حسم القائد العكسري الأقوى في اليمن علي محسن صالح الأحمر الأزمة السياسية في اليمن لصالح ثورة الشباب وأعلن تخليه عن الرئيس علي عبد الله صالح، بعد أن كان صمام أمان نظامه والذي دعمه منذ توليه السلطة في العام 1978.
وأعلن قائد الفرقة الأولى مدرع وقائد المحور العسكري الشمالي الغربي اللواء الركن علي محسن صالح الأحمر أمس تأييده لثورة الشباب المطالبين بتغيير نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في عموم مدن اليمن، وقام بمهمة حماية المتظاهرين الشباب في العاصمة صنعاء وأنزل القوات الثقيلة والدبابات إلى المرافق الهامة والشوارع الرئيسية والمؤدية إلى مقر اعتصام المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام في العاصمة صنعاء لحمايتهم من أي اعتداء قد يتعرضون له من قبل بقايا النظام.
وفتح إعلان علي محسن الأحمر الباب أمام استقالة العشرات من أهم القادة العكسريين والمسؤولين الحكوميين والسفراء والقيادات الحزبية من حزب المؤتمر الحاكم، وتركوا دائرة التأييد للرئيس علي عبد الله صالح تضيق كل ساعة.
و بحسب صحيفة القدس العربي وبعد إعلان علي محسن الأحمر تأييده لثورة الشباب توالت عمليات التأييد من قبل القادة العسكريين والألوية التابعة لهم.
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع محمد ناصر علي أن الجيش لا يزال يساند صالح. وقال، في بيان، ’تعلن القوات المسلحة والأمن بأنها ستظل وفيّة للقسم الذي أداه كل أفرادها أمام الله والوطن والقيادة السياسية بزعامة الرئيس علي عبد الله صالح بالحفاظ على الشرعية الدستورية والأمن والاستقرار والوحدة وحماية منجزات الشعب اليمني ومكتسباته التي حققها في ظل راية الثورة والوحدة والديموقراطية’.
وأضاف ’لن نسمح بأي شكل من الأشكال بأي محاولة للانقلاب على الديموقراطية والشرعية الدستورية أو المساس بأمن الوطن والمواطنين’.
وقال قيادي في المعارضة إن هناك اتصالات تجري مع صالح لإيجاد مخرج سلمي للأزمة، موضحاً أن احد الخيارات هي تنحيه وتكليف مجلس عسكري إدارة البلد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وتواكب ذلك مع إعلان شيخ مشايخ قبيلة حاشد الشيح صادق عبد الله الأحمر، تأييده ودعمه لثورة الشباب المطالبين بإسقاط النظام مع كافة مشايخ قبيلة حاشد، التي ينتمي إليها الرئيس علي عبد الله صالح، وتعتبر القبيلة الأقوى نفوذا في اليمن بحكم تزعمها للسلطة وهي متغلغلة في كافة أجهزة الدولة والمؤسسات العسكرية والأمنية.
وتزامنت عمليات التأييد لثورة الشباب من قبل كبار القادة العسكريين ومشايخ القبائل مع إعلان استقالات وتأييد العديد من أهم السفراء اليمنيين في الخارج أبرزهم سفراء اليمن في القاهرة والجامعة العربية والسعودية واليابان وسورية وكندا والأردن والمغرب والكويت وتشيك وباكستان وقطر وسلطنة عمان وإندونيسيا وماليزيا وأسبانيا والقنصل اليمني في دبي.
من جهة أخرى توجه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور أبو بكر عبدالله القربي امس إلى المملكة العربية السعودية لنقل رسالة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، لم تكشف المصادر الرسمية اليمنية مضمونها ولكن يعتقد العديد من المراقبين أنها تتعلق بوضع الرئيس صالح وطلبه وساطة سعودية مع خصومه الذين يحاولون الإطاحة به من القيادات العسكرية والسياسية.
وارتفع أمس عدد أعضاء مجلس النواب المستقيلين من حزب المؤتمر الحاكم إلى أكثر من 30 عضوا، احتجاجا على المجازر التي ارتكبت ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام وأعلنوا تأييدهم لثورة الشباب.
كما استقال مدراء قنوات سبأ عادل الحبابي واليمانية بعدن الدكتور خالد عبد الكريم الحكوميتين وأعلن الأخير تأييده الثورة الشبابية السلمية وفتح القناة لخدمة شباب الثورة.
إلى ذلك قال الناطق الرسمي باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان ’إنه لم يعد أمام الرئيس علي عبدالله صالح سوى أن يرحل’.