تشارك نحو 40 دولة في لندن اليوم الثلاثاء، في الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال حول ليبيا المكلفة القيادة السياسية للضربات التي باتت بقيادة حلف شمال الأطلسي، وإعداد مستقبل أفضل لليبيين.

وينعقد الاجتماع طوال يوم على مستوى وزراء الخارجية ويجمع الدول المشاركة مباشرة في العمليات العسكرية تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي ،1973 كما يشارك أصدقاء التحالف وعلى ما نأمل المجلس الوطني الانتقالي، حسب ما قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو.

وأضاف فاليرو هناك اليوم حالة طارئة دبلوماسية من اجل صياغة مشروع لليبيا . ويرمي ذلك إلى تجنب الانجرار عسكرياً وتفادي الخلافات بين من يدعم التدخل سياسياً .

وأشارت الخارجية البريطانية إلى أن الوقف الفوري لإطلاق النار وفرض حظر على الأسلحة ومنطقة حظر جوي وحماية المدنيين تبقى أهدافنا الحيوية . لكن المشاركين سيتطرقون كذلك إلى حاجات ليبيا ووسائل ضمان مستقبل أفضل لليبيين .

وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ إن مجنوناً أو كاذباً فحسب قد يجازف بتقدير مستقبل الأحداث .

لكن الواقع أن ’القذافي ونظامه خسرا أي شرعية’حسب الخارجية البريطانية التي لم تشرح السيناريوهات الممكنة لرحيله . ولم تؤكد رسمياً مشاركة المجلس الانتقالي .

برلين تنفي وجود خطة سلام ألمانية – إيطالية

إلى ذلك، نفت الحكومة الألمانية أمس، تكهنات حول وجود خطة سلام ألمانية - إيطالية للحل في ليبيا . وقال المتحدث باسم الخارجية أندرياس بيشكه في برلين إن بلاده في تبادل مستمر للمقترحات مع شركائها الدوليين وليس مع إيطاليا فقط . وأوضح أنه يوجد مقترحات مختلفة حول تسوية النزاع في ليبيا .

وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ذكر في وقت سابق أنه لا يريد محوراً ألمانياً -إيطالياً في تسوية النزاع الليبي .

وقال لمحطة ’راي أونو’ التلفزيونية الإيطالية ’يتعين علينا إيجاد حل يتقاسمه جميع الحلفاء وليس الدول الأربع الأوروبية الكبرى’. وأكد ضرورة تجنب أي انقسام في الاستراتيجية السياسية تجاه ليبيا .

وقال فراتيني إن المقترحات الإيطالية والفرنسية والألمانية ستطرح غداً (اليوم) في مؤتمر لندن، مشيراً إلى أنها تدور حول إيجاد حل مشترك لليبيا الجديدة بعد القذافي.

وذكر أن خروج القذافي إلى منفى سيكون خياراً مطروحاً لمناقشة المجتمع الدولي، وأضاف ’أشك في أنه يريد الرحيل، لكن يتعين على المجتمع الدولي الإصرار على ذلك’.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية موريتسيو ماساري أن بلاده بدأت تبادلا للأفكار والاقتراحات مع ألمانيا وأيضاً مع دول أخرى في شأن ليبيا.

وقال رصدنا تطابقاً بالنسبة إلى المبادئ الأساسية . نحن في مرحلة أولية . دعونا لا نتحدث عن خطط’. وأضاف ’بدأنا نتحدث مع شركائنا الأساسيين عن أفكار واقتراحات لبلورة توجه للمجتمع الدولي في مرحلة ما بعد القذافي’ .

ميدانياً، استأنف الثوار الليبيون بعد ظهر امس الاثنين زحفهم البطيء الى سرت بعد ان كانت قوات العقيد معمر القذافي تصدت لهم صباح امس واوقفتهم عند مدخل بن جواد.

وخلافا لتقدمهم السريع الاحد مستفيدين من الضربات الجوية للتحالف الدولي، لم يتقدم الثوار امس الاثنين سوى 40 كلم مع وصولهم الى بلدة رأس العوجة على طريق سرت ليصبحوا بذلك على مسافة نحو مئة كلم من هذه المدينة مسقط رأس العقيد القذافي.

وكان الثوار سيطروا الاحد على بن جواد بعد ان استعادوا مصب راس لانوف النفطي الذي يبعد عنها نحو 50 كلم شرقا في اطار زحفهم.

الا انهم تعرضوا صباح امس الاثنين لنيران رشاشات قوات القذافي التي جاءت في سيارات بيك اب واوقفت تقدم الثوار باتجاه سرت.

وعلى الاثر تراجع الثوار الى بن جواد قبل ان يردوا عليهم بالمدفعية الثقيلة. وقد أطلقوا قذائف مورتر وزخات من نيران مدافع آلية ثقيلة في اشتباكات متفرقة مع قوات القذافي أثناء تقدمهم غربا على الطريق الساحلي. وقال المعارضون إن كمائن متفرقة نصبتها قوات القذافي دفعتهم للتراجع لكنهم استعادوا مواقعهم فيما بعد.