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة، وهما محمود جبريل وعلي العيساوي المكلفين يالشؤون الدولية في المجلس.

من جهة أخرى نفى التلفزيون الليبي ما أعلنه المجلس الوطني المعارض في ليبيا أن العقيد القذافي عرض اجراء محادثات مع المجلس بشأن امكانية خروجه من ليبيا.

وكان مصطفي الغرياني الناطق باسم المجلس في بنغازي قوله إن ممثلا للقذافي عرض اجراء محادثات بشأن خروج القذافي، الا انه قال ان المجلس رفض العرض.

ومع زيادة حدة القتال تزداد المخاوف من كارثة انسانية على الحدود الليبية. وقالت فاليري آموس منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة ان حوالى مليون من العاملين الاجانب، ممن خرجوا من ليبيا او ما زالوا محتجزين بسبب القتال هناك، يحتاجون الى مساعدات طارئة في الاسابيع المقبلة.

واضافت ان هناك حاجة لنحو 160 مليون دولار لادارة المعسكرات والاغذية والرعاية الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي.