على خلاف أي مكان آخر في العالم العربي، دأب المتظاهرون العراقيون على الخروج إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة في الأسابيع الماضية لا بهدف استبدال النظام، وإنما للمطالبة بإصلاح النظام السياسي وإنهاء الفساد وتحسين مستويات المعيشة.

وشارك الآلاف من المحتجين في هذه التظاهرات في ساحة التحرير ببغداد اليوم الجمعة التي أطلقوا عليها ’جمعة الحق’.

وأكد مسؤول بالشرطة العراقية, اشترط عدم ذكر اسمه, اعتقال بعض المتظاهرين لمدة قصيرة، لكنه نفى أن يكون أي شخص قد تعرض للضرب.

أما في السليمانية بإقليم كردستان فلا يبدو أن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى اقتربت اليوم من تجمع لحوالي 4000 شخص قرب السراي الحكومي.

وكان المالكي اتهم المشرعين العراقيين بالفشل في إقرار القوانين التي من شأنها أن تشجع التنمية والنمو الاقتصادي في البلاد، لكن سياسيين عراقيين اتهموا المالكي نفسه بسوء الإدارة وممارسة القمع.

  أما في الاردن ، فنظمت أحزاب معارضة أردنية مسيرة بعد صلاة الجمعة أمس في العاصمة عمان من أمام المسجد الحسيني شارك فيها المئات وردد خلالها المشاركون هتافات تدعو إلى تعديل الدستور والمطالبة بالإصلاح السياسي وحل مجلس النواب وإسقاط معاهدة وادي عربة ومحاكمة من يثبت تورطهم في الفساد وقد قاد المسيرة كل من حركة (مقاطعون من أجل التغيير) وحركة ’جايين’ التي تضم قوى من المتقاعدين العسكريين والتيار الوطني وعمال المياومة والمعلمين وجاءت المسيرة تحت عنوان جمعة الكرامة تنديدا بإساءات بعض النواب وهجومهم بالألفاظ على المشاركين في المسيرات ولوحظ غياب عدة قوى عنها أهمها الإسلامية أحزاب معارضة أخرى واستمرت المسيرة لحوالي الساعتين حيث أكد منظموها استمرارهم في المسيرات والاعتصامات حتى تتحقق مطالبهم بحل مجلس النواب والبدء في الإصلاحات السياسية كما خرجت مسيرات في مدن الكرك واربد وغيرها من مدن المملكة للمطالبة بإصلاحات سياسية وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الأردن.

من جهة أخرى نظم سلفيون مسيرة لهم في مدن مختلفة من الاردن للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الإسلاميين ورفعوا شعارات محاربة للفساد وهي تعتبر المرة الثالثة التي يخرج فيها سلفيون بشكل علني يطالبون فيها بالإفراج المعتقلين من زملائهم وبقانون انتخاب جديد وبإجراء انتخابات مبكرة وتعديلات دستورية تسمح للأغلبية النيابية بتشكيل الحكومة بدلا من أن يعين الملك رئيس الوزراء.

  أما في الكويت ، فلم يمتثل مئات من البدون لتحذيرات أمنية دعتهم إلى عدم التظاهر وخرجوا في مسيرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة يوم أمس في أماكن سكنهم في الجهراء والصليبية غرب العاصمة الكويتية والأحمدي جنوبها.

وكانت قوات الأمن قد انتشرت منذ وقت باكر من صباح أمس في المناطق الثلاث وقطعت طرقا تؤدي إلى ساحات عامة، أعلن البدون في وقت سابق نيتهم التجمع بها للتعبير عن احتجاجهم على البطء الحكومي في إقرار ما اتفق عليه بينها وبين البرلمان من منحهم حقوقا مدنية وإنسانية تشمل السماح لهم باستخراج شهادات ميلاد لأبنائهم وإجازات قيادة وبطاقات مدنية تمكنهم من العمل في القطاعين العام والخاص بحسب الحاجة لهم في ذلك وتعطيهم الحق في التعليم والطبابة المجانية.

ورفع المئات من البدون في المناطق الثلاث صورا لأمير الكويت وساروا في طوابير وهم يرددون هتافات مناهضة لنائبين في البرلمان هما عبدالله الرومي وعادل الصرعاوي عارضا طلبا نيابيا باستعجال مناقشة قانون يمنح البدون حقوقا مدنية وإنسانية في البرلمان الكويتي صباح الثلاثاء الماضي ووصفا في مداخلتين لهما البدون بأنهم عراقيون وإيرانيون ومن أصول متدنية ولا يجوز تقديم بحث قضيتهم على قضايا كويتيين.

