سوريا ليست مكاناً للعيش ، هي جغرافيا الحياة ... لا تدرك ( غلاوتها ) حتى يمسها سوء ، تكتشف أن دمعاً غصباً عنك يغزو عينيك ، تشعر أن روحك بدأت تتأرجح
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=28203&dir_id=42
سوريا ليست مكاناً للعيش ، هي جغرافيا الحياة ... لا تدرك ( غلاوتها ) حتى يمسها سوء ، تكتشف أن دمعاً غصباً عنك يغزو عينيك ، تشعر أن روحك بدأت تتأرجح
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&id=28203&dir_id=42
الكاتب : أنور بيجو
فجأة يخيفك ما يفترض أن يطمئنك .....
لأول مرة في سوريا أسمع عبارة( العيش المشترك ) قلت في نفسي : قيلت وعبرت ، في نفس اليوم أعيدت وأعيدت ، يا ناس ... هذه العبارة تخيفني ، وقد نخرت وما زالت ، حين أسمع الأخبار عن لبنان ، نخرت : لفظاً ومعنىً ، دهاليز أذنيّ ودماغي ، نفسي وعقلي .
وها هي العبارة وصلت إلى سوريا الشام ، حطت رحالها على لسان المواطن العفوي ، لكن أيضاً على لسان المفكر و( المثقف ) ، ، وعلى لسان المسؤول وغير المسؤول ، الفنان والأستاذ الجامعي ...... وكل ذلك في وسائل الإعلام ، صحفاً ومحطات فضائية وغيرها .....
حين وصلت العبارة إلينا ، ووالله ما شعرت بالغربة يوماً في وطني ، مع كل الأسباب الموجبة لها ... حين وصلت العبارة : شعرت بألم الغربة وكآبة ووحشة ليس لهما مثيل ... ركضت إلى هاتفي المحمول ، أرسل رسائل الرجاء : ( لا تقولوا العيش المشترك ، لا تقولوا هذه العبارة حتى لو كانت النوايا سليمة .. قولوا الحياة الواحدة .. وتمسكوا بهذه الحياة الواحدة .. ) .
لست فقيهاً في اللغة العربية التي أعشقها ، وربما لا أريد أن أكون ، أحب في اللغة أن أشعرها تنساب إلى روحي ، تتمهل عند كل منعطف حزين فيها : موسيقا ... وعند كل طريق فسيح فيها : قناطر عملاقة ، وعند كل تحد تواجهه : ابتسامة أم مطمئنة ..... أما حين أسمع عبارة ( عيش مشترك ) أشعر أن لا شيئ يجعلني مطمئناً ، بل أشعر أن روحي ، هي في الأساس ، ليست لي ، بل فيها عقد آجار ، أشعر أني مستأجر روحي وأحد ما يهددني بالإخلاء ، هي عبارة تؤكد وجود اثنين أو أكثر ، ومن هما أو هم حتى تميزا أو تميزوا ، من ذلك المستعجل فحكى عن الفسيفساء والموزاييك ؟؟ من قال أننا قطع مختلفة الأشكال والألوان تجانبت بعضها بعضاً برباط أو اتفاق أو عقد اجتماعي ( روسوي ) ، ومن قال أننا لوكنا كذلك ، نريد أن نبقى على هذا الشكل .... نحن لا يجمعنا المكان قطعاً متجاورة من أجل العيش ، نحن تجمعنا إرادة الحياة ، نموذجاً إنسانياً حضارياً واحداً خلاقاً ، أليس في إيماننا من العائشين أموات ومن الأموات عندنا أحياء ؟؟ فهل تريدون رابط العيش أم رابط الحياة ؟؟
قلبهم كاد أن يقع ، بل كاد أن يتوقف ، أولئك السوريون ، غير المجنسين منهم ، بل حتى المجنسون ، الذين ( يعيشون ) في بلاد الاغتراب ، يعملون وينامون ، يأكلون ويشربون يفرحون ويحزنون ......لكن تهتكت أرواحهم مع أول خبر عن سورياهم ، توقفوا عن النوم ، لم تعد لقمتهم سائغة ..... ظلوا ( عائشين ) لكنّ ( حياتهم ) كادت تستحيل .... فسورياهم في خطر ، لا الكلمات تطمئنهم ، ولا حلف الأيامين ... يتوسلون أن احرصوا على سوريانا ، أعيدوها لنا كما كانت ....
أناشدكم بقلب بريئ : أيها المسؤولون - كباراً وصغاراً - كونوا مواطنين ، أناشدكم بقلب يحترق : أيها المواطنون - كباراً وصغاراً - كونوا مسؤولين .... من أجل سوريا ، من أجل شهدائها ، من أجل أطفالها وأمهاتها ، من أجل الموسيقا في حنايا اسمها ، أناشدكم : صبراً صبراً لا انتظار ، فالصبر هو العقل ، والانتظار هو الاستسلام للمجهول ، لكن قطعاً لا تخبئ هذه الأيام سوى المجهول السيئ ، فمن لديه كلمة حق تهدئ العاصفة فليقلها دون إبطاء ، ومن لديه كلمة حق تزيد العاصفة هياجاً فليصمت عنها وليقبل أن يكون - من أجل سلامة سوريا - شيطان أخرس لو إلى حين ، فوالله سلامة سوريا هي الحق ، وكل ماعدا ذلك باطل ، ووالله كل الحافظين سلامة سوريا في النهاية هم ملائكة ، وكل الهاتكين جسدها الطاهرفي النهاية ذاتها ، شياطين .
سوريا ليست مكاناً للعيش ، هي جغرافيا الحياة ... لا تدرك ( غلاوتها ) حتى يمسها سوء ، تكتشف أن دمعاً غصباً عنك يغزو عينيك ، تشعر أن روحك بدأت تتأرجح ، تتأوه ، وتبدأ روحك بالرحيل .... لكن إلى أين ؟؟... وإذا كان هذا ما يصيبك وأنت على أرضها ، فماذا يفعل السوريون التاركين الرحيل يأخذ أجسادهم عن سوريا ... بل ماذا نفعل نحن بأرواحهم وأرواحنا إن أخطأنا بحق سورياهم / سوريانا .......
بقلم تييري ميسان
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
! ادعم شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير