شهدت عدة مدن سورية أمس احتجاجات متفرقة فرقتها قوى الأمن وأسفرت عن سقوط ثمانية قتلى بحسب وكالات الأنباء العالمية فيما سمي جمعة حماة الديار، من جهتها أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) مقتل 7 مدنيين ورجلَي شرطة وإصابة 32 رجل أمن بجروح ’برصاص مجموعات مسلّحة’.

في هذه الأثناء، شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس بشار الأسد أمس، على حرص أنقرة على العلاقات الإستراتيجية مع دمشق. ويأتي اتصال أردوغان بالأسد بالتزامن مع احتضان مدينة انطاليا التركية مؤتمراً للمعارضة السورية في الخارج يعقد يوم الثلاثاء المقبل.

وذكرت (سانا) أن ’الأسد تلقى اتصالاً هاتفياً من أردوغان عبر فيه عن حرص تركيا على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين والشعبين الصديقين، والحفاظ على مستوى هذه العلاقة وتطويرها في المستقبل’.

وأضافت ’ناقش الأسد وأردوغان خلال الاتصال الوضع في المنطقة وسوريا، حيث أكد أردوغان وقوف تركيا إلى جانب سوريا، وحرصها على أمنها واستقرارها ووحدتها’.

وجدد الأسد وأردوغان ’عزمهما على الاستمرار بهذه العلاقة الحارة والشفافة، والارتقاء بها لما فيه خدمة البلدين والشعبين والمنطقة برمتها’.

أما وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية، فقد اكتفت بالتأكيد أن أردوغان تباحث هاتفياً مع الأسد ’بشأن المواقف من التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا’. ورغم الأجواء الإيجابية التي أشاعها نبأ الاتصال، فإنّ مسؤولاً سورياً كشف عن ’ضبط كمية من الأسلحة على متن شاحنة آتية من تركيا إلى سوريا’. وقال مدير البوابة الحدودية في تل أبيض في محافظة الرقة، وليس العلي، لوكالة يو بي آي إنه ’لدى دخول شاحنة تركية محمّلة بالإسمنت إلى الأراضي السورية صباح اليوم (الجمعة)، عثر فيها على 36 بندقية من نوع بومب أكشن’.

إلى ذلك نجحت الضغوط الروسية في تخفيف حدة البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني في دوفيل الفرنسية، حيث تم شطب تهديد دمشق بتحويل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي، بالرغم من أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن توافقه مع نظيره الأميركي باراك أوباما على دعوة الأسد إلى قيادة مرحلة انتقالية أو التنحي.

وفي السياق، نصّت مسودة البيان الختامي لقمة الثماني على أن زعماء الدول المجتمعين ’رُوِّعوا من قتل السلطات السورية للمتظاهرين المسالمين’، وطالبوا بوقف فوري لاستخدام القوة في سوريا، علماً أن مسودة البيان لا تتضمن اقتراحاً واضحاً كان موجوداً في مسودات سابقة للوثيقة يحضّ على التحرك ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي.

وفسّر دبوماسيون هذا التراجع بالخشية من فيتو محتمل قد تلجأ إليه كل من روسيا والصين، رغم التصريح اللافت الذي أطلقه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، الذي قال فيه إنه حان الوقت لانتقال الأسد ’من الأقوال إلى الأفعال’. وجاء في بيان الثماني ’سيقود طريق الحوار والإصلاحات الجذرية وحده إلى الديموقراطية، ومن ثم الأمن والرخاء على المدى البعيد في سوريا’.

ميدانياً، خرجت تظاهرات يوم أمس في عدة مدن سورية وبحسب شهود عيان، واجهت قوات الأمن العديد من تلك التظاهرات بالرصاص الحي، مع إعلان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن حصيلة قتلى يوم أمس بلغت 8 أشخاص.

وكان يوم ’حماة الديار’ قد بدأ باكراً فجر أمس. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل ثلاثة متظاهرين على الأقل قبيل فجر الجمعة في داعل (ريف درعا) بنيران رجال الأمن.

من جهته، أورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط إخباري عاجل، نقلاً عن مراسليه في المحافظات السورية، أن عشرات الأشخاص هاجموا عناصر حفظ النظام أمام جامع الحسن في حي الميدان، وسط دمشق، بأدوات حادة، كما أكد التلفزيون أنّ ’عناصر مسلحين أطلقوا النار على القوى الأمنية وأصابوا 7 من العناصر بجروح’.

وتحدث التلفزيون عن عدة ’تجمعات’ ضمت 150 شخصاً في القامشلي، و300 شخص في حماة وفي البوكمال والميادين والقورية والعشرات في طرطوس و150 شخصاً في عامودا و100 شخص في الدرباسية والعشرات في راس العين وطمأن إلى أن هذه التجمعات انفضّت من تلقاء نفسها من دون احتكاكات.

في هذا الوقت، دعت ستة أحزاب وتجمعات سورية إلى عدم طرح شعار إسقاط النظام خلال التظاهرات التي تجري في البلاد، ورفضت أي تدخل خارجي في شؤون بلادها، داعية إلى ’أعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحساسة، والتمسك بالوحدة الوطنية للوصول إلى الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي المطلوب لتكوين الأرضية المناسبة للتوافق على الإصلاحات المطلوبة وإطلاق عملية الحوار الوطني بشأنها’.

والقوى الموقعة على البيان هي حزب الإصلاح الديموقراطي الوحدوي في سوريا، واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريّين، والحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة علي حيدر، والتجمع الديموقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، والتجمع الديموقراطي الأشوري السوري، والحزب الديموقراطي السوري.