يلقي الرئيس السوري بشار الاسد صباح اليوم الأربعاء كلمة هي الاولى له، منذ بدء موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سورية، ومن المتوقع أن يتطرق فيها إلى برنامج الاصلاح الذي وعدت به القيادة السورية لتهدئة الاحتجاجات، فيما سبقت وزارة الخارجية الامريكية خطاب الاسد وطالبته بتحقيق المزيد من التقدم بشأن الاصلاح السياسي والوفاء بحاجات وطموحات مواطنيه.

وصرح مسؤول سوري لوكالة فرانس برس الثلاثاء ’من المنتظر ان يقدم الاسد خلال كلمته برنامج الاصلاح’، الذي وعدت به السلطات السورية الخميس.

وتأتي كلمة الاسد بعد إقالة الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري وتكليفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة التي سيكون من مهامها البدء بتنفيذ برنامج الاصلاحات.

وجاءت الاستقالة المتوقعة استجابة للظروف التي مرت بها سوريا مؤخرا، كما بدت مقدمة لرغبة القيادة بإجراء إصلاحات على مستوى الحكم والتطلعات السياسية للسوريين. وبهذا انتهت مرحلة حكومة عطري التي استمرت منذ أيلول عام 2003 وحتى الأمس، وشهدت سبعة تعديلات وزارية، وقد اتسمت ’بإصلاحات اقتصادية’ أبرزها تطبيق التحول الاقتصادي من اقتصاد موجه، اشتراكي الهيئة، إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، كما الانفتاح المصرفي وتحرير التجارة وتوسيع دائرة الانتماء التجاري لسوريا مع محيطها عبر اتفاقيات التجارة الحرة.

إلا أن التعديلات المتعاقبة لم تستطع أن تحل مشكلة الفساد المستعصية، كما بقي الأداء الحكومي في مسائل عديدة مرتبطة بالاستثمار الخارجي والاتفاقيات الدولية باردا، والأمر ذاته في قضايا التنمية.

ولم ترشح أية أسماء لرئاسة الحكومة السورية المقبلة، فيما رجحت مصادر سورية مراقبة أن يتم تكليف أحد الوجوه السورية الشابة لرئاستها.

من جهة ثانية، تلقى الأسد اتصالا هاتفيا من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ’أعرب خلاله عن تضامن بلاده مع سوريا ووقوفها إلى جانبها قيادة وشعبا في وجه ما تتعرض له من محاولات للنيل من أمنها واستقرارها’.

وعمت المحافظات السورية مسيرات شعبية مليونية ’وفاء للوطن’ وتأكيدا على الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار ودعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الأسد.

وجاءت المسيرات ردا على الاحتجاجات المناوئة للحكومة التي انتشرت في أنحاء سورية منذ 15 آذارالجاري. وبحسب صحيفة القدس العربي أوضحت مصادر في المعارضة السورية أن كافة طلاب المدارس طلب منهم المشاركة في المسيرات المؤيدة للأسد.

ورفع المشاركون لافتات تدعو ’لاستقرار سورية كمصلحة وطنية وقومية’ وأخرى كُتب عليها ’لا للفساد نعم لمشروع الاصلاح’ كما رفعوا أعلاما سورية وصور الأسد، و’الله معك الشعب معك’.

ولم تشهد مدينة اللاذقية مسيرات بسبب استمرار المخاوف الأمنية وقلق الأهالي على خلفية أحداث شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، حيث خيّم التوتر والخوف مع أنباء عن مسلحين يجولون عبر سيارات يحمل بعضها لوحات مزورة، في أحياء محافظة اللاذقية ويُطلقون أعيرة نارية على المنازل وفي الشوارع أصيب على إثرها عدد من المدنيين وقُتل أكثر من ثلاثة.

كما شهدت مدينة درعا بحسب وكالة فرانس برس تظاهرة ضمت 300 شخص منادين بالحرية ومنددين بالطائفية، بحسب ناشط حقوقي.

وأضاف الناشط عبر اتصال هاتفي من درعا للوكالة أن المشاركين كانوا ينادون ’ثورة ثورة يا حوران’ و’حرية لا طائفية’ و’الله سورية حرية وبس’.

وأكد مثقفون وحقوقيون سوريون في بيان يحمل اسم ’العهد الوطني’، ضرورة ’بناء الدولة الديمقراطية المدنية’ و’احترام التنوع’ و’عدم استخدام العنف تحت اي ظرف كان’.

واكد موقعو البيان ضرورة ’السعي المشترك لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية الحديثة التي تضمن المساواة التامة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وحرية الافراد’.