خيمت أجواء الحزن، يوم أمس، على الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان وكل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، حداداً على شهداء مسيرات العودة، في وقت شيع آلاف من الفلسطينيين والسوريين في دمشق أمس ثلاثة شبان استشهدوا أمس الأول برصاص جيش الاحتلال "الاسرائيلي" خلال مشاركتهم في مسيرة الذكرى 63 للنكبة في موقع عين التينة ومجدل شمس.
وأكد المشيعون مواصلتهم طريق النضال والكفاح ضد الاحتلال وتمسكهم بحقوقهم المشروعة التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة لديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها عام 1948 وما بعده.
وردد المشيعون بحسب الوكالة السورية للأنباء سانا "شعارات منوهة باتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية" مؤكدين أهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكل أمل الشعب الفلسطيني في التحرير وإن حق العودة فردي وجماعي ومطلق لا تملك أي جهة فردية كانت أم جماعية شعبية كانت أم رسمية الحق في التنازل عنه .
في هذه الأثناء، انتشر المئات من شرطة الاحتلال في مجدل شمس في الجولان، حيث شنوا حملة تفتيش لاعتقال مشتبه فيهم تسللوا من سوريا، حسبما أوضح المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد.
ووصف مسؤول في وزارة الخارجية السورية الممارسات "الإسرائيلية" بأنها "إجرامية"، مطالباً المجتمع الدولي بمحاسبتها. وأشار المسؤول السوري إلى أن الحركة الشعبية الفلسطينية هي نتاج انتهاك "إسرائيل" المتواصل لقرارات الشرعية الدولية واغتصاب الأراضي والحقوق والتملص من متطلبات السلام العادل والشامل.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سكان بلدة مجدل شمس إعجابهم بشجاعة الفلسطينيين الذين قصوا الشريط الحدودي بين سوريا والأراضي المحتلة، بعد 63 عاما من النزوح، وعبروا حقل الألغام الذي كان يثير في أهل البلدة الرعب.
يتحدث سكان بلدة مجدل شمس السورية المحتلة، بإعجاب عن شجاعة الفلسطينيين الذين قصوا الشريط الحدودي بين سوريا والأراضي المحتلة، بعد 63 عاما من النزوح، وعبروا حقل الألغام الذي كان يثير في أهل البلدة الرعب.
وقال مسؤول العلاقات العامة في المرصد العربي لحقوق الإنسان في الجولان سلمان فخر الدين "عندما بدأ الشبان بالعبور من حقل الألغام، راح قلبي يخفق بشدة من الخوف، فقد كنا في كل لحظة نخشى انفجار أحدها".
ذكر أن أكثر من عشرة آلاف سوري يعيش في مجدل شمس، من أصل 18 ألفاً في قرى الجولان الخمس، يرفضون الهوية الإسرائيلية التي فرضت عليهم بعد ضم الجولان عام 1981.
داخلياً، صرح مصدر عسكري مسؤول أن وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت خلال ملاحقتها المجموعات الإجرامية المسلحة في منطقة تلكلخ أمس عددا من المطلوبين الذين روعوا المواطنين وبثوا الذعر في نفوسهم كما ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والبزات العسكرية التي كانت العناصر الإجرامية تستخدمها.
وأضاف المصدر بحسب وكالة سانا أن حصيلة المواجهة كانت خمسة عشر جريحا من الجيش والقوى الأمنية وعددا من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإجرامية المسلحة.
هذا وذكرت سانا أن الرئيس بشار الأسد بحث ووفد من مدينة درعا "الأحداث التي شهدتها درعا والأجواء الايجابية السائدة حالياً هناك نتيجة للتعاون بين الأهالي والجيش والخطوات الإصلاحية الجارية في البلاد وآفاقها".
ونقلت عن أعضاء الوفد "تقديرهم لتضحيات الجيش والجهود التي قام بها بالتعاون مع الأهالي والسلطات المحلية لتأمين مستلزمات الحياة اليومية وحاجات الناس خلال هذه الفترة وإعادة الأمن والأمان إلى درعا".
في الغضون، نفى مصدر مسؤول بوزارة الداخلية وجود مقبرة جماعية في درعا مؤكداً أن الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام عن اكتشافها "عار عن الصحة".
ونقلت وكالة سانا عن المصدر مسؤول قوله ان "بعض محطات التلفزة ووسائل الاعلام نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سورية ومحاولاتها المستمرة للنيل من استقرارها وأمن مواطنيها خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية في درعا".
على صعيد آخر، يبدو ان العلاقات السورية التركية تشهد فتوراُ منذ ما يقرب 10 ايام، ودخلت امتحاناً شديد الصعوبة، حيث قالت مصادر رسمية تركية إن الاتصالات مقطوعة على المستوى السياسي، مع دمشق لكنها مستمرة على المستوى الدبلوماسي، رغم الحديث الذي تردد عن إمكانية استدعاء السفير السوري لإبلاغه رفض "العنف المفرط".
وجدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خشيته انقسام سوريا طائفيا إذا استمر التوتر القائم. وقال: "لدينا مخاوف من أن اشتباكات طائفية قد تنفجر في سوريا يمكن أن تقسم البلاد، ونحن لا نريد أن نرى مثل هذا الشيء". وقال أردوغان بحسب صحيفة الشرق الأوسط إن "آخر اتصال مع الرئيس الأسد كان منذ ما يقرب من 10 أيام". مشيرا إلى أن "سوريا هي مثل قضية داخلية بالنسبة لنا لأن لدينا حدود 850 كيلومترا فضلا عن علاقات القرابة القوية، وأتمنى أن تستطيع سوريا التغلب على هذه الأوقات الأليمة بسرعة".
إلى ذلك كشف مسؤول أميركي أن بلاده بصدد إجراء مزيد من الإجراءات ضد سوريا لم يحددها قائلا إنها ستتخذ خلال أيام.