الكاتب : سها مصطفى
وصل وفد بقيادة اللواء عبد الرحمن الزوي مسؤول الإمداد بالجيش الليبي إلى القاهرة اليوم في زيارة مفاجئة لم تتضح أسبابها، وسط تكهنات بأنه يحمل رسالة من العقيد معمر القذافي إلى المجلس العسكري الحاكم.
وقالت قناة الجزيرة أن ’الوفد الليبي توجه إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة للاجتماع بمسؤولين كبار، كما أفاد بأن رئيس الوزراء المصري عصام شرف أنهى بشكل مفاجئ اجتماعا للحكومة لحضور لقاء عاجل مع أعضاء المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة يعتقد أنّه مرتبط بالوفد الليبي الرسمي’.
غير أنها أكدت ’عدم توفر معلومات مؤكدة حول الغرض من الزيارة’، لكن هناك اجتهادات في اتجاهين أولهما ’أن تكون الزيارة متعلقة بترتيبات للتجاوب مع ما طرحه المجلس الوطني في ليبيا من منح القذافي مهلة ثلاثة أيام للمغادرة، والثاني أن تكون لنقل طلب من القذافي لمصر بمساعدته في مواجهة الثوار الذين يحاولون الإطاحة به’.
وفي الوقت نفسه تحدث الدبلوماسيون عما وصفوه بتهديد يربط مصير ما يقرب من مليون مصري يعملون في ليبيا بموقف ستتخذه بلاده إزاء القذافي، لكنهم شككوا في الوقت نفسه بإمكانية أن تستجيب القيادة المصرية لطلبات القذافي.
وكان الزوي وصل في وقت سابق اليوم إلى مطار القاهرة على متن طائرة خاصة مرت فوق الأجواء اليونانية في طريقها لمصر.
وفي سياق متصل قال مصدر عسكري مصري إن قوات تابعة للشرطة العسكرية سيطرت على مناوشات بين مسلمين ومسيحيين في منطقة منشية ناصر بالعاصمة المصرية القاهرة أدت إلى مقتل شاب مسيحي وأصيب فيها العشرات من الجانبين.
وجاء ذلك بعد أن وقعت المناوشات، إثر احتجاج الأقباط على هدم كنيسة الشهيدين في قرية تبعد نحو عشرين كلم جنوب القاهرة، وللسبب نفسه يعتصم آلاف الأقباط في قلب القاهرة لليوم الرابع على التوالي.
وقال مصدر أمني مصري إن تراشقا بالحجارة وقنابل المولوتوف جرى بين نحو 1300 شخص من الجهتين.
وتابع قائلا إن المواجهات اندلعت حينما سدت مجموعة من الأقباط طريقا سريعا رئيسيا واشتبكوا مع مسلمين أرادوا المرور. وأضاف أنهم ’بدؤوا الاشتباك لأن الناس في السيارات أرادوا المرور والمحتجين سدوا الطريق السريع’.
في الوقت نفسه عرض موقع ’الأقباط متحدون’ فيديو عن أسماء مجموعة أشخاص اتهمهم بالتورط في أحداث هدم وإحراق كنيسة الشهيدين، وقال الموقع إن بين المتهمين مخبرا بأمن الدولة يدعى فتحي أبو خطاب وهو من حرّض باقي المتهمين على مهاجمة الكنيسة.
أما في وسط العاصمة القاهرة، فقد تجمع الآلاف من الأقباط أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون المصريين لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على الاعتداء على كنيسة الشهيدين مار جرجس ومارمينا في قرية صول في محافظة حلوان.
كما دعا المحتجون إلى محاسبة ومعاقبة المسؤولين عن أعمال العنف ضدهم، بحسب ما قاله القس القبطي فلوباتير في مقابلة مع التلفزيون المصري.
وضمن أول الردود الرسمية، قال رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي الذي يدير البلاد منذ تخلي الرئيس المخلوع حسني مبارك عن السلطة في 11 من فبراير/شباط إثر ثورة شعبية دامت 18 يوما، إن الجيش سيعيد بناء الكنيسة التي تعرضت للحرق قبل عيد القيامة.
من جهته، دعا ’ائتلاف شباب ثورة 25 يناير’ الذي فجر الانتفاضة الشعبية على موقع الفيسبوك إلى التضامن.
وحث الائتلاف ’جميع الساكنين على مسافة قريبة من اطفيح في حلوان على التوجه إلى مكان كنيسة الشهيدين لمساعدة الجيش في إعادة بنائها’.
وعلى صعيد آخر قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن انتخابات الرئاسة في مصر يجب أن تسبق الانتخابات البرلمانية التي تحتاج المشاركة فيها أحزاب قوية على حد قوله.
وجدد موسى الثلاثاء التأكيد على أنه سيرشح نفسه لمنصب رئاسة جمهورية مصر لولاية واحدة. وشدد على ضرورة إلغاء قانون الطوارئ ومحاربة الفساد. وقال إن جماعة الإخوان المسلمين لها الحق في المشاركة في الحياة السياسية.
وقال موسى إن مصر تمضي على الطريق الصحيح، وإن الثورة لا يمكن هزيمتها ولكن توجد عقبات, وأضاف ’يجب إلغاء قانون الطوارئ, ويجب أن نحارب الفساد جميعا’.
كان المجلس العسكري الحاكم الذي يدير البلاد بعد أن أطاحت احتجاجات شعبية بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك يوم 11 فبراير/شباط الماضي، قال إنه يعتزم نقل السلطة إلى الحكم المدني بإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية خلال ستة أشهر.
وأظهر استطلاع للرأي على الموقع الإلكتروني لصحيفة الأهرام اليومية، أن موسى (74 عاما) يتمتع بتفوق كبير على الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.