لكن من حيث لا يدري أحد وفجأة دوى انفجار قوي، واضح أنه محسوب لترك أثر على المستوى السياسي. الرئيس البيلاروسي وصل على الفور إلى مكان الحادث ووضع باقة زهور على روح الضحاي .....
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=39&id=28305
لكن من حيث لا يدري أحد وفجأة دوى انفجار قوي، واضح أنه محسوب لترك أثر على المستوى السياسي. الرئيس البيلاروسي وصل على الفور إلى مكان الحادث ووضع باقة زهور على روح الضحاي .....
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=39&id=28305
الكاتب : طه عبد الواحد
تفجير مينسك استهداف للاتحاد الجمركي؟
قال المعلق السياسي في "نوفوستي" دميتري بابيتش أن التفجير الذي وقع في مترو العاصمة البيلاروسية مينسك " جاء أكثر من حادث غير عادي للمواطنين البيلاروس. وفي الواقع فإن الحادثة أكثر من مجرد مؤلمة وخطيرة، إذ دوى التفجير في أوج النهار ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، ناهيك بترويع الآلاف الذين كانوا في محطة المترو حينها، وفي البلاد الآمنة عموماً. أما الخطورة فتعود إلى أنه لم يسبق وأن شهدت بيلاروس مثل هذا التفجير. وأكبر عمل تفجيري كان ذلك الذي حدث صيف عام 2008 عندما انفجرت عبوة ناسفة يدوية التصنيع في عبوة بلاستيكية وتسببت بإصابات إلا أنها لم تؤدي إلى مقتل أي شخص. دون ذلك معروف أن جمهورية بيلاروس هي القطعة الأكثر أماناً من بين الجمهوريات السوفييتية السابقة وخالية من أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب.
لكن من حيث لا يدري أحد وفجأة دوى انفجار قوي، واضح أنه محسوب لترك أثر على المستوى السياسي.
الرئيس البيلاروسي وصل على الفور إلى مكان الحادث ووضع باقة زهور على روح الضحايا. الآن ينتظر عمليات بحث وتحقيقات واسعة، مع العلم أن السلطات الأمنية أخذت بصمات 1.3 مليون مواطن على خلفية تفجير عام 2008، في بلد لا يزيد عدد سكانها عن 10 مليون، ومن هنا يمكن توقع سرعة وكثافة التحقيقات والبحث لتحديد هوية الفاعلين وأسباب إقدامهم على مثل هذا العلم الإجرامي. "سأطالب بكل حزم. لن أسمح بدخول الإرهاب إلى البلاد" هذا ما قاله الرئيس البيلاروسي.
وفي نتائج أولية للتحقيقات أعلن جهاز الأمن البيلاروسي صباح يوم (12/4/2011) ذكرت "نوفوستي" أن المحققين توصلوا إلى معرفة أحد المنفذين المحتملين لتفجير محطة مترو "أوكتيابرسكايا" في وسط مينسك عاصمة جمهورية بيلوروسيا في ساعة الذروة مساء الاثنين (11/4/2011)، التي تقع على بعد نحو 100 متر من مقر عمل رئيس الجمهورية، وبدءوا البحث عنه. وفي رواية غير رسمية قد يكون تفجير المترو في مينسك رداً ثأرياً من قبل جورجيا (جمهورية جورجيا) على قرار السلطات البيلاروسية بعدم إعفاء الجورجيين من الدخول إلى بيلاروس بتأشيرة دخول، وفق إفادة صحيفة "موسكوفسكييه نوفوستي".
ومن جهة أخرى قال مسؤول أمني بيلاروسي سابق اسمه "فاليري كوستكو" لصحيفة "كوميرسانت" إن قوى ترى لها مصلحة في زعزعة استقرار بيلاروس قد تقف وراء هذه الجريمة، مشيرا إلى أنه يعتقد أن هذه القوى لا تمت بصلة إلى معارضين للرئيس لوكاشينكو. وقال خبير أمني بيلاروسي آخر لصحيفة "كوميرسانت" إنه لا يستبعد تورط "القوى الخارجية الساعية إلى زلزلة الأوضاع في بيلاروس" في هذا الحادث. واستبعد وزير الدفاع البيلاروسي السابق بافل كوزلوفسكي في معرض حديثه عن هوية هذه القوى أن تكون أية جهة بولندية أو روسية وقفت وراء هذه الجريمة.
في الغضون يرى بعض الخبراء إن الهدف من توجيه ضربة للأمن والاستقرار في بيلاروس ليس موجهاً ضد بيلاروس بحد ذاتها، بقدر ما قد يكون رسالة تحاول بعض الجهات إيصالها إلى روسيا شريكة بيلاروس في الاتحاد الجمركي، والتي طلبت من مينسك مؤخراً تبني معايير تأشيرات دخول مشتركة موحدة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الجمركي، في إشارة إلى فرض روسيا تأشيرات دخول على بعض الجمهوريات السوفييتية السابقة، والتي يمكن لمواطنيها دخول الأراضي البيلاروسية دون تأشيرات دخول. ولما كان العمل بقوانين الاتحاد الجمركي قد بدأ، ويعني إزالة كل نقاط التفتيش الحدودية بين دول الاتحاد الجمركي، فإن أعداداً كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين تمكنوا من دخول الأراضي الروسية دون أي عقبات بعد دخولهم إلى بيلاروس. هذا في التفاصيل. وفي العموم يمكن القول إن دولاً مجاورة وربما قوى خارجية، غير راضية عن تشكل الاتحاد الجمركي، قررت اللجوء إلى زعزعة أمن بيلاروس، لتظهر بأن منطقة الاتحاد الجمركي غير مستقرة أمنياً، وهذا سيكون له انعكاساته السلبية دون شك على السياسة الاقتصادية الخارجية لدول الاتحاد الجمركي.
وما يعزز وجهة النظر القائلة بأن التفجير يستهدف في واقع الأمر توجيه ضربة للاتحاد الجمركي تزامن هذا العمل الإرهابي مع توجه رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين إلى أوكرانيا، حيث يجري محادثات مع قيادتها، لاسيما في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، والبحث في إمكانية انضمام أوكرانيا إلى هذه المنظمة الاقتصادية الإقليمية الواعدة. كما تزامن التفجير في مينسك مع أبناء من قرغيزيا حول دراسة القيادة في هذه الجمهورية لفكرة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي قريباً.
وبغض النظر عن القرار الأوكراني أو القرغيزي بالنسبة للعضوية في الاتحاد الجمركي، فالواضح اليوم أن المنظمة أصبحت محط أنظار واهتمام الجوار القريب والبعيد، وتعد بأن تلعب دوراً هاماً ورئيسياً ومؤثراً في عمليات التكامل الاقتصادي في الفضاء السوفييتي السابق، كما سيكون لها حجمها ومكانتها وتأثيرها على المستويين الإقليمي والدولي إلى جانب منظمات دولية عملاقة مثل منظمة التجارة العالمية. ولا يُستبعد أن يفرض الاتحاد الجمركي قواعد تجارية جديدة مختلفة عن تلك التي تمليها منظمة التجارة العالمية على دول العالم.
إن الاهتمام المتزايد بمنظمة الاتحاد الجمركي واحتمال انضمام عدد كبير من الجمهوريات السوفييتية السابقة إلى صفوفه، مع كل ما تملكه من ثروات، لاسيما النفط والغاز، إضافة إلى شغل معظمها مواقع هامة وحساسة على طرق التجارة العالمية، وبين أوربا والجمهوريات السوفييتية بالدرجة الأولى، عوامل تسبب القلق لمراكز قوى اقتصادية عالمية كبرى، ترى في جغرافيا دول الاتحاد الجمركي ضمن بنيته الحالية (روسيا-بيلاروس- كازاخستان)، وجغرافيا الدول التي يُتوقع أن تنضم إليه في المستقبل القريب منطقة مصالح حيوية له، وترفض هذه المراكز السماح بقيام أي شكل من أشكال التكامل الاقتصادي في المنطقة تهدد مطامعها وخططها لفرض النفوذ على حوض قزوين ومنطقة آسيا الوسطى. لذلك من غير المستبعد أن تكون قوة خارجية ما، بالتعاون مع دولة مجاورة قريبة من بيلاروس قد قامت بعملية التفجير في مترو مينسك، ليصل صداه إلى مراكز القرار في عواصم دول الاتحاد الجمركي الأخرى، وإلى موسكو بالدرجة الأولى. وكأن الأمر رسالة تحذير تقول: لن نسمح لكم بتكامل اقتصادي يهدد سياساتنا للمنطقة، ويحول دون نهبنا لثرواتها.
بقلم تييري ميسان
تييري ميسان: أهمّ خبير جغرافيا سياسية على الإنترنت عالمياً
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم بسام صباغ, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير