أعلن مصدر عسكري مسؤول أن وحدات الجيش بدأت بالخروج التدريجي من مدينة درعا حيث كانت تلاحق عناصر ’المجموعات الارهابية’ فيها تنفيذا للمهمة التي كلفت بها استجابة لنداءات المواطنين ومناشداتهم الجيش للتدخل وإعادة الأمن والهدوء والاستقرار إلى ربوع المدينة.

و نقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن المصدر القول أن ’ إنجاز المهام المطلوبة وإلقاء القبض على تلك العناصر الارهابية لتقديمها إلى العدالة ترك آثاره الإيجابية على نفوس الأهالي وساهم في إعادة الطمأنينة والشعور بالأمن والأمان وأخذت الحياة تعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي’.

وكان الرئيس بشار الأسد أكد أول أمس خلال لقائه وفدا من دير الزور أن وحدات الجيش التي دخلت درعا في الخامس والعشرين من نيسان الماضي ستنهي مهمتها قريباً جداً.

في الغضون، دعا الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتفي أجراه مع الأسد، الى ’منح الأمم المتحدة إمكانية الوصول فورا إلى السكان المدنيين المتضررين من أجل تقييم احتياجاتهم إلى المساعدة الإنسانية’، معربا عن ’تقديره للأسد على ما أبداه من استعداد للنظر في إجراء ذلك التقييم في درعا’. كما دعا إلى ’التنفيذ الكامل والمبكر لجميع تدابير الإصلاح التي أعلنتها الحكومة السورية’.

وجاء الاتصال فيما قال ناشــط في مجـال حقوق الإنسان في مدينة الرستن لوكالة روتيرز إن نحو مئة دبابة وناقلة جند احتشدت على الطريق السريع بين حمص وحماة عند مدخل المدينة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مئات السوريين أحيلوا للقضاء بتهمة ’النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب’، فيما قال المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان ’انسان’ وسام طريف ان عدد ’المعتقلين أو المفقودين يمكن ان يتجاوز الثمانية آلاف’.

باريس تصعد من لهجتها وتنصح رعاياها بالمغادرة

الى ذلك، كرر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، في مقابلة مع قناة فرانس 24، قوله ’نحن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي بصدد إعداد عقوبات تستهدف عددا من الشخصيات، ونريد نحن الفرنسيين أن يدرج (بشار الاسد) على هذه اللائحة’. ونصحت الخارجية الفرنسية مواطنيها بمغادرة سوريا الى حين عودة الوضع الى حالته الطبيعية.

وكان رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني الذي التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، أول من أمس، أبدى معارضته تبنّي عقوبات أوروبية على دمشق، وأعرب عن أمله بـ’حل سوري’ للأزمة.

وفيما اتهمت الولايات المتحدة سوريا بممارسة ’تدابير تتّسم فعلاً بالهمجية’ في مدينة درعا. وندّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، باستخدام الدبابات وبالقيام ’بحملة اعتقالات تعسفية واسعة بحق شبان في درعا’، إضافة إلى قطع المياه والكهرباء. كشف السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد أن حكومته في حوار مستمر مع الحكومة السورية . وقال مصدر في السفارة بحسب صحيفة ـ الخليج العربي ـ إن فورد أكد أن هناك تشويهاً في صورة ما يجري في سوريا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، ودعا الحكومة السورية إلى السماح للصحافيين من مؤسسات مرموقة بمواكبة ما يجري وبالتالي إعطاء انطباعات أخرى من مصادر كثيرة لمعرفة الحقيقة وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط .

وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن فورد نفى أن يكون هناك أي تآمر أمريكي ضد سوريا وأن ’التدخل الوحيد للولايات المتحدة آتٍ من القلق تجاه الأرواح البريئة التي تزهق’، موضحاً أن الحكومتين في كلا البلدين في حوار دائم ومستمر . واستبعد أي تدخل أمريكي عسكري في سوريا