شهدت مدن سورية أمس عددا من التظاهرات المتفرقة للمطالبة بإطلاق الحريات ما أسفر بحسب شهود وناشطين حقوقيين عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في دوما وحمص، قالت السلطات السورية إنهم سقطوا برصاص مجموعات مسلحة عملت على ترويع الناس وإثارة الفتنة، بينما أكد الناشطون أنهم سقطوا برصاص قوات الأمن.

ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر مسؤول القول ’بأن مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما بعد ظهر أمس الجمعة وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن’.

وأضاف المصدر’ أن الجهات الأمنية تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي’.

وقد أكد عدد من أبناء مدينة دوما بحسب الوكالة السورية’ أن مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة جالت في المدينة وقامت بترويع الناس وإطلاق النار عشوائيا في أماكن التجمعات’.

و قالت سانا أن مجموعة مسلحة قامت بإطلاق النار على تجمع للمواطنين في مدينة حمص مما أدى إلى مقتل فتاة في منطقة البياضة.

كما تعرض بعد ظهر أمس أحد الجنود المكلفين حراسة إحدى التشكيلات العسكرية بدرعا إلى إطلاق نار من قبل بعض الشبان المسلحين الذين حاولوا الاستيلاء على سلاحه فأصيب المجند في صدره إصابة بالغة وجرى تبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابة أحد المهاجمين وجرح آخرين.

من جهتها ذكرت وكالة فرانس برس أن الآلاف تظاهروا في مدينة درعا،أمام القصر العدلي مطالبين بإطلاق الحريات و’الوحدة الوطنية’، فيما قال ناشط سياسي يدعى أبو حازم لقناة ’العربية’ إنه لم تقع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.

وقال رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان رديف مصطفى إن ’المئات تظاهروا في القامشلي، وكذلك في عامودا مطالبين بإطلاق الحريات’. وأشار إلى أنها ’المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرات’ في هذه المنطقة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في 15 آذار الماضي، لافتا إلى ’عدم مشاركة الأحزاب الكردية فيها’.

وفي حي الصليبة في اللاذقية، تظاهر نحو 200 شخص من دون أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم، بحسب ما أعلن ناشط لوكالة فرانس برس.

وكانت سانا ذكرت أن ’عددا من المصلين خرجوا في بعض جوامع مدينتي درعا واللاذقية مرددين هتافات تحية للشهيد وتدعو لتسريع إجراءات الإصلاح’. وأشارت إلى عدم حدوث ’احتكاكات’ بين هؤلاء المصلين وقوى الأمن.

وذكرت أن ساحات عدد من الجوامع شهدت في بعض المحافظات عقب صلاة الجمعة تجمعات للمصلين الذين رددوا هتافات تدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا ووأد الفتنة.

دمشق تفرج عن المهندس المصري رضوان

وفي سياق متصل، أفرجت السلطات السورية أمس الجمعة ،عن المهندس المصري محمد أبو بكر رضوان بعد اعتقاله الأسبوع الماضي في سوق الحميدية. وأكد القنصل المصري في دمشق محمد الفيومي في تصريح لبي بي سي ان خبر الإفراج وقال ’إن المهندس محمد أبو بكر رضوان تم تسليمه إلى السفير المصري في دمشق اليوم’.

وكان التلفزيون السوري بث يوم الأحد الماضي اعترافا لـ رضوان، وهو من حاملي الجنسية الأمريكية ويعمل في شركات بترول سورية.

وتبين أنه سبق أن زار إسرائيل سرا حيث أقر بأنه كان يتلقى أموالا من الخارج لقاء إرسال صور ومقاطع فيديو عن سورية.

وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن السلطات السورية أفرجت عن أميركيين اثنين اعتقلا في دمشق مؤخرا. ورحب بالإفراج عنهما، بالرغم من انه أشار إلى أن السلطات الأميركية لم تتمكن من الاتصال بهما بعد.

وأدان البيت الأبيض الإجراءات العنيفة التي اتخذتها سوريا ضد المحتجين وحثت الرئيس الأسد على اتخاذ خطوات ملموسة بصورة فورية تجاه الإصلاح .

وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان ’الحكومة السورية لديها فرصة مهمة لتتجاوب مع الطموحات المشروعة للشعب السوري’، وأضاف ’العنف ليس الرد على شكاوى الشعب السوري’.

كما أفرجت السلطات السورية عن مراسل وكالة رويترز الأردني سليمان الخالدي بعد احتجازه ثلاثة أيام في دمشق، ولكن الوكالة لم تتمكن من الاتصال بالمصور خالد الحريري، وهو سوري ومقر عمله دمشق منذ اختفائه في العاصمة قبل أربعة أيام.

عادل سفر المرشّح الأوّل لرئاسة الحكومة

إلى ذلك، تناقلت وسائل الإعلام أسماء عدد من المرشحين لتشكيل الحكومة الجديدة ومن أكثر المرشحين لتولي الحكومة الجديدة في سورية هو وزير الزراعة في الحكومة المستقيلة عادل سفر، والذي جرى تداول اسمه قبل عام من الآن كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة ثم اختفى هذا الطرح مع تأجيل فكرة تشكيل الحكومة الجديدة.

ويعتبر سفر بحسب موقع الاقتصادي، أقوى المرشحين حالياً، يليه وزير الإدارة المحلية في الحكومة المستقيلة تامر الحجة، ومحافظ اللاذقية رياض حجاب الذي أثبت نشاطاً وحكمة في التعامل مع احتجاجات اللاذقية .

ومن الأسماء المرشّحة للبقاء في الحكومة وزير المالية محمد الحسين، وأسماء جديدة كمدير عام وكالة سانا للأنباء عدنان محمود كوزير للاعلام، وسميرة المسالمة رئيسة تحرير صحيفة تشرين كوزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل.

ومن المتوقع أن تكون من مهام الحكومة المنتظرة البدء بتنفيذ الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي أعلن عنها.

وكانت الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري قدمت استقالتها للرئيس الأسد يوم الثلاثاء الماضي على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المدن السورية وبشكل خاص الأحداث التي وقعت في محافظة درعا، وتم تكليفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة