نقلت بعض المصادر الحقوقية أن أربعة أشخاص سقطوا وأصيب عشرات آخرون بجروح، أمس، في مدينة جبلة بعد أن أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين حسب بعض الروايات، فيما قالت مصادر رسمية أن مسلحين أطلقوا النار على تظاهرة فسقط عدد من المواطنين.

فيما وردت أنباء عن اقتحام مدينة درعا فجر اليوم بمدرعات الجيش، وسمعت حسب بعض المصادر أصوات إطلاق نار مكثف، وسط تأكيدات شهود عيان سقوط قتلى، بعد ان بدأ الجيش بإطلاق النار في الشوارع، قبل أن يقطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية، وقد بث نشطاء سوريون على مواقع الإنترنت صورا لسحب دخان تلف المدينة، كما سمعت صوت إطلاق رصاص كثيف.

وفي السياق، نقلت وكالة فرانس برس عن شاهد عيان وناشط حقوقي القول ’إن مجموعة من القناصة ورجال الأمن أطلقوا النار في شوارع جبلة بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ إلى المدينة للاستماع إلى مطالب السكان. وأضاف ’ان جبلة كانت هادئة ومستقرة صباحاً (أمس)، والحياة تجري بصورة طبيعية حيث زارها المحافظ وقابل وجهاءها في جامع الايمان واستمع إلى مطالب السكان، وتابع ’بعد خروج المحافظ تم تطويق البلدة من جميع الأطراف وانتشر عناصر من الأمن وبدأوا بإطلاق النار’ .

وفيما ارتفعت حصيلة شهداء مظاهرات الجمعة والسبت إلى 120 شخصاً وتوالت استقالات مسؤولين ونواب عن درعا احتجاجاً على المواجهة العنيفة التي تقابل بها الاحتجاجات، أعلنت الإمارات العربية المتحدة اليوم وقوفها إلى جانب سوريا قيادة وشعبا في مواجهة الأزمة التي تمر بها. ووفقا لوكالة الأنباء السورية فإن الرئيس بشار الأسد تسلم رسالة من نظيره الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أكد له فيها موقف بلاده المساند لسوريا

وكانت الوكالة نقلت عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة القول ’أن عدد الشهداء الذين استشهدوا برصاص ’المجموعات الإجرامية المسلحة’ في بلدة نوى التابعة لمحافظة درعا من قوى الأمن ارتفع إلى سبعة شهداء’.

وأشار المصدر إلى استشهاد عنصرين من القوى الأمنية أحدهما في بلدة المعضمية والثاني في مدينة حمص.

هذا وشيع الآلاف في مدينة نوى أربعة قتلى سقطوا السبت خلال مشاركتهم في جنازات متظاهرين قتلوا في ’الجمعة العظيمة’.

من جهتها حذرت الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى سورية في ظل ماسمته خطورة الاوضاع التي تشهدها البلاد. كما دعت البريطانيين إلى مغادرة الأراضي السورية الا اذا اقتضت الضرورة للبقاء في البلاد.

وندد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأحداث العنف المتصاعدة في سورية خاصة احداث الجمعة التي تحاول السلطات السورية اخفاءها عن العالم على حد تعبير الوزير. وقال ويليام هيغ إن على السلطات السورية الاستجابة للمطالب الشرعية لشعبها.

وكانت الولايات المتحدة أقد دعت مواطنيها أيضا لمغادرة سورية.

توالي الاستقالات

وقد توالى مسلسل استقالات النواب والمسؤولين السوريين احتجاجا على القمع، في حركة احتجاجية غير مسبوقة بسوريا.وأعلن عضو مجلس درعا بشير محمد الزعبي ، انسحابه من عضوية مجلس المحافظة ومن حزب البعث احتجاجاً على استخدام الأمن السوري العنف في التعامل مع المتظاهرين.

كما أعلن فيصل الهيمد نائب رئيس غرفة تجارة درعا استقالته، وأعلن انضمامه إلى المحتجين.

وكان نائبان في مجلس الشعب من درعا خليل الرفاعي وناصر الحريري ومفتيها الشيخ رزق عبد الرحيم أبازيد قد أعلنوا سابقا استقالاتهم.

دعوات للامتناع عن القوة المفرطة

إلى ذلك،عبّرت تركيا، أمس، عن القلق العميق إزاء مقتل عدد من الأشخاص خلال الأحداث الأخيرة في سوريا، ودعت السلطات السورية إلى تحكيم العقل والامتناع عن استخدام القوة المفرطة في التظاهرات .

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن الخارجية قولها في بيان إن تركيا تولي أهمية كبرى للاستقرار في سوريا ورفاهية وازدهار الشعب السوري، وهي ترحّب ’بتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيلبي المطالب المشروعة للشعب وبالخطوات التي تلت ذلك من أجل إجراء سلسلة من الإصلاحات’ .

وفي بروكسل دانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون استخدام القوة ’الوحشية’ ضد المتظاهرين في سوريا، ودعت السلطات السورية إلى وقف استخدام العنف غير المقبول فوراً .

100 مثقف وصحفي سوري يدينون القمع

دان مثقفون واعلاميون سوريون، أمس، في بيان الممارسات القمعية ضد المتظاهرين مطالبين بحوار يضم جميع أطياف الشعب السوري ويحقق مطالب التغيير السلمي .

وقال الموقعون في بيانهم ، ’نحن الكتاب والصحفيين السوريين نوجه هذا البيان الاحتجاجي ضد الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المتظاهرين ونترحم على جميع شهداء الانتفاضة السورية ضد النظام ونؤكد على حق التظاهر، وكل ما يطرح من شعارات الوحدة الوطنية، والمطالبة بالحرية’.

وطالب الموقعون بإجراء حوار وطني شامل يضم جميع أطياف الشعب السوري يحقق مطالب التغيير السلمي في سوريا، ودانوا ممارسات الإعلام السوري بالتضليل والكذب وعدم إظهار الحقيقة .