الكاتب : سها مصطفى
على تخوم المدينة الساحلية البسيطة تتموضع المصفاة والى جوارها محطة حرارية ومعمل للاسمنت، منطقة منكوبة بيئيا بامتياز، منطقة انضمت اليها مؤخرا المقالع لتزيد الطين بلة!
قرى بانياس المنكوبة متعددة من حصين البحر الى العديمة، مناطق باتت بحكم المنكوبة بخاصة مع تفريغ الفوسفات في ميناء بانياس، هنا لا روائح تطغى على المنطقة وانما غبار تنفثه منشأت مختلفة، وبانياس التي تشهد حراكا ساخنا هذه الايام بكل ماتحمله من معالم صناعية، تعاني من عقود من التلوث البيئي، المشهد الكارثي الذي تقوم عليه المدينة يقف على تخوم عمالة وفقر وتنمية متعثرة وتلوث...
يقول أحد أبناء حصين البحر’المعمل يسبب أذى للناس عند تفريغ الفوسفات في طرطوس، ومعمل الاسمنت في بانياس والمصفاة، وهنا لا روائح تصدرها هذه المنشآت وانما غبار يؤدي لسرطان وامراض القلب والربو’.
يضيف’ونحن لا نغالي خلقنا لهذه الارض لنعيش ونموت فيها، والسيد الرئيس زار القرية ودشن نادي حصين البحر وشاهد الغبار ونحن لازلنا بانتظار حلول حقيقية لهذه المعاناة اليومية عندما ينفث المعمل غباره، مايجعل كل القرى المجاورة للمعمل تقوم بجلي بلاط منازلها سنويا بسبب غبار الكلينكا عدا المرضى منا’.
الاهالي يصفون وجعهم بالانتظار على ابواب المسؤولين بحثا عن حلول ترتجى، وسط حالة من التجاهل لبانياس ورفض استقبال المتضريين من الاهالي، تلك الحالة تدفعهم لاتهام الصحافة والمسؤولين بالمنافقين، وتجعل من الكلام مجرد تعب اضافي.
بعض الجهات الرسمية والاهلية تعلق على حالة بانياس بالربط مابين رفض الاهالي مقاضاة المعمل وعمل جزء كبير منهم في عداده، لكن ذلك لا يمنع المقارنة القاسية من قبل عماله مع ماشاهدوه في بعثاتهم التدريبية في المانيا، حيث قسم التعبئة وهو اقذر قسم في اي معمل للاسمنت يعد حديقة في المانيا الشرقية خلال فترة السبعينات، فيما يبدو اليوم اليوم قسم التعبئة بعيدا عن المقارنة بشكل فج.
فالمعمل الذي يعود لفترة السبعينات وتصميمه من المانيا الشرقية، يعد بؤرة تلوث، امام سجل الامراض المهنية لعامليه في التأمينات وابسطها الرئة الصوانية بسبب مطاحن الاسمنت وفي اقسام الافران والميكانيك.
فالمعمل الذي يدر دخلا مرقوما على الدولة، وكانت الاقتراحات بناء مدينة سكنية شرق الاوتوستراد وعلى البحر مدينة ساحلية للعمال مايوفر كلف التلوث ويخلق فرص عمل غير أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
ابريق الزيت
غير أن المعمل شهد تغييرا للفلاتر من عشرة سنوات، بلغت تكلفة الفلاتر 260 مليون، التغيير الاخير يشبهه الاهالي بأنه يشبه صفقة الطائرات الشهيرة التي لا تطير على ايام وزير نقل اسبق معروف، لافتين الى أن ’الشاطىء السوري لم يتم استثماره ووضع فيه المعمل ومدينة للعمال الذين يعانون من التلوث وذويهم.
الأكثر من ذلك أن منطقة بحكم المنكوبة مع نقل مكب طرطوس الى متن الساحل فوق حصين البحر، علما أن القرية والمنطقة لا تفتقر أساسا لمكبات اضافية، اضافة الى التفجيرات في مقالع الكلس والبازلت والتي ادت لاهتزاز ابنية القرية وتشققها وهي كارثة أخرى لا تنتظرها المنطقة المنكوبة أساسا...
ماذا بعد..الاهالي يراقبون قراهم التي غير لون البشر والحجر والشجر فيها غبار معمل يفترض أن تغلقه الدولة بدلا من وضعه للاستثمار من قبل قطاع خاص لا يهتم بالاهالي بقدر الربح والخسارة!