ولما كان واقع الحال على عكس تلك الاتهامات، حيث أن أحداً لم يصدق كل تلك التلفيقات و"المزحات السمجة"، الأمر الذي أدى إلى سقوط كل تلك الاتهامات "الجاهزة والمعلبة"
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27627&dir_id=42
ولما كان واقع الحال على عكس تلك الاتهامات، حيث أن أحداً لم يصدق كل تلك التلفيقات و"المزحات السمجة"، الأمر الذي أدى إلى سقوط كل تلك الاتهامات "الجاهزة والمعلبة"
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27627&dir_id=42
الكاتب : جورج حاجوج
في بداية الثورة الليبية، لم تجدِ نفعاً خطابات العقيد القذافي وابنه سيف الإسلام وإطلالاتهما الإعلامية التي اتهموا فيها الثائرين بالمهلوسين والمتعاطين تارة، وبـ "الجرذان والفئران" تارة أخرى، وبأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة تارة ثالثة، وبالتآمر على "الجماهيرية" تارة رابعة، وبالعمالة لأجندات وأيادٍ خارجية تحاول تقويض دعائم "ثورة الجماهيرية ومكاسبها" التي حظي بها الشعب الليبي تارة خامسة.. "أية مكاسب هذه؟!.. ربما لا أحد يعرف، سوى القذافي وسيف الإسلام وباقي أولاده وأركان حكمه المستفيدون من تلك المكاسب وهم قلة قليلة على أية حال"!.
ولما كان واقع الحال على عكس تلك الاتهامات، حيث أن أحداً لم يصدق كل تلك التلفيقات و"المزحات السمجة"، الأمر الذي أدى إلى سقوط كل تلك الاتهامات "الجاهزة والمعلبة"، فقد كان القذافي أمام السؤال: ما العمل إذاً؟!.. الجواب كان: استخدام السلاح واستدراج الثوار وإرغامهم على الدفاع عن أنفسهم، وهذا يعني توريطهم، وبالتالي نقل ثورتهم من الموضع السلمي إلى الموضع "العنفي".. أي استبعاد شعار "الشعب يريد إسقاط النظام و.. سلمياً" ليحل مكانه شعار آخر لم يكن الثوار الليبيون يرغبون به: "الشعب يريد إسقاط النظام بالثورة وبالسلاح وبالدم"!.
فعلها القذافي، ونجح مبدئياً في جرّ الثورة إلى مكان لم تكن تريده.. نجح في نقلها من فضاء سلمي إلى فضاء "دموي".. فعلها، والأكيد أنه استفاد من تجربتي الثورة في كل من تونس ومصر، حيث رأى بأمّ عينه أن الثورة السلمية استطاعت أن تسقط النظامين في غضون أسابيع قليلة، وأكثر من هذا، استطاعت أن تسقط الحكومات التي جاءت بعد سقوط النظامين وسلمياً أيضاً، فضلاً عن أنها ـ أي الثورة ـ دفعت بوزراء بالجملة إلى تقديم استقالاتهم!.
القذافي يراقب هذه التحولات في تونس ومصر، وهو امتلك اليقين من أن المصير نفسه ينتظر نطام الحكم في "الجماهيرية".. وعلى ما يبدو أنه طرح على نفسه السؤال: الثورة السلمية في البلدين أسقطت نظام الحكم فيهما، والثورة السلمية في ليبيا ستؤول إلى المآل نفسه.. ما العمل؟!.. إذاً لنبحث عن وسيلة أخرى، لعل وعسى!.. أما الوسيلة الأخرى فكانت السلاح و "الحرب الأهلية" وسفك الدماء، وهز أركان الاقتصاد والمجتمع الليبي!.
فعلها القذافي، وساق الثورة إلى حيث لا تريد، ليترك ليبيا تترنح بين مجموعة من الطروحات والأفكار العربية والدولية الوارد تطبيقها، مجتمعة أو منفردة، على الأرض، والتي تتراوح ما بين الحظر الجوي والحصار العسكري والعقوبات الاقتصادية والعزلة والتدخل العسكري المباشر.. وهذا يعني "الفلتان" الأمني وانعدام الأمن وفقدان الاستقرار وانتشار الفوضى والعبث الذي لن يضرّ القذافي ونظامه الآيل إلى السقوط، إنما سيضرّ الثورة والثوار وسمعتهم!.
"إذا أردت أن تقتل شخصاً فلا تطلق عليه رصاصة بل أطلق عليه شائعة.." هذا ما قاله الأديب سعيد تقي الدين ذات يوم.. وهذا ما فعله القذافي باختصار. ففي بداية الثورة أطلق الشائعات، لكنه، ولما وجد أنها لا تكفي، زاد عليها إطلاق الرصاص الذي تطور بسرعة فائقة إلى القصف بالمدافع والدبابات والطائرات في محاولة لتثبيت "مزحة سمجة" أخرى مفادها أن هناك مجموعات من المتمردين المسلحين الذين يتوجب على الدولة القضاء عليهم!.
هي تلفيقة أخرى لا تختلف عن سابقاتها، ولا بد أن يكون مصيرها مشابهاً لما سبقها، لكنها ستكون باهظة الأثمان، وهذه الأثمان لن يدفعها إلا الشعب الليبي من دماء أبنائه ومن ماله واقتصاده ومستقبله!.. القذافي ونظامه يعرفان هذا، ويعرفان أن الثورة ستنتصر إن عاجلاً أم آجلاً، لكنه مصرّ على ألا يترك الشعب الليبي وشأنه إلا بعد أن يقدم نموذجاً فاقعاً لسياسة "الأرض المحروقة"، وهذا ما تشير إليه المعطيات على الأرض وتطورات الوضع.
الإطلالات الأولى للقذافي ولابنه سيف الإسلام تؤكد هذا، حيث أن تلك الإطلالات كانت محشوة بالتهديد والوعيد.. وما جرى بعد انطلاق الثورة السلمية وحتى اليوم، يؤكد أن التهديد قد تحول إلى فعل على الأرض، والفضل في ذلك لـ "القذافي وأبنائه وكتائبهم المسلحة"!.
مستقبل ليبيا يبدو اليوم، ولأن "القذافي قد فعلها"، مفتوح على أكثر من احتمال وأكثر من خيار، ولكن.. مهما كان هذا الخيار فإن الإثمان ستكون باهظة!.
بقلم تييري ميسان
تييري ميسان: أهمّ خبير جغرافيا سياسية على الإنترنت عالمياً
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم سيرج مارشان,تييري ميسان, شبكة فولتير
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم البابا فرنسيس, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير