أعلن مصدر رسمي أن الرئيس بشار الأسد سيلقي اليوم كلمة خلال ترؤسه لأول جلسة للحكومة الجديدة، سيبثها التلفزيون الرسمي بعد ظهر اليوم.فيما دخلت الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإطلاق الحريات العامة ورفع حالة الطوارىء شهرها الأول.
وقال المصدر الرسمي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن الأسد ’سيترأس أول جلسة للحكومة بعد أن تؤدي القسم أمامه وسيلقي كلمة توجيهية أمام أعضاء الحكومة’ خلال الجلسة.
وأشار المصدر إلى أن ’الكلمة سيتم بثها بعد ظهر اليوم’ على التلفزيون الرسمي.
هذا وكانت عدة مدن سورية شهدت أمس، تظاهرات احتجاجية للمطالبة بالحرية،وإلغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد.
و بحسب مراقبون سدت قوات الأمن السورية المدخل الشرقي لساحة العباسيين في دمشق في مسعى لمنع مئات المتظاهرين من الوصول إلى الساحة والاعتصام فيها.
وقد وصل المتظاهرون بحسب وكالات الأنباء وشهود العيان إلى نقطة تبعد عشرات الأمتار من الساحة رغم استخدام قوات الأمن الهراوات والغاز المسيل للدموع في محاولة لوقف وصول المتظاهرين المطالبين بالحرية الى الساحة.
وكان المتظاهرون قد انطلقوا من بلدة دوما عقب صلاة الجمعة في تظاهرة كبيرة انضم إليها اثناء تقدمها المتظاهرون من القرى والبلدات الأخرى بحيث بلغ عددهم عشرات الالاف.
ونقلت فرانس برس عن ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه أن’قوات الأمن فرقت بالقوة نحو ألفي متظاهر قدموا من دوما وعربين وحرستا بينما كانوا يهمون بدخول دمشق في حي جوبر. وأضاف الناشط أن ’القوات قامت بتفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات وإطلاق قنابل مسيلة للدموع’.
وفي المنطقة الشرقية جرت تظاهرات للأسبوع الثاني في مدن عدة، وقال الناشط الحقوقي حسن برو إن ’أكثر من 5 آلاف شخص خرجوا للتظاهر في القامشلي وساروا من جامع قاسمو باتجاه دوار التمثال في جنوب المدينة وهم يحملون أعلاما سورية ولافتات’ . وأشار إلى أن اللافتات كتب عليها (لا كردية لا عربية بدنا وحدة وطنية) و(من القامشلي لحوران الشعب السوري ما بينهان) . كما رددوا هتافات تنادي بالحرية والتضامن مع بانياس ودرعا.
وفي حمص، نقلت الوكالة عن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة أن ’نحو أربعة آلاف شاركوا في التظاهرة بعد صلاة الجمعة وهم يهتفون (حرية حرية)’ وأضاف طيارة أن’ قوات الأمن تدخلت بعد نحو ساعة من اندلاع التظاهرة وفرقت المتظاهرين بالهراوات’.
وفي مدينة بانياس تجمع نحو 1500 شخص أمام جامع أبوبكر بعد أن أقاموا صلاة الغائب على أرواح (شهداء) الأسبوع الماضي. وهتف المشاركون ’حرية سلمية’ و’بالروح بالدم نفديك يا شهيد’ .
وفي اللاذقية، تجمع نحو ألف شخص في ساحة أوغاريت في مركز المدينة للمطالبة بإطلاق الحريات. وفي حلب خرج المئات من أبناء المدينة في تظاهرة تضامنية مع أبناء درعا وبانياس من أمام المسجد الكبير في المدينة، وهتفوا للحرية والتضامن والوحدة الوطنية، وطالبوا السلطات السورية بالإسراع في تنفيذ الإصلاحات المعلنة .
في المقابل، ذكرت وكالة الانباء الرسمية سانا ان ’مجموعات متفرقة من المواطنين خرجت الى الشوارع في عدة مناطق من المحافظات عقب صلاة الجمعة ورددوا هتافات تنادي لسوريا والحرية والشهيد دون تدخل من القوى الامنية’، مشيرة الى انه ’لم تحدث أعمال شغب او تخريب’.
ونقلت الوكالة عن مراسليها في المحافظات ان ’معظم هذه التجمعات انفضت بعد وقت قصير وساد الهدوء والحياة الطبيعية في الاحياء السكنية ولم تسجل اعتداءات على الممتلكات العامة أو الخاصة’.
وبحسب المشاهد التي بثها التلفزيون السوري فقد جرت تظاهرات في اللاذقية ودوما ودير الزور شارك فيها مئات الاشخاص.
نفي سوري لاتهامات واشنطن بتلقي مساعدة من إيران لقمع الاحتجاجات
وفي السياق، نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية الاتهامات الأمريكية للنظام السوري بتلقي مساعدة من إيران لقمع الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها مدن سورية عدة . وقال المصدر إن ما أدلى به متحدث في الخارجية الأمريكية من أن هناك أدلة على أن إيران تساعد سوريا في قمع الاحتجاجات اتهامات ’لا صحة لها إطلاقاً وإذا كان لدى الخارجية الأمريكية أدلة فلماذا لا تعلنها’.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قال، أول أمس، رداً على سؤال عما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال حول تلقي سوريا دعماً من إيران لقمع الاحتجاجات نعتقد أن هناك معلومات ذات مصداقية حول تقديم إيران مساعدة لسوريا في قمع التظاهرات وهذا أمر مقلق فعلاً . وأضاف إذا كانت سوريا تطلب من إيران المساعدة فلا يمكنها الحديث جدياً عن إصلاحات.
تسلسل زمني لاحتجاجات سوريا
و دخلت الاحتجاجات المطالبة باطلاق الحريات ورفع حالة الطوارىء في البلاد شهرها الأول
وانطلقت الاحتجاجات في سوريا يوم 15 آذار 2011 بمظاهرات صغيرة في دمشق سرعان ما امتدت إلى درعا جنوبي البلاد ومنها إلى مدن وبلدات أخرى كثيرة.
في 18 آذار فرق الأمن مظاهرات في المسجد الأموي بدمشق، وفي حمص، وفي بانياس وفي درعا. وتواصلت الاحتجاجات في درعا فيما اتهم الأمن عصابة مسلحة بالاعتداءات التي حصلت على المواطنين في درعا
في 25 آذار تم اطلاق سراح 260 سجينا سياسياً من سجن صيدنايا.
في 27 آذار أعلنت بثينة شعبان مستشارة الأسد أن السلطات اتخذت قرارا برفع قانون الطوارئ الساري منذ 1963. وبعد يومين أعلنت الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري استقالتها. في 30 آذار وفي أول خطاب له منذ بدء الاحتجاجات، تحدث الأسد عن مؤامرات خارجية سعت إلى استغلال الثورات العربية. موضحاً ان المضي قدما في الاصلاحات يحتاج إلى السرعة لا التسرع .
وتم الإعلان عقب كلمة الرئيس عن تشكيل ثلاث لجان لدراسة أوضاع الأكراد في البلاد، وبحث قانون الطوارئ، وبدء التحقيق في مقتل محتجين في درعا واللاذقية.
في 1 نيسان امتدت التظاهرات إلى دوما في ريف دمشق مع استمرارها في اللاذقية، وبانياس، ودرعا، والصنمين، وعامودا، ورأس العين، وقتل خلال هذه التظاهرات عشرات المتظاهرين برصاص الأمن، بينما اعتقل آخرون. في 3 نيسان تم تكليف عادل سفر بتشكيل حكومة جديدة خلفاً للحكومة المقالة.
وكان الأسد أصدر مرسوما في 7 من نيسان منح بموجبه الجنسية السورية للمسجلين في سجلات الأجانب في محافظة الحسكة وإطلاق 24 معتقلا كرديا من مدينة الرقة.
وفي 15 نيسان وبالتزامن مع لقاء وجهاء مدينة درعا وحمص وحلب، أمر الأسد بإطلاق سراح جميع المعتقلين خلال المظاهرات المطالبة بالحرية، واستثنى من ارتكبوا جرائم ضد الوطن والوطنية.
وتأتي الخطوات الجديدة التي أعلن عنها الأسد في إطار حزمة من الإجراءات التي تتخذها القيادة السورية لتلبية مطالب المحتجين بالإصلاح والحرية والديمقراطية.