الكاتب : حازم خضر

قالت ريما بركات – عضو لجنة الصحفيين العرب في الولايات المتحدة إن ما تواجهه سورية اليوم يختلف كثيرا عما واجهته عدد من الدول العربية وخصوصا مصر وتونس . وتابعت في محاضرة لها في دار البعث بدمشق أنه جرى استغلال المطالب الشعبية بالإصلاحات الديمقراطية وتحسين مستويات المعيشة من أجل الضغط على سورية وتمرير أجندات سياسية خدمة تتوافق مع المشروع الأمريكي الذي وضعه المحافظون الجدد للمنطقة برمتها.

وتابعت ،المرشحة السابقة عن الحزب الجمهوري لانتخابات الكونغرس عن ولاية كولارادو ، لا أحب استخدام مصطلح مؤامرة لكثرة ما استهلكت في الخطاب الإعلامي العربي كما أن ما تواجهه سورية معلن ومخطط منذ المطالب التي حملها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول ثم عبر ما أعلنته وزيرة الخارجية كوندالزا رايس عن الفوضى الخلاقة . وأضافت إن كل ذلك لا يعفي الدولة من المضي فعلا بالإصلاحات مؤكدة أن الرئيس بشار الأسد له شعبية كبيرة جدا في بلاده كما الغرب داعية الإعلام السوري للعمل بذكاء وإطلاق حملات لمواجهة ما تواجهه سورية من محاولات للعب على استقرارها الداخلي. وقالت إن الرئيس الأسد وعقيلته السيدة أسماء لهما حضور كبير ودورهما بالغ التأثير مع الناس وخصوصا في الأماكن العامة كما اعتاد عليهم المجتمع السوري.

وأكدت بركات إن الولايات المتحدة تمارس النفاق من خلال تعاطيها مع الحركات الاحتجاجية التي شهدتها الدول العربية : مصر وتونس وليبيا . وقالت كان هناك قطيعة وعدوانية مع ليبيا إلا أن قيام نظام لاقذافي بالاستجابة لمطالب واشنطن ودفع تعويضات مالية هائلة لضحايا لوكربي وفتح المجال أما الاستثمارات الأمريكية وخصوصا في قطاع الطاقة كل ذلك حوله الى صديق وخصوصا لشخص مثل السيناتور جون ماكين الذي يتزعم اليوم الحملة للإطاحة بالقذافي.

وتناولت بركات في محاضرتها آلية تغطية الإعلام الأمريكي للأوضاع العربية مؤكدة أن التعاطي ينطلق من أساسيات أهمها مصلحة إسرائيل والانطلاق من أنها واحة الديمقراطية وسط حالة عربية متخلفة. وشددت على أن التعاطي مع الاحتجاجات العربية انطلق من أنها احتجاجات عفوية في مصر وتونس مع تلميع صورة الإخوان المسلمين . وأوضحت أن ذلك لا يستقيم مع إعلان الإدارة الأمريكية على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن وجود عملية تدريب لشبان وناشطين على مدى خمس سنوات لقيادة عملية التحول الديمقراطي.

وانتقدت بركات حملات العلاقات العامة التي تقوم بها بعض دول الخليج في الولايات المتحدة وخصوصا العربية السعودية . وقالت إن ملايين الدولارات تنفق لتسحين صورة الرياض في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان وخصوصا موضوع احترام المرأة لكنها تابعت إن شيئا لم يحقق على الأرض فعليا. مشيرة الى حالة التحالف بين الوليد بن طلال وعملاق الإعلام الأمريكي روبرت مرودخ صاحب الإمبراطوريات الإعلامية المعادية لكل ما هو عربي ومسلم.