لم يمنع إصدار المراسيم التشريعية أول أمس الناس من الخروج مجدداً إلى الشوارع السورية للمطالبة باصلاحات جذرية، وهم يهتفون ’لا سلفيون ولا اخوان، نحن طلاب حرية’. فيما تحدث نشطاء وشهود عيان عن مقتل وإصابة العشرات خلال المظاهرات.
وشملت المظاهرات عدة مناطق في محيط دمشق، ومدنَ حمص ودرعا وبانياس والقامشلي والسلمية والكسوة واللاذقية ومناطق أخرى، ورُفعت لافتات تطالب بالحرية والغاء المادة الثامنة من الدستور، في يومِ احتجاج أطلق عليه الناشطون على الفيسبوك ’الجمعة العظيمة’.
وذكرت منظمة العفو الدولية، في بيان، أن أكثر من ’75 شخصا على الأقل لقوا هتفهم في سوريا خلال تظاهرات الاحتجاج ’ونقلت وكالة فرانس برس، عن ناشطين حقوقيّين وشهود عيان قولهم إن أكثر من 70 شخصاً قُتلوا وأُصيب العشرات في عدة مدن سورية.
وبحسب المصادر نفسها، سقط 14 قتيلاً على الأقل في مدينة إزرع في محافظة درعا بينهم رجل مسن تجاوز السبعين من عمره وطفلين في السابعة ولعاشرة،وقتيل في منطقة الحراك في المحافظة نفسها، بينما قُتل تسعة آخرون في ضاحية دوما القريبة من دمشق، وقتيل آخر في حرستا المجاورة لها، كذلك قُتل أربعة أشخاص في حمص واثنان في اللاذقية واثنان أيضاً في حماة، كما أفادت المصادر. وسقط العديد من القتلى في مناطق ضمن العاصمة دمشق، عرف منهم ثلاثة في المعضمية واثنان في البرزة.
سانا: مظاهرات محدودة رغم الحملة التحريضية
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) الى وقوع ’بعض الإصابات خلال الاشتباكات’. ولفتت الى حدوث الإصابات عندما ’تدخلت قوات الأمن جزئياً في حرستا والحجر الأسود وفي حماة والقامشلي بواسطة خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع لفض إشكالات وقعت بين المتظاهرين وبعض المواطنين’.
وذكرت أنّ ’تظاهرات محدودة خرجت في عدد من المحافظات’، وذلك على الرغم من ’الحملة التحريضية الواسعة التي تتعرض لها سوريا’.
وتفاوت عدد المتظاهرين بحسب مراسلي الوكالة من مدينة إلى أخرى، حيث سجلت بعض مناطق ريف دمشق ومحافظات حماة ودير الزور والحسكة وبانياس تجمعات لأعداد محدودة من المواطنين عقب صلاة الجمعة هتف المشاركون فيها للحرية والشهيد. وأضافت إن ’مدينة درعا شهدت تظاهرة شارك فيها الآلاف هتفوا للحرية والشهيد’.
ونقلت الوكالة عن وزارة الداخلية حضّها ’المواطنين على عدم التظاهر إلا بعد الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة، وذلك تطبيقاً لقانون التظاهر السلمي الذي أصبح معمولاً به في البلاد، وحرصاً على ضمان سلامة المتظاهرين، وممارسة هذا الحق على نحو حضاري’.
واشنطن تراقب عن كثب
وأدانت حكومات غربية العنف الذي استخدمته السلطات السورية بحق المتظاهرين،وطالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الحكومة السورية وقف استخدام القوة ضد شعبها.
وفي واشنطن، دعا المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، الحكومة السورية إلى ’التوقف والكف عن استخدام العنف ضد المحتجين’ والوفاء بوعود الإصلاح، معرباً عن أسفه لاستخدام العنف.
وأعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن العنف في سوريا، ودعا الحكومة السورية وكافة الأطراف إلى وقف الاضطرابات. وقال كارني ’نستنكر استخدام العنف’، مضيفا إن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تدعو السلطات السورية إلى ’التخلي عن استخدام العنف ضد مواطنيها’ والبدء بتنفيذ الإصلاحات.
يذكر أن المراسيم التي وقعها الرئيس بشار الأسد يوم الخميس الماضي رفعت حالة الطوارئ، وألغت محكمة أمن الدولة العليا وهي محكمة استثنائية لم تكن واردة في الدستور السوري، ونظمت حق التظاهر السلمي للمواطنين، بوصفه ’حقاً من حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها الدستور.’