تصاعدت الأحداث في سورية أمس الأحد بعد إعلان مصدر رسمي مقتل ضابطان من الجيش في كمين مسلح تعرضت له وحدة من القوات المسلحة السورية على طريق عام بالقرب من مدينة بانياس.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا عن مصدر مسؤول القول بأن ’عدد شهداء الكمين المسلح الغادر الذي استهدف وحدة للجيش في بانياس بعد ظهر أمس ارتفع إلى تسعة شهداء بينهم ضابطان إضافة إلى عشرات الجرحى’ وذلك بسبب إطلاق النار من المجموعة المسلحة على سيارات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى الجرحى وإسعافهم.

وكان المصدر أعلن في وقت سابق عن تعرض وحدة للجيش على طريق عام اللاذقية طرطوس في منطقة بانياس لكمين نصبته مجموعة مسلحة كانت تتخفى شرقي الطريق بين الأشجار والأبنية ما أدى إلى استشهاد ضابط وإصابة آخر حالته حرجة إضافة إلى إصابة عدد من عناصر الوحدة.

وأشار المصدر إلى أن القوات الأمنية المختصة قامت بملاحقة عناصر المجموعة المسلحة لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.

رواية الشهود

وافاد ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، بان ’قوات الأمن أطلقت النار على محيط جامع الرحمن في اطراف بانياس، ما أسفر عن أربعة قتلى و15 جريحا على الاقل’، لافتا الى ’ان هؤلاء القتلى والجرحى موجودون في مشفى الجمعية في وسط المدينة’.

واضاف الناشط ’قد يكون هناك قتلى او جرحى اخرون في اماكن اخرى لم يتم نقلهم بعد الى المشفى’. واشار الى ان الجامع ’كان مركز موجة الاحتجاجات في المدينة’.

فيما اكد شهود اخرون ’وقوع ثلاثة قتلى 12 جريحا’، وأضاف احدهم ’انها مجزرة حقيقية، ان القناصة يطلقون النار بهدف القتل’.

في المقابل قال شهود عيان لـ سورية الغد فإن ’المتظاهرين’ خرجوا وهاجموا المشفى الوطني والمدارس بعد خطبة دعى فيها شيخ جامع النور’ للجهاد’، واطلقوا الرصاص بداية بشكل عشوائي على الكورنيش وهاجموا سيارات عمال مصفاة بانياس وقاموا بإحراقها وسيارات الاسعاف، ثم هاجموا عناصر الأمن السياسي في منطقة الكورنيش.

وامتلك ’المتظاهرون’ أسلحة مختلفة من قنابل وقناصة انتشرت في شوارع المدينة وداخل المدارس، وقاموا بحرق معظم المحال في مدينة بانياس، وبحسب شهود سورية الغد ’لا يكاد يهدأ إطلاق النار حتى يتجدد بعد تبادل كلمة سر معينة وهي ’الله أكبر’ من أحد الجوامع’، لافتين إلى امتلاكهم كما هائلا من الأسلحة المتطورة والقنابل..

وأفاد أهالي بانياس أن الأسماء التي ذكرها أحد شهود العيان ويدعى محمد احمد على قناة البي بي سي ووصفهم ’بالشبيحة’والقتل والقنص هم شبان عاديين مسالمين ومن ذوي العقل وممن بادروا لوأد الفتنة الطائفية في بانياس الجمعة الماضية.

مرتبة الشهادة لضحايا دوما

في غضون ذلك، منح الرئيس بشار الأسد مرتبة الشهادة لاثني عشر شهيدا سقطوا في دوما الأسبوع الماضي، وذلك خلال استقباله 17 من ذويهم أمس.

