أعلن الجيش الأمريكي الليلة الماضية أن الائتلاف الذي يفرض حظر الطيران فوق ليبيا، أطلق 20 صاروخ ’توماهوك’على أهداف للدفاع الجوي الليبي وغيرها خلال الليل، في وقت اشتدت هجمات كتائب العقيد معمر القذافي على مدن عدة أهمها يفرن وزنتان ومصراتة، وسط تضارب في المواقف طبع المشهد الدولي حيال العملية الهادفة إلى تنفيذ الحظر الجوي فوق ليبيا، إذ تواصل صدور المواقف مع العملية أو ضدها، لكن الأبرز كان إعلانات ميدانية متناقضة حول قيادة العملية وإدخال حلف الأطلسي الذي اكتفى بإقرار انتشار في المتوسط لتطبيق حظر الأسلحة، فيما لم تستبعد لندن تدخلاً برياً، ونفت باريس إمكان ذلك قطعياً، وأكدت روما إبطال الدفاعات الجوية، فيما ربطت واشنطن تعطيل الدفاعات بانحسار الغارات، التي استهدفت مواقع عدة خصوصاً في طرابلس.

وتواصلت عمليات القصف، وسمع دوي طلقات مدفعية مضادة للطيران أعقبتها انفجارات، وأفاد شهود بأن القصف أصاب قاعدة بوستة البحرية على بعد عشرة كيلومترات شرق طرابلس، وشوهدت ألسنة النار تندلع منها . وقالت مصادر إن قوات ’التحالف’ ضربت منشآت الرادار في قاعدتين للدفاع الجوي لقوات القذافي، شرق معقل المعارضة في بنغازي .

وأعلنت قيادة سلاح الجو الإيطالي نجاح مهمة إبطال مفعول أنظمة الدفاع الجوي بعد مهمات نفذتها طائرات ’تورنادو’ كان هدفها التشويش على مواقع الرادار .

ووسط التباين الدولي حول العملية، قال البيت الأبيض بعد مشاورات بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيريه الفرنسي والبريطاني إن حلف شمال الأطلسي ينبغي أن يكون له دور أساسي في فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا .

وقال بن رودس المسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الرئيس تحدث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون . وأضاف ’أن حلف شمال الأطلسي ينبغي أن يقوم بدور أساسي هناك’ .

ميدانياً، أكد سكان أن ’مواجهات عنيفة’ وقعت خلال اليومين الماضيين في منطقة يفرن بين ثوار يسيطرون على المنطقة وقوات النظام الليبي، أدت إلى سقوط تسعة قتلى على الأقل، فيما أكد ناطق باسم الثوار في مصراتة أن 5 أشخاص بينهم 4 أطفال قتلوا ، بنيران قوات القذافي . وذكرت مصادر أن قوات القذافي تحاول السيطرة على بلدة زنتان في هجوم بأسلحة ثقيلة .

إلى ذلك، قال القذافي ان القوات الاجنبية التي تقود هجوما على حكومته سوف تهزم وينتهي مصيرها في مزبلة التاريخ وتوعد بمواصلة القتال

ووصف القذافي -في كلمة مقتضبة بالعاصمة طرابلس بثها التلفزيون الرسمي وقال إنها صور حية من باب العزيزية مقر إقامته- الهجمات التي تشنها قوات التحالف الدولي على قواته بأنها عدوان غير مبرر ومخالف لميثاق الأمم المتحدة. وقال إن كل شعوب العالم تقف إلى جانب الشعب الليبي.

وقال لحشد من أنصاره أظهرتهم الصور يلوحون بأعلام خضراء ’أنا لا أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى، ولا من الطائرات التي ترمي دمارا أسودا.. أنا صامد، بيتي هناك في خيمتي في المنتدى، أنا صاحب الحق اليقين، لا أهاب العواصف، وأنا جاهز للمعركة’.

وقال ’كل الشعوب تؤيدكم، المظاهرات في كل مكان، في أفريقيا في آسيا في أوروبا، في كل مكان’. وأضاف ’الذين ضدكم هم حفنة من الفاشيين من المجانين، حفنة صغيرة من الذين ستسقطهم شعوبهم التي هي ضدهم’.

وعقب إلقاء الكلمة تم إطلاق ألعاب نارية في العاصمة الليبية. وسمعت حشود أنصاره، وهي تهتف وتطلق النار في الهواء في وسط المدينة.