(مشغول بالي عليك) هي الصورة التي ألاحقها لأننا نشعر أنك تهرب من أيدينا، وأعرف كم من الكسل حتى أصبحنا قابعين في نقطة واحدة ......
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=44&id=28257
الكاتب : نضال الخضري
لا أكثر ولا أقل... أحلام مزعجة... نهار متعب.. الخلاصة (مشغول بالي عليك) لأنني اكتشف جهلي بك فأنت وطن بلون عيون من أحب، تنتقل من طيف لآخر لكنك تبقى مجالي الذي أعشق به وأحب في جغرافيته تلك المناطق التي اكتشفها ثم أحنو على نفس كي لا أتفتت، فكل المدن وليدة لحظتي وكلها لا أشكل لها عندما تطل علي من مساحات الفضائيات التي أصبحت مرسومة على قلقي.
(مشغول بالي عليك) هي الصورة التي ألاحقها لأننا نشعر أنك تهرب من أيدينا، وأعرف كم من الكسل حتى أصبحنا قابعين في نقطة واحدة نراقب ما يجري ولا ندري كيف نسير وإلى أين، وأبقى في نفس الخط الذي رأيته قبل أعوام أتحرك أو نتحرك وقلنا خوف من أن نؤذيك بدلا من أن نجعلك مفاجأة للأجيال القادمة.
ألملم قلقي كل يوم ولا تزيدني المعلومات إلا فوضى، ولا تترك كلمات من حولي سوى رغبة باجتراح قفزات متتالية أرسمها بشكل افتراضي على أجيال لم تولد بعد، فهو ليس وطننا ومصيرنا، وليس جغرافيتنا فقط ولا مساحة حرية تعبيرنا وأمننا واستقرارنا.. هو لكل الوجوه القادمة او تلك التي رحلت لذلك أبقى مشغولة أبه أو مسكونة بصوره المبعثرة أمامي.
لم يعد الكلام يرضي ولا صفحات التواصل الاجتماعي قادرة على إطفاء حالة بسيطة من الإحساس بأن القادم يمكن أن نلمسه بثقة، لأننا أصبحنا في "حلم افتراضي" نكتبه دون أن ندري بأنه سيصبح وثيقة لمن بعدنا، فثوار "الفيس بوك" يمتلكون اليوم "صورة البوهيميون" الذين يتنقلون لكنهن لا يريدون أن يعفوا ما هي نقطة القادمة، ومساحة الإنترنيت هي في النهاية "جغرافية قلق" تضرب وجوهنا في كل لحظة.
عندما "ينشغل بالي عليك" أتحرك بخطوات نحلة شوشتها أمواج الهواتف النقالة ومحطات التقوية المزروعة في كل مكان، فأعرف أن الزمن الذي سيأتي علينا ابتداعه... اختراعه... خلقه من العدم كي يكنس الكثير من الأصوات والوجوه التي تبدو لنا وكأنها تحرص على الوطن، فتظهر على صور مختلفة ومختلطة.. فلا شهود العيان" قادرون على اختراق ما يجري ولا صفحات التواصل الاجتماعي يمكنها بلحظة لملمة الجميع، ولا حتى التصريحات التي تبدو وكأنها تحاول التقابل مع الروايات الافتراضية....
في زمن الحرب الافتراضية تسيل دماء وترتفع رايات الفضائيات... وفي نفس هذا الزمن نبحث عن الإبداع... عن "الخلق" الذي يمكن أن يتحرك ليس لإيجاد "بوصلة" توجه وتصوب، بل ربما لنسف الجهات الأربع واختراع "جهات جديدة" تجعل من الكذبة الكبرى تنهار فنستفيق على "تواصل" يضع وجهي أمامك بدلا من أطل عليك من خلال العالم الافتراضي... و (مشغول بالي عليك).