ولاحقا وبعد طلب أمني بفض التجمهر رفضه المحتجون الذين أعلنوا رغبتهم في الاعتصام إلى حين إقرار مطالبهم تدخلت قوات الأمن الخاصة وقوات مكافحة الشغب لفض التجمهر وألقت قنابل مسيلة للدموع واستخدمت خراطيم المياه والهراوات معهم ما ولد حالة متداخلة من الحنق والهلع أفضيا إلى مصادمات مع رجال الأمن وبالأخص في منطقة تيماء التي اعتقل فيها ما يزيد على 50 شخصا من المحتجين وفقا لمصادر أمنية.

المتجمهرون استخدموا أسلوب الكر والفر فما أن تفرقهم القوات الأمنية عن إحدى الساحات حتى يعودوا إلى التجمع في ساحة أخرى قريبة فتسارع إليهم القوات ثانية.

وكان مئات من البدون قد عمدوا إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية أوائل الشهر الماضي وتعاملت معهم قوات الأمن بذات الطريقة.

  وفي اليمن اقتحمت القوات اليمنية ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء حيث يوجد عشرات الآلاف من المعتصمين المطالبين بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح مما أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل وجرح المئات.

وقد قامت قوات من الحرس الجمهوري اليمني وقوات من الأمن المركزي بتنفيذ عملية الاقتحام، وهاجمت المعتصمين بالقنابل الغازية وخراطيم المياه وإطلاق كثيف للرصاص في الهواء.

كما قامت القوات اليمنية بإزالة الخيام التي أقيمت في الساحة وأحرقت بعضها، ووجه المعتصمون نداء استغاثة عاجلا لكل المنظمات الدولية والانسانية لضرورة التدخل لوقف الهجوم والاعتداءات التي يتعرضون لها حاليا على ايدي القوات الحكومية.

وأكدت مصادر طبية أن الأطباء المعتصمون لم يتمكنوا من اسعاف مئات المصابين اختناقا من الغازات بسبب منع قوات الأمن واستمرار قذف القنابل الغازية عليهم من كل الجهات واطلاق الرصاص الحي في الهواء.

وقبيل عملية الاقتحام وقال شهود إن عددا من أنصار الحزب الحاكم شوهدوا على أسطح المنازل المحيطة بالساحة وبحوزتهم أسلحة كلاشنيكوف فيما أكدت مصادر طبية وصول أربعين مصابا إلى المستشفى الميداني بعد إصابتهم بجراح جراء قذفهم بالحجارة من قبل سكان المنازل وانصار الحزب الحاكم ،وقد خاطب المعتصمين القوات الحكومية بمكبرات الصوت مرددين هتاف :’ثورتنا ثورة سلمية’.

 أما في مصر ، فقد تجمع الآلاف من المتظاهرين المصريين أمس في ميدان التحرير بوسط القاهرة لإحياء ’جمعة الوحدة الوطنية’ والمطالبة بوقف الاعتداءات على الأقلية المسيحية في مصر. وكان نشطاء مصريون قد دعوا إلى التظاهر اليوم للتنديد باشتباكات بين مسيحيين ومسلمين في حي المقطم بالقاهرة يوم الثلاثاء أوقعت 13 قتيلا من بينهم 8 مسيحيين. وقال مراقبون إن مجموعة من البلطجية، يعتقد أنهم تابعون للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سابقا، قد اشتبكت مع سكان مسيحيين في محاولة لإحداث توتر طائفي في البلاد، كما أتهم مراقبون عناصر من جهاز أمن الدولة بالتحريض على حرق كنيسة في جنوب القاهرة الأسبوع الماضي.

هذا وقد أمرت النيابة العامة المصرية أمس بحبس أربعة من قادة الشرطة لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهم تشمل قتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي أدت إلى تخلي الرئيس حسني مبارك عن منصبه. ويعد حبسهم الذي يجيء بعد حبس وزير الداخلية السابق اللواء حبيب العادلي على ذمة التحقيق خطوة لإيجاد جو من الثقة بين الشرطة والمواطنين. وقالت مصادر أمنية إن شرطيا مصريا قتل أمس خلال قيام قوات من الجيش ورجال شرطة بملاحقة مشتبه بهم في محافظة بورسعيد شمال شرقي القاهرة.