وبحسب مصادر مسؤولة ’اللقاء بين الرئيس الأسد والأهالي جاء في إطار التعزية أولاً، حيث اعتبر الرئيس الأسد كل من سقط من الشهداء وقال إن دماء كل سوري غالية علينا وكل السوريين متشابهون في هذا الإطار’، وأشارت المصادر بحسب صحيفة الوطن السورية إلى أن الأسد استمع لوجهة نظر الأهالي في الأحداث التي جرت في المدينة وما يمكن فعله مستقبلاً لتفادي النتائج التي حصلت، وأشار إلى أهمية تضافر الجهود بين الأهالي والسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان أمن المواطنين، كما أشار لاستمرار التحقيقات فيما جرى من أحداث، ومن جهتهم أبدى الأهالي ارتياحهم للجنة التحقيق ودعوا إلى ضرورة إعلان النتائج وعرضوا مطالب مختلفة منها ما هو معيشي، مؤكدين في السياق ذاته رفضهم للعنف والتخريب وحرصهم على استقرار مدينتهم وسورية.

وأشار الأسد إلى أن الاستجابة لبعض المسائل تأتي ضمن برنامج الإصلاح الشامل الذي شهد مؤخراً خطوات هامة وأن القرارات القادمة ستعود بالنفع على كل السوريين بمن فيهم أهالي دوما.

وقال عدنان الساعور وهو أحد مسؤولي اللجان الشعبية في دوما :إن الرئيس الأسد منح شهداء دوما خلال الأحداث الأخيرة البالغ عددهم اثني عشر شهيدا لقب وسام الشهادة أي أن يتم معاملتهم معاملة الشهيد ومنح جميع الحقوق المادية والمعنوية لأسرهم ودفع التعويضات المادية اللازمة.

ونقل الساعور عن ذوي الشهداء بعد انتهاء اللقاء، أن الرئيس الأسد أمر بالإفراج عن 191 موقوفاً من أبناء دوما، 18 منهم تم توقيفهم إثر تظاهرات الجمعة الماضي و180 أوقفوا منذ الجمعة قبل الماضي، إضافة إلى تقديم العلاج الطبي لجميع الجرحى والمصابين في المشافي العامة والخاصة وتأمين سيارات إسعاف خاصة لنقل الجرحى على نفقة الدولة.

وشيع أهالي دوما أمس الشهيد ماجد كلس بعد صلاة العصر في جو ساده الهدوء النسبي ضمن هتافات تطالب بالحرية وتدعو للشهيد الذي سقط على إثر إطلاق رصاص خلال دخول أشخاص من خارج المدينة بعد الانتهاء من التظاهرة السلمية بعد صلاة الجمعة، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالات شغب استشهد فيها الكلس ورجل شرطة من أهالي درعا يدعى يوسف الغزالي، ليصبح عدد شهداء الذين سقطوا في دوما 12 شهيدا تسعة منهم من دوما واثنان من عربين وواحد من سقبا.

وفي السياق، شيعت المحافظات السورية أمس عدداً من شهداء قوات الشرطة والأمن الذين استهدفهم رصاص المجموعات المسلحة في درعا واللاذقية يوم الجمعة الماضي وسط تأكيد المشيعين على التمسك بحماية الوطن وعزته والوحدة الوطنية.

وكانت درعا شيعت ظهر السبت 10 من شهدائها سقطوا الجمعة، ثم شيعت عصراً اثنين آخرين بجنازة شارك فيها أكثر من 50 ألف مشيع ودون أي مشاكل، بينما شيع عدد من مدن وبلدات المحافظة شهداءها وعرف منها حالة في كل من الكرك ومزيريب وتسيل ونعيمة.

ووسط هذه الأجواء ذكرت قناة ’الإخبارية السورية’ أنه جرى تحويل محافظ درعا السابق فيصل كلثوم ورئيس فرع الأمن السياسي السابق العميد عاطف نجيب للقضاء لمحاسبتهما فيما نسب إليهما من أهالي درعا.

وكان الرئيس الأسد أعفى كلثوم من منصبه في 23 آذار الماضي وعين بدلاً منه محمد الهنوس في الرابع من نيسان الجاري.

إلى ذلك، قالت سانا أنه أهالي منطقة البرامكة في دمشق تمكنوا أمس،و بمساعدة المارة أمام كلية الهندسة المدنية من القبض على شخص يحاول مهاجمة عدد من الطالبات المحجبات وينتزع حجابهن، بينما كان شخص آخر يصور هذه المشاهد.

وتم تسليم الشخص بحسب الوكالة السورية، للجهات الأمنية المختصة للتحقيق معه وكشف ارتباطاته