الكاتب : نضال الخضري

ربما لأنها الأرض فإنها تتحول وفق ما نراها، وتنقلنا من "هم اقتلاع الزيتون" إلى قلق مختلف، فهي أرضو وجودنا مهما ابتعدت أو اقتربت، ومهما صورنا زمن انطلاق وعينا بها قريبا أو بعيدا، لكن تغلق كل الصور التي نراها داخل أو خارج فلسطين،، وفي قلب العشق والحرية أو وسط الاحتلال والخوف، فالأرض لا تنفصل عن مشاعر الإنسان، فهي ذاتنا حيث نبدأ وننتهي.

كم تختلف تلك الأرض التي نحكي عليها، وكم من المشاهد التي تحملها لنا، فنعرف أن المسألة ربما تتجاوز الجغرافية، فتلملم أشلاء عالمنا على إيقاع واحد ونشعر بأنني ننتقل على إيقاع الحياة بدلا من صور الاحتلال التي باتت قديمة ومكررة، فنحن أبناء الحياة ونبضها الذي يحمل كل الأصوات وربما يختزنها في الأرض.

هي معنا أم نحن معها!! هي فلسطين أم مصر ولبنان والعراق وسورية! في النهاية نتكور عليها مهما كان موقعها لأنها الأرض التي نوجدها عبر ذواتنا وليس فقط بقصائد الشعر أو بالصور التاريخية، فنحن نوجدها وفق مخيلتنا أو إبداعنا أو قدرة على مقاومة ما ينافي الحياة، فيوم الأرض ربما يتكرر كل عام لكنه في النهاية مستقر في القلب لأنه متحد مع ذواتنا.

نحن ويوم الأرض نبقى أو نستمر أو نتوقف، ولا توجد نهاية، فهناك حالة من عدم الاكتمال أو الوصول لطرف يشعرنا بأن الحياة يمكن أن تستقر على أرض بقيت فينا وبقينا فيها دون تحديد نقطة بداية لأن وعينا بالأرض أو وعينا بها لا يخضع لنظريات وافتراضات مسبقة.

يوم الأرض يمر وصوره تتحول بنا داخل الذاكرة وربما تسبح بنا باتجاه المستقبل، ففي اللحظات الحاسمة نعرف أننا لا نملك إلا الغد... لا نملك إلا الأرض.