من حق الجميع أن يحتار، فعندما تم تجاوز الأحزاب السياسية في الثورة المصرية واليمنية على حد سواء فإننا أصبحنا داخل بيئة مختلفة
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27804&dir_id=42
من حق الجميع أن يحتار، فعندما تم تجاوز الأحزاب السياسية في الثورة المصرية واليمنية على حد سواء فإننا أصبحنا داخل بيئة مختلفة
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=27804&dir_id=42
الكاتب : حسان عبه جي
هل يصعب التفكير في زمن الثورات؟ السؤال ينقلنا من الحدث إلى الأزمة التي تظهر في مساحات مختلفة اليوم سواء عبر التحليلات أو الصور التي تطفو على مساحة الحياة الاجتماعية، فالناس يجدون أنفسهم أمام واقع لا يحمل شكلا نمطيا للقيادات، بل ربما على العكس هناك تكسير لمفهوم "الرموز" التي عاشوا تحت ظلها على امتداد قرن كامل، وهناك أسئلة دائمة حول عمق الثورات، لكنها في الحقيقة تحاول أن تجد "أشخاصا" وليس مفاهيم جديدة، ويبدو التفكير وكأنه يدور حول نقطة مركزية بينما لا تملك ثورات العالم العربية أية مركزية.
من حق الجميع أن يحتار، فعندما تم تجاوز الأحزاب السياسية في الثورة المصرية واليمنية على حد سواء فإننا أصبحنا داخل بيئة مختلفة، واكتشافها يحتاج إلى أدوات معرفية جديدة وليس لاستقراء آراء الخبراء المختصين في مجال السياسة التي تكونها الأحزاب والمؤسسات المدنية المختلفة، وبالفعل نحن أمام تجربة جديدة كليا في مسألة الحراك الاجتماعي، لأنه يملك شخصية ربما بلورها خلف كل الظواهر التي كان ينقلها الإعلام، ومن هذه النقطة بالذات نستطيع أن نبدأ لأن الإعلام المرئي على ما يبدو هو الذي كان يشكل مساحة اهتمامنا كمفكرين أو نخب ثقافية وسياسية أو حتى قادة رأي، فالأجندة الإعلامية مهما اختلفت من محطة لأخرى غطت على الكثير من المسائل الهامة، وعندما كانت قضية الإرهاب تغطي كل الفضائيات، فإن رأيا آخر كان يتبلور سواء بين "المتدينين" أو "العلمانيين"، وحتى من يؤمن بالليبرالية كان يبحث عن مساحة مختلفة، فمسألة الإرهاب كانت تحد الخيارات.
نكتشف اليوم أن هناك "إبداعا" في اختراع "البيئة الاجتماعية"، فمن هو موجود داخلها لا يمكن تمييزه إلا في قدرته على تجاوز كل الفرضيات المسبقة عن المجتمع، وهو لا يستطيع أن يقدم "فلسفته" من خلال نص محكم لكنه بلا شك يملك نظام تفكير "تنفيذي" يظهر في "الساحة الافتراضية" أحيانا أو يتبلور في حركة الاحتجاج أحيانا أخرى، وبالتأكيد فإن هذه الشريحة الجديدة لا تشكل غالبية المجتمع، لكنها الأكثر قدرة على النفاذ إلى داخله، وهي تتحرك دون صورة واضحة لقياداتها لأنها لم تشكل بعد "مؤسسة فيزيائية" تملك هرما إداريا، وهو ما يجعلها "غير متناظرة" مع المؤسسات التي امتلكت عبر الزمن إرثا إداريا مرهقا.
"عدم التناظر" هي الفكرة الأساسية التي علينا التوقف عندها، لأنها أُطلقت على التشكيلات الإرهابية عندما بدأت المواجهة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، لكننا هنا أمام تجل مختلف لها، لأنه يحمل طابعا سياسيا، وهيكلتها الافتراضية ليست من قبيل الصدفة، فعلى الانترنيت لا حاجة لمؤسسات وأحزاب ووجوه "كارزمية" تستقطب مؤيدين، فيكفي أن تخلق "مناخا" عاما كي يحدث الحراك في الشارع، ولكن إلى أي حد سيخدم "عدم التناظر" الثورات العربية؟
نحن الآن أمام هذا التحول عندما يستطيع عدم التناظر التأثير في البنى السياسية للمجتمع، فيجعلها قادرة على التجاوب مع الحراك الاجتماعي، والظاهر حتى اللحظة أن من أطلق عليهم "مناضلو الإنترنيت" مازالوا يفضلون التعامل بأسلوب عدم التناظر... وربما يتوقعون حدوث تحولات إضافية تتيح ظهور مؤسسات سياسية مختلفة ينخرطون فيها بشكل اعتيادي وسلس.. في الحقيقة لا نملك سوى الانتظار معهم.
بقلم تييري ميسان
تييري ميسان: أهمّ خبير جغرافيا سياسية على الإنترنت عالمياً
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير