تضاربت التقارير بشأن عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال تشييع شهداء يوم الجمعة في سوريا، وفي ظل عدم إمكانية التأكد من الأرقام من مصادر رسمية أو مستقلة، قال نشطاء أن ما لا يقل عن 12 شخص سقطوا أمس خلال مشاركتهم بتشييع شهداء يوم الجمعة. وبهذا العدد الجديد من الشهداء بلغ إجمالي من سقط خلال الجمعة والسبت بلغ اكثر من 100شهيد.

في المقابل أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا مقتل خمسة من عناصر الأمن وجرح خمسة آخرين في هجوم لمن وصفتهم بـ ’مجموعة إجرامية مسلحة’ في ريف درعا.

وعلى خلفية هذه الأحداث، استقال نائبان في مجلس الشعب عن محافظة درعا إضافة إلى مفتى المحافظة احتجاجا على قتل المتظاهرين.

وأعلن النائبان خليل الرفاعي وناصر الحريري، أمس، استقالتهما من مجلس الشعب مباشرة عبر قناة ’الجزيرة’ . وقال الحريري :أدعو الرئيس بشار الأسد إلى التدخل’ . وأضاف أن عضويته بالبرلمان ليس لها معنى إذا كان لا يستطيع حماية شعبه .

وقال الرفاعي ’أعلن استقالتي من مجلس الشعب لأنني لم استطع حماية شعبي’. وأعلن مفتي درعا رزق عبد الرحيم أبازيد استقالته مباشرة عبر ’الجزيرة’ . وقال ’لا بد من تلبية جميع الطلبات’ التي يريدها الشعب السوري الذي خرج الى الشوارع .

وكانت صحيفة الوطن السورية كشفت في عددها الصادر اليوم أن مطالب أهل درعا بعد هذه الأحداث باتت تنص على ’محاسبة من يطلق النار على المتظاهرين، وتعديل الدستور، وتحديد الفترات الانتخابية، وإقرار قانون الأحزاب، والعفو عن المعتقلين السياسيين’.

دمشق تنتقد تصريحات أوباما

إلى ذلك، انتقدت دمشق تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الأوضاع في سوريا،و نقلت سانا عن مصدر رسمي القول ’إن سوريا سبق لها أن نفت ما روجت له الإدارة الأمريكية عن الاستعانة بإيران أو غيرها في معالجة أوضاعها الداخلية’، مستغرباً إصرار واشنطن على تكرار هذه الادعاءات، الأمر الذي يشير إلى عدم المسؤولية، وإلى أن ذلك جزء من التحريض الذي يعرّض أمن مواطنينا للخطر.

وعبر المصدر بحسب الوكالة السورية عن الأسف لصدور البيان، كونه لا يستند إلى رؤية موضوعية شاملة لحقيقة ما يجري.

من جهتها، نقلت قناة العالم الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمانبرست قوله ’نرفض هذه التصريحات (أوباما). سياستنا الخارجية واضحة جداً. لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى’. وانتقد استخدام القوة ضد المتظاهرين.

وكان أوباما انتقد، أمس، استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا، متهماً السلطة بالسعي للحصول على مساعدة إيران لقمع التحركات الاحتجاجية.

الجعفري يرفض التحريض الأميركي البريطاني

وفيما رفض مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ما أسماه ’التحريض الأمريكي البريطاني ضد سورية المرتبط بأجندات لا علاقة لها بالإصلاح لا من قريب ولا من بعيد’. أدانت فرنسا ’القمع العشوائي والعنيف’ للاحتجاجات في سوريا’، ودعا وزير خارجيتها آلان جوبيه السلطات السورية إلى التخلي عن استخدام العنف.

كما أدانت إيطاليا بشدة قمع التظاهرات، مشددة على ’ضرورة احترام حق التظاهر سلميا’.

من جانبها دعت روسيا السبت إلى تسريع الإصلاحات في سوريا، وأعربت عن قلقها من تصاعد التوتر والمؤشرات إلى مواجهات تتسبب في معاناة أبرياء.

من جهته طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جيرزي بوزك السلطات السورية بتلبية تطلعات الشعب المشروعة، وفتح تحقيق مستقل في أحداث ’القتل’ التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة.

وإذ شدد بوزك على أن ما سماها الحملة العنيفة على المتظاهرين السلميين في سوريا غير مقبولة’، أشار إلى أن الشعب عبر عن مطالبه بكل وضوح، وأن أي شكل من أشكال العنف ضد المتظاهرين السلميين يجب أن يتوقف.

كذلك أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة استخدام العنف ضد متظاهرين سلميين في سوريا، داعيا إلى وقفه فورا وإجراء تحقيق مستقل شفاف