الكاتب : زينب الدبس

لم أعُدْ قادرةً على الصمت, ولا على الصراخ ، ولا على النسيان , ولا على التَذَكُّرْ وحروفي أبت أن تبقى عالقة على شفتي كلما شاهدت صورة الدماء في البحرين أو حتى حاولت إعادة صياغة المشهد وهو يتكرر على معظم الشاشات بفجاجته وكأننا تحولنا بحكم الزمن لشعب يستبيح رؤية الدماء،عبثاً تقنعني سياط المروض والأسئلة تتوالي بمخيلتي وصور الثورات العربية تتزاحم ومساحة الخدر امتدت لتشمل الوطن العربي.

ماذا بعد استدعاء قوات سعودية إلى البحرين وأيضا قوات إماراتية وقطرية وكويتية تحت عنوان درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي، ومارافقه من تغطية أميركية مباشرة سارع إليها البيت الأبيض معتبرا أن هذا الأمر ليس غزواً خارجيا للبحرين؟

اللافت أن الشعب الليبي يستغيث منذ بدأ ثورته في 17 شباط/ فبراير الماضي ولا من يستجيب لإغاثته، في حين إن حكومة البحرين طلبت تدخلا لقوات سعودية فلبتها الرياض سريعا..!! يبدو أنها محاولة لإفراغ الثورة من مضمونها بعد ما شاهدنه من كم الوحشية في التعاطي مع الاحتجاج السلمي للمعارضة في البحرين، فبينما يتحدث الملك البحريني عن لا سقف للبنود المتحاور عليها، وأن أي اتفاقية يتوصل إليها مع المعارضة والتي تخص صلاحيات الملك و الحكومة ومحاربة الفساد سيتم الاستفتاء عليها، تقبل الحكومة بدخول قوات سعودية، مع معرفة حساسية الموقف في البحرين.

عموما البحرين دخلت منعطفا صعبا، و العنف لن يزيد المعارضة إلا تعنتا، والهاجس الآن هو أن يتحول الأمر من مجرد مطالب سياسية و اقتصادية إلى حرب طائفية، فالإعلام لا يتحدث عن معارضة تشمل جميع طوائف الشعب، بل يحاول تصويرها إنها معارضة شيعية ضد نظام قبلي عربي سني والسؤال هل هي محاولة لجر البحرين نحو حرب مذهبية أم محاولة للضرب على وتر المذهبية من أجل جر البحرين لتجاذبات إقليمية تقودها السعودية السنية، وإيران الشيعية ، وبكلى الحالات هي محاولة لتشويه الثورة أم كما يعتبر البعض أن الوظيفة السعودية من هذا التدخل تتلخص بوقف أحجار الدومينو في المنطقة العربية عن التساقط تباعاً فتكرار ظاهرة الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي استهدفت العائلات الملكية بخاصة ونجحت بعض الدول إسقاطها. كثورة 23 يوليو 1959في مصر.

وعليه فان المطلوب أن تلقن السعودية ـ بصفتها الدولة الخليجية العربية الأكبروالمعنية أكثر بوقف عملية التغيير في المنطقة أما بسبب اتساع دائرة الاستياء الشعبي من نظامها الملكي أوبفعل الصراعات داخل العائلة المالكة على السلطة ـ كل من يفكر من المعارضين في السعودية والكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات العربية بالاحتجاج فان مصيره الذي سيلاقيه سيكون على شاكلة ما سيحصل للمحتجين في البحرين

بالتأكيد أن الزمن تغير والثورات أعادت رسم بحراً قزحي الألوان لتعكس جمالية الاختلاف والتنوع داخل هذا الطيف لكن هل سنؤمن بماحققته الثورات ونعيد ترتيب المشهد وفقا لهذا التموج ..؟؟