أكدت تركيا أمس أنها تولي اهتماماً بأمن واستقرار و’رفاهية’ الشعب السوري بنفس القدر الذي توليه لشعبها و أنها لا يمكن أن تقبل أي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح في هذا البلد الصديق.

ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن المتحدث باسم الخارجية التركية القول ’إننا في تركيا نؤمن إيماناً راسخاً بمدى الاهتمام الذي توليه الدولة والقيادة في سورية لتلبية مطالب الشعب مجددا دعم أنقرة الكامل والقوي لما قدمه الرئيس بشار الأسد فيما يخص الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وثقتها التامة بأن القيادة السورية تقوم بدور ريادي في هذا المجال.

وأضاف البيان بحسب سانا ’انه لا يمكن لتركيا في ظل هذه المرحلة الدقيقة والحساسة أن ترضى أو تقبل إطلاقاً بأي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح في هذا البلد الصديق والشقيق’.

وقال إنه من الواضح أن سورية سوف تباشر في القريب العاجل برنامج الإصلاحات لتلبية آمال وتطلعات الشعب السوري.

وفي السياق، تسلم الأسد رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تتعلق بالتطورات الجارية في المنطقة ووقوف قطر إلى جانب سوريا في وجه ما تتعرض له من محاولات لزعزعة أمنها واستقرارها ودعمها الكامل للجهود التي تقوم بها القيادة السورية من أجل إفشال هذه المحاولات وبما يعود بالخير والنفع على الشعب السوري نقلها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري خلال استقبال الأسد له أمس، بحسب الوكالة السورية للأنباء.

بدورها أكدت حركة حماس أمس الوقوف الى جانب الشقيقة سورية بعدما نوّهت باحتضان سورية قيادة وشعباً المقاومة الفلسطينية في أحلك الظروف، إضافة الى صمود دمشق ’أمام كل الضغوط للتمسك بدعم نهج المقاومة’.

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الفرنسية أن قوات الأمن السورية قامت، أمس، بحملة اعتقالات واسعة غداة التظاهرات التي اندلعت في مدن سورية عدة شارك فيها الآلاف، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بحسب ناشطين حقوقيين .

ونقلت الوكالة عن عدد من النشطين السوريين القول إن السلطات شنَّت ’حملة اعتقالات’ في كل من درعا وحمص، وذلك على خلفية المظاهرات التي كانت قد شهدتها المحافظتان أول أمس الجمعة.

ففي درعا، قال ناشط حقوقي طلب عدم الكشف عن اسمه’ إن السلطات اعتقلت عدة أشخاص قُبيل تشييع قتيل في بلدة إنخل خلال مشاركته في تظاهرة كانت قد جرت في بلدة الصنمين في وقت سابق’.

وبحسب الناشط سيتم اليوم تشييع أحد شباب مدينة إنخل، والذي كان قد قُتل الجمعة على أيدي قوات الأمن أثناء مظاهرة في مدينة الصنمين’.

وقال ناشط حقوقي آخر للوكالة نفسها إنه تم اعتقال عدة أشخاص، من بينهم المهندس المعماري خالد الحسن، والمحامي حسان الأسود، وشخص آخر اسمه عصام المحاميد.

بدوره، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن ’بعض المحتجين قاموا بطلاء ثيابهم باللون الأحمر لتضليل الإعلام والإيهام بأنهم جرحى’.

وبث التلفزيون ظهر السبت في نشرته الاخبارية لقاءات أجراها مع ثلاثة من عناصر الأمن أفادوا أنه تم استهدافهم من قبل قناصة وراكبي دراجات نارية ملثمين أثناء تظاهرة الاحتجاج التي جرت في مدينة دوما الجمعة .

وقال أحد الجرحى ’بينما كنا في التظاهرة تعرضنا لإطلاق نار من قناص كان على سطح أحد الأبنية’ . وأشار آخر إلى استفزاز تعرض له ’من قبل شخص ملثم الوجه كان على دراجة نارية’ .

يذكر أن مصدرا سوريا مسؤولا كان قد قال الجمعة ’إن مسلحين أطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في بلدة دوما شمال دمشق، مما أدَّى إلى مقتل عدد منهم وإصابة العشرات من المدنيين وعناصر قوات الأمن بجروح’.

ونقلت وكالة سانا عن المصدر قوله: ’لقد اعتلت مجموعة مسلحة أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما بعد ظهر الجمعة، وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون فى المدينة، وكذلك على قوات الأمن’.