فيما اعتبرت تركيا، أمس، انه لا يزال بإمكان سوريا حل الأزمة الخطيرة التي تمر بها سلميا إذا ما أطلقت ’إصلاحات عميقة وواسعة النطاق’، محذرة مع ذلك من أن ’الوقت يضيق’. قال المتحدث باسم الخارجية الايطالية ماوريتسيو ماساري، أمس، إن من المنتظر أن يصادق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم غداً الاثنين على توسيع العقوبات الأوروبية ضد سوريا لتشمل بشكل مباشر الرئيس بشار الأسد .

من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في مقابلة مع تلفزيون ـ ان .تي .في ـ ’لا تزال هناك فرصة لعملية انتقالية سلمية ومستقرة في سوريا’ إذا ما أطلقت ’إصلاحات عميقة وواسعة النطاق وفقا لوتيرة وحجم ينشدهما الشعب’ . وجدد اوغلو تخوفه من استمرار قمع الاحتجاجات قائلاً ’إذا استمروا في الطريقة التي تكمن في استدعاء قوات الأمن لقمع الاحتجاجات من دون ادخال اصلاحات ملموسة . فقد تحصل عواقب سلبية جداً ستحزننا جميعاً’.

في هذه الأثناء نقلت وكالات الأنباء عن ناشط حقوقي قوله أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا أمس، فيما جرح العشرات في حمص عندما تعرضوا لإطلاق نار خلال مشاركتهم في دفن 13 شخصاً قتلوا الجمعة خلال تظاهرات ’جمعة أزادي’ في حمص . وبذلك يرتفع عدد القتلى في سوريا إلى 49 خلال يومين بحسب إحصائيات وكالات الأنباء وناشطي حقوق الإنسان.

وعلى صعيد العقوبات الدولية على سوريا، نقلت وكالة الأنباء ـ آكي ـ الإيطالية عن المتحدث باسم الخارجية الايطالية قوله إن ’الاتحاد الأوروبي لديه النية لتوسيع قائمة الأفراد الخاضعين للعقوبات، بحيث تشمل عشرة مسؤولين سوريين، بما في ذلك الرئيس بشار الأسد’ . وقال إن هذه العقوبات ستتضمن حظر السفر، وفرض حظر على مبيعات الأسلحة وتجميد الأصول، مشيراً إلى أن هذه التدابير’قد جرى بحثها على المستوى الدبلوماسي’ .

وأشار ماساري إلى وجود ’توافق في الآراء على المستوى التقني’ولكن ’نظراً لأهمية هذا التدبير فقد تركت الموافقة لقرار وزراء الخارجية’ .

ولفت إلى أن ’إعادة النظر في مشاريع التعاون بين سوريا والاتحاد الأوروبي’ستطرح على طاولة المحادثات التي سيشارك فيها وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني .

وفي الغضون، استقبل الرئيس الأسد صباح أمس وفداً من رجال الأعمال العرب، و دار الحديث حول واقع الاستثمارات العربية في سورية ومستقبلها في ظل الإصلاحات الشاملة التي تشهدها.

كما تناول اللقاء دور الاستثمارات في دعم الاقتصاد الوطني والمساهمة في مسيرة الإصلاح والاستقرار، حيث أعرب الرئيس الأسد عن تقديره للمستثمرين العرب الذين يزيدون استثماراتهم في سورية رغم كل الظروف، مؤكداً أن مستقبلاً واعداً بانتظار هذه الاستثمارات.

بدورهم أعرب المستثمرون عن ارتياحهم لجملة الإصلاحات التي تقوم بها سورية والتي ستنعكس على المناخ الاستثماري بشكل إيجابي في جميع المجالات.

وكان الأسد التقى الخميس وفداً من مجلس المستثمرين الكويتيين حيث تم بحث واقع الاستثمارات في سورية وآفاق توسيعها في جميع المجالات، وأكد الرئيس الأسد أن جملة الإصلاحات التي تقوم بها سورية ولاسيما على الصعيد الاقتصادي ستسهم في تحسين واقع الاستثمارات فيها وجذب استثمارات جديدة.

ويأتي ذلك فيما انتخبت الكويت الجمعة عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في المقعد الذي كانت سورية تهدف الى شغله، وقالت بيغي هيكس من منظمة هيومن رايتس ووتش أن ’حصيلة الكويت في مجال حقوق الانسان هي افضل من حصيلة سورية بلا شك، لكنها في الحقيقة ليست جيدة جداً’.

ميدانياً، قالت (سانا) أن ’مجموعات تخريبية مسلحة في مدينتي أريحا والبوكمال أقدمت على تدمير وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة وبعض الوحدات الشرطية’.

وأوضحت أن عناصر هذه المجموعات أقدمت على اقتحام بعض المباني الحكومية في مدينة أريحا بمحافظة إدلب ومن بينها مبنى قيادة المنطقة ومكتب البريد والهاتف ومقر شعبة حزب البعث والوحدات الزراعية والشرطية فدمروا وكسروا وأتلفوا محتوياتها وسرقوا بعضها وعمدوا إلى إضرام النار فيها.

وفي مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور ’أقدم عدد من المخربين على حرق خمس سيارات للشرطة وبعض المؤسسات الخاصة والعامة